مواطنون في إفطار بدون نفايات: "جبنا أطباقنا ومعالقنا وهناكل على قدنا"

كتب:  نهال سليمان

مواطنون في إفطار بدون نفايات: "جبنا أطباقنا ومعالقنا وهناكل على قدنا"

مواطنون في إفطار بدون نفايات: "جبنا أطباقنا ومعالقنا وهناكل على قدنا"

"أنت مدعو لنتناول الإفطار سويا"، جملة كثيرا ما تتكرر ويصحبها بهجة أنك ستتخلص ليوم من تجهيز الطعام وتنظيف الأطباق والتخلص من البقايا.

إلا أن كريم الدمياطي، مؤسس جروب عرب بدون نفايات، كانت له رؤية أخرى، حيث فكر وبعض زملائه في التجمع معًا على إفطار بدون نفايات، يقوم كل من يريد حضوره بتجهيز كميات طعام تكفيه بدون بقايا، كما عليه أن يفكر كيف سينقل طعامه وشرابه من منزله إلى مكان التجمع بدون الاعتماد على مغلفات بلاستيكية أحادية الاستخدام مثل الأكياس والأطباق والملاعق والأكواب، فلاقت الفكرة دعما من إحدى الشركات العاملة في مجال الحلول البيئية، وتجمع بمقرها أمس شباب وكبار بل وأطفال، ومهتمون بالعمل البيئي وآخرون جاءوا لحب الاستطلاع، كما حضر أجانب مقيمون في مصر يرددون "مصر كنز.. فلنتعلم كيف نحافظ عليه".

"النهارده هدفنا إننا مانسببش مخلفات وده من أول اختيارنا لنوعية تغليف الأكل وكمياته لأن فيه ناس بيتبقى منها أكل مش عارفة تعمل بيه إيه فبتضطر ترميه.. نفسنا الفكرة تتعمم عند كل الناس بس الهدف القريب إننا نوصل بشركة واحدة أو مبنى واحد لا يتسبب في وجود مخلفات غير قابلة للتحلل" وذلك بحسب الدمياطي في حديثه لـ"الوطن".

التنقل بدون البلاستيك كان معضلة، استطاعت رويدا محمود، الحاصلة على بكالريوس نظم المعلومات والقادمة من الجيزة، أن تتغلب عليها بعد أن قررت أن تضع احتياجاتها في "خمار قماش قديم"، ثم أعادت استخدام علبة لبن زجاجية قديمة لتحضر الماء بعيدا عن الزجاجات البلاستيك، واستعانت بطبق صغير، بحيث لا تملؤه سوى بما يكفيها، وملعقة معدنية كي لا تترك خلفها أي هادر "لما شوفت بوست ليهم حبيت الفكرة وحبيت آجي أفطر معاهم وأتعلم منهم إزاي أقلل البلاستيك في حياتي".

جاءت نورهان علاء من الشروق إلى مقر الإفطار في مصر القديمة، بهدف نشر الوعي بتقليل استخدام البلاستيك "فيه صعوبة في التعود على عدم استخدام البلاستيكات لأن ده مختلف عن النمط والروتين اللي بنعيشه لكن واحدة واحدة هنتعود وخصوصا إن فيه فيديوهات كتير تعلمنا إزاي نقلل البلاستيك ونبطل نستخدم البلاستيك الأحادي الاستخدام.. بدور على طول على حاجات استانلس علشان نقلل حتى العلب اللي بتسخدم كذا مرة لأن البلاستيك بيفضل سنين لحد ما يتحلل".

بينما جاء أحمد راماد، الكاتب والمصور، من الإسكندرية، باحثا عن صورة يرفع بها الوعي بالحفاظ على البيئة، "البيئة بتعاني ودي حاجة كويسة إن فيه ناس واعية كفاية إنها تعمل تغيير ولو قليل هيعمل موجة تغييرات مع الوقت.. بنزل الفعاليات دي وننزل صورنا على منصات كتير وبندور على صورة توصل رسالة وتأثر في الناس".

عبد العزيز الدمياطي، المرشد السياحي ذو الـ67 عامًا، سمع عن مبادرة نجله العام الماضي ولم يشارك، لكنه صمم على الحضور هذا العام بحثًا عن بيئة نظيفة، فبحسب تعبيره "طريق الألف ميل يبدأ بخطوة كهذه".

وتابع "اتعلمنا إننا ناكل على قدنا ونعمل حساب كل حاجة.. كل واحد جايب أطباقه ومعالقه وأكل على قده بحيث نروح من غير ما نسيب ورانا حاجة"، بنفس الهدف كان حضور محمد أشرف ذو الـ 13 عامًا الذي سمع عن الإفطار من إحدى أقاربه "الفكرة حلوة ونتعلم إننا نستخدم حاجات ممكن نعيد استخدامها".

من جانبها، أوضحت مريم عمر، مسؤولة الاتصال بـ "جرينش"، أن تنظيم الإفطار هدفه هو تقليل استخدام البلاستيك وخصوصا أحادي الاستخدام، وعمل دوائر نقاشية للبحث عن بدائل وحلول متاحة وبأسعار مناسبة، وخصوصا لما للبلاستيك من أضرار "بيترمي ومش بيتعمله إعادة تدوير.


مواضيع متعلقة