زهرة العلا تكتب: ضريبة الشهرة

زهرة العلا تكتب: ضريبة الشهرة
- الحدائق العامة
- الصحف الأجنبية
- المدرسة الابتدائية
- زهرة العلا
- رمضان
- رمضان 2019
- الحدائق العامة
- الصحف الأجنبية
- المدرسة الابتدائية
- زهرة العلا
- رمضان
- رمضان 2019
للشهرة ضريبتها التى يدفعها النجوم صاغرين، أما ضرائب الشهرة التى أسددها أنا فهى حرمانى من هواياتى المحببة، فقد كنت فى طفولتى أهوى التزحلق «الباتيناج».. وكم من مباريات كثيرة سجلت فيها نجاحاً كبيراً، ولمع اسمى فى الملعب الذى كنت أتردد عليه كبطلة لا يشق لها غبار ولكن الشهرة حرمتنى هذه الهواية المحببة إلى نفسى.
والسباحة.. كنت فى طفولتى -وأنا على فكرة من مواليد الإسكندرية- أسبح فى البحر ساعات طويلة، وكنت دائماً الفائزة الأولى فى كل مباراة تقيمها المدرسة، وقد حدث ذات مرة أن نظمت إحدى الصحف السكندرية مباراة للسباحة اشترك فيها الكثير من الأجنبيات المقيمات فى الثغر..
وكنت أنا المصرية الوحيدة التى اشتركت فى هذه المباراة، وفزت على كل المشتركات، ونشرت صورتى واسمى فى الصحف الأجنبية التى تصدر فى الإسكندرية، ولكن الشهرة تمنعنى اليوم من الظهور بالمايوه على البلاج والسبب بحلقة المعجبين.
والتطريز إحدى هواياتى التى حرمتنى منها الشهرة، فإن أغلب أوقاتى موزعة بين الاستديوهات، وليس لدى وقت أتفرغ فيه لهذه الهواية التى سجلت فيها نجاحاً كبيراً وقد لا يعلم الكثير أننى كنت من أبرع تلميذات المدارس فى الرسم بالزيت، وما زالت المدرسة الابتدائية التى تلقيت فيها علومى تحتفظ بلوحاتى التى رسمت فيها ناظرة المدرسة ومدرساتها وبعض التلميذات وقد رسمت ذات مرة أحد مفتشى الرسم وأعجب الرجل باللوحة إعجاباً كبيراً وأخرج من جيبه عشرة جنيهات ثمناً للوحة، ولكننى اعتبرت هذا التصرف إهانة وبكيت، ولم تفلح جهود المفتش والناظرة والمدرسة فى إقناعى بأن تصرف المفتش ليس فيه إهانة، وكانت الترضية الوحيدة التى قبلتها هى أن يأخذ المفتش «اللوحة» مجاناً.. ولكن الفن ومشاغل الشهرة حرمتنى من مباشرة هذه الهواية المحببة إلى نفسى..
واللعب فى الحدائق والجرى فى ممراتها وقطف الزهور خلسة من وراء الحارس، كانت أيضاً من هواياتى، ولكن الشهرة حرمتنى منها، وقد حدث ذات مرة أن ذهبت إلى إحدى الحدائق العامة بالقاهرة لأستمتع بدفء الشمس ولكن الجمهور الذى التف حولى يصفق ويذكرنى ببعض كلمات أدوارى السينمائية جعلنى أهرب بسرعة من الحديقة.