النجار: وثيقة المدينة ترسخ مبدأ التواصل الإنساني بين بني البشر جميعا

كتب: سعيد حجازي وعبد الوهاب عيسى

النجار: وثيقة المدينة ترسخ مبدأ التواصل الإنساني بين بني البشر جميعا

النجار: وثيقة المدينة ترسخ مبدأ التواصل الإنساني بين بني البشر جميعا

نظمت وزارة الأوقاف لقاءً علميًّا جاء تحت عنوان "الجوانب الإنسانية في الرسالة المحمدية"، وذلك في إطار فعاليات ملتقى الفكر الإسلامي، الذي ينظمه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بساحة مسجد الإمام الحسين بالقاهرة.

حاضر فى اللقاء كل من: "الدكتور عبد الله النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية، الدكتور السيد حسين عبد الباري رئيس الإدارة المركزية لشئون الدعوة"، وبحضور عدد من قيادات الوزارة، بالإضافة إلى الدكتور محمد عزت منسق الملتقى، وبعض الأئمة، وجمع غفير من الجمهور، وعدد من طلبة العلم الموفدين من دول أفريقية وأسيوية.

وفي كلمته أكد "النجار"، أن الله اختص رسالة الإسلام وجعلها مبنية على الرحمة، قال تعالى : "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ"، موضحًا أن الله جعل رسالة النبي شاملة للإنسانية كلها ورحمته تعم الإنسانية كلها، وتشمل كل الناس بغض النظر عن الدين والجنس والعرق.

وأشار إلى أن رسالة الإسلام تبعد بالإنسان عن العنف والظلم والتفرقة بين إنسان وآخر، فهم أمام الله سواء، لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى، قال تعالى : "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ  إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خبير"، مبينًا أن وثيقة المدينة والتى حررها النبي بعد الهجرة إلى المدينة ترسخ لمبدأ التواصل الإنساني بين بني البشر جميعًا، بصرف النظر عن انتماءاتهم الدينية، فقد جعلهم الرسول مع المسلمين أمة واحدة يدافعون عن المدينة وقت الخطر.

وأكد أن مقاصد العبادات ذات طابع إنساني يشمل الإنسانية كلها، ولا يقتصر على المسلمين فقط، موضحًا أن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، قال تعالى: "إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ  وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ  وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ "، مشيرًا إلى أن المستفيد من نظافة المجتمع من الفحشاء والمنكر الناس جميعًا، وهو المقصد من الصلاة، وكذلك الحج وسائر العبادات.

وشدد "عبد الباري" على أن رسالة الإسلام تمتاز بالنزعة الإنسانية، وتسعى لسمو ورقي ومصلحة الإنسان في العاجل والآجل، مشيرًا إلى أنها رسالة ربانية من حيث المصدر والغاية، وإنسانية من حيث طبيعتها.

وبين أن الخمس آيات الأول من سورة العلق ذكر فيها الإنسان مرتين  قال تعالى: "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ  الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ  عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ" .

وأوضح، أن الفقه الإسلامي قد تحدث في ربعه عن العبادات ليكون بمثابة العون والمدد للإنسانية في مواجهة أعباء الحياة ، قال تعالى: "وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ"، وفي ثلاثة أرباعه عن المعاملات والجنايات، وكل ما يخص الإنسان، منوهًا إلى أن الحلال في الشريعة حلال على الجميع، والحرام حرام على الجميع وهو ما ينتج  ثمرة المساواة.

 


مواضيع متعلقة