بالصور| مسيحيون في الغربة يشتاقون لرمضان: عايشين بروح مصر وجسدنا بره

كتب: منة العشماوي

بالصور| مسيحيون في الغربة يشتاقون لرمضان: عايشين بروح مصر وجسدنا بره

بالصور| مسيحيون في الغربة يشتاقون لرمضان: عايشين بروح مصر وجسدنا بره

يجلس شاردا بمفرده يتذكر أجواء رمضان من الفوانيس والزينة التي تملئ الشوارع والعقارات والمنازل، ورائحة الكنافة والقطايف وصوت المدفع وتبادل الطعام مع الجيران وأجواء منطقة الحسين الخاصة التي لا مثيل لها والسحور على عربة الفول مع أصدقاءه، ليعود مرة أخرى لواقع الغربة، تلك القصة لا تقتصر على المسلمين المصريين بالخارج بل على المسيحين الذين يشتاقون إلى شهر رمضان ولايزال محفورا في أذهانهم كل تفاصيله ويتمنون أن تتاح لهم الفرصة لقضاءه مرة أخرى على أرض مصر وسط "ناسها" وأقرب الأصدقاء.

ورغم أن هناك من يعيشون في بلاد عربية من أجل العمل، يجدون مصر تختلف كثيرا ليس فقط من عدم مشاركة المقربين في هذا الشهر بل في أجواءها الرمضانية عن أي بلد أخرى، وفقا لوصف مارك عزيز، الذي يعمل في الكويت، مهندس مشتريات، ما يمنعه من قضاء رمضان في القاهرة، ويفتقد ذلك كثيرًا، قائلا لـ "الوطن": "الجو العام في مصر يحسسك إن في حاجة حلوة غير أي مكان بره مبتحسيش بروح".

حضر مارك (28 عامًا) رمضان مرتين في الكويت، ما يجعله يشتاق لمجيئه إلى القاهرة في هذا الشهر ومشاركة أصدقائه الفطار والسحور، ولكنه لا يستطيع لصعوبة الإجازات: " وحشتني قعدت صحابي في الحسين وشارع المعز وبعدين نطلع نتسحر في شيراتون أو مصر الجديدة وتجمع أصحاب الجامعة كل سنة في مكان معين على النيل نفطر فيه ونقعد لحد السحور، الناس في مصر روحها حلوة أوي".

ويوافقه الرأي عماد ظريف، يعمل بإحدى شركات الساعات الشهيرة في قطر، حيث يجد أن أجواء رمضان وخاصة في شوارع مصر غير موجودة نهائيا بمكان إقامته الحالية، قائلا: "هنا رمضان مفيهوش زحمة ولا لمة والجيران مستحيل تلاقيهم بره مصر وطريقة كلام الأطفال للناس الكبار وهما بيعيدوا عليهم مش موجودة، ومفيش حد يكلمك عشان تفطروا سوا".

يشتاق الشاب الثلاثيني إلى روائح الشوارع في القاهرة من الكنافة والقطايف وغيرها من الحلويات وللتجمع مع أصدقاء المنطقة التي يعيش بها في القاهرة أو أصحاب العمل السابق والمدرسة: "كنا لازم ننزل حتى لو بيعارض مواعيدك والشغل بس كنا نقدر نظبطها في مصر ونطلع على سيدنا الحسين والأزهر وياسلام على ريحة البومب وصوته في العيد مستحيل تلاقيه في أي بلد".

" احنا في الغربة عايشين بروح مصر لكن في جسد بلد تانية تحت قوانين وروح مش روحنا".. هكذا بدأت نيفين وديع حديثها معبرة عن اشتياقها لمصر بشكل عام، حيث تعيش خارج مصر منذ نحو 19 عامًا وكانت تتردد كل فترة عليها حتى استقرت منذ 2005 في أمريكا وعن افتقدها لأجواء رمضان، موضحة الفتاة الثلاثينية: "وحشتني مسلسلات رمضان في بيت العيلة ومدفع الإفطار اللي كنا بنستناه بفارغ الصبر علشان نتجمع نلعب وناكل ونسهر مع العيلة والجيران ونتفرج على الفوازير وبوجي وطمطم".

وتتذكر نيفين التي تعمل مساعدة مدرسة لذوي الاحتياجات الخاصة تبادل الطعام مع الجيران والتجمع في رمضان: "كانت المحبة تجمعنا سوا وكان البيت أمان كله مع بعضه مفيش فرق وناكل من أكل بعض"، كما أنها تحاول تعليم أولادها على العادات والتقاليد المصرية: "أهم حاجه عندي في رمضان الفانوس اللي اتعودت أجيبه وأجيب كل سنة واحد في البيت"، بحسب قولها.

ويحاول رامي ناجي، الذي يعمل مهندسا في الدنمارك، طلب إجازة حتى يأتي إلى القاهرة لقضاء جزءا من شهر رمضان، إلا أنه حتى الآن لا يستطيع الحصول عليها، قائلا إنه يشتاق إلى هدوء الشوارع في الصباح والاحتفالات في الليل: "بتوحشني كل حاجة في رمضان بتحس إنك بتاخد شهر إجازة  لكن هنا مش عارف تحس بي عشان بتشتغل يوم طبيعي جدا مفتقد النزول قبل الفطار والشوارع فاضية والفطار مع أصحابي".

ويحكي الشاب العشريني، عن حبه في مشاركة أصدقائه الصيام وعدم تناول الطعام أو المشروبات أمامهم، كما أنه يفتقد دعوة أصدقائه لمنزله للأفطار: "كنا بنستنى رمضان علشان بيجمع ناس بقالنا كتير مشوفنهاش".

 

 


مواضيع متعلقة