تعرف على ثواب الصيام في أيام الحر الشديد

كتب: حسام حربى

تعرف على ثواب الصيام في أيام الحر الشديد

تعرف على ثواب الصيام في أيام الحر الشديد

موجة حارة تعيشها البلاد خلال هذه الأيام، أعلنت عنها هيئة الأرصاد الجوية، ونصح خبراء الأرصاد المواطنين بالابتعاد عن أشعه الشمس، خاصة أن مصر لم مثل هذه الموجة منذ بداية الموسم.

وتأتي الموجة الحارة، بالتزامن مع الصيام في شهر رمضان الكريم، وهو ما أثار التساؤلات عن حكم الصيام من عدمه والقدرة على تحّمل درجة الحرارة المرتفعة.

وفي هذا الصدد، قالت دار الإفتاء المصرية في جوابها عن ثواب الصوم في أيام الحر الشديد: "الصوم من أفضل العبادات التي يتقرب بها العبد إلى الله سبحانه وتعالي، فمن صام لله يوما واحداً إيماناً واحتساباً باعده الله عن النار 70 سنة".

واستشهدت دار الإفتاء، بما قاله أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: سمعت النبي صلى الله عليه واله وسلم يقول: "من صام يوما في سبيل الله، بعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا"، مبينة أنه إذا كان في الصيام مشقة لطول اليوم وشدة حر فإن ثوابه يكون أعظم؛ فعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه واله وسلم قال لها في عمرتها: "إن لك من الأجر قدر نصبك ونفقتك".

وأضافت دار الإفتاء، رداً على سؤال حول حكم الدين في صيام المسلم في شدة الحر؟: أنه عن أبي موسى رضي الله عنه قال: "خرجنا غازين في البحر، فبينما نحن والريح لنا طيبة والشراع لنا مرفوع، فسمعنا مناديا ينادي: يا أهل السفينة، قفوا أخبركم، حتى والى بين سبعة أصوات، قال أبو موسى: فقمت على صدر السفينة فقلت: من أنت؟ ومن أين أنت؟ أوما ترى أين نحن؟ وهل نستطيع وقوفا؟ قال: فأجابني الصوت: ألا أخبركم بقضاء قضاه الله عز وجل على نفسه؟ قال: قلت: بلى أخبرنا، قال: فإن الله تعالى قضى على نفسه أنه من عطش نفسه لله عز وجل في يوم حار كان حقا على الله أن يرويه يوم القيامة، قال: فكان أبو موسى يتوخى ذلك اليوم الحار الشديد الحر الذي يكاد ينسلخ فيه الإنسان فيصومه" أخرجه عبد الرزاق في "مصنفه"، والبيهقي في "شعب الإيمان"، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" واللفظ له.

وقال الحافظ ابن رجب الحنبلي في "لطائف المعارف": ومما يضاعف ثوابه في شدة الحر من الطاعات: الصيام لما فيه من ظمأ الهواجر؛ ولهذا كان معاذ بن جبل رضي الله عنه يتأسف عند موته على ما يفوته من ظمأ الهواجر، وكذلك غيره من السلف وروي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه كان يصوم في الصيف ويفطر في الشتاء، ووصى عمر رضي الله عنه عند موته ابنه عبد الله رضي الله عنه فقال له: "عليك بخصال الإيمان -وسمى أولها-: الصوم في شدة الحر في الصيف".

وأكد القاسم بن محمد: كانت عائشة رضي الله عنها تصوم في الحر الشديد، قيل له: ما حملها على ذلك؟ قال: كانت تبادر الموت، وكان مجمع التيمي يصوم في الصيف حتى يسقط، وكانت بعض الصالحات تتوخى أشد الأيام حرا فتصومه، فيقال لها في ذلك، فتقول: إن السعر إذا رخص اشتراه كل أحد، تشير إلى أنها لا تؤثر إلا العمل الذي لا يقدر عليه إلا قليل من الناس لشدته عليهم، وهذا من علو الهمة، وقال كعب: "إن الله تعالى قال لموسى: إني اليت على نفسي أنه من عطش نفسه لي أن أرويه يوم القيامة"، وقال غيره: "مكتوب في التوراة: طوبي لمن جوع نفسه ليوم الشبع الأكبر، طوبى لمن عطش نفسه ليوم الري الأكبر".


مواضيع متعلقة