محمد جودت": مبادرة "أبدأ" تثبت أن الأمل في الشباب..والثورة ضاعفت مستخدمي الإنترنت

محمد جودت": مبادرة "أبدأ" تثبت أن الأمل في الشباب..والثورة ضاعفت مستخدمي الإنترنت
تقييمات صادمة، رصدها المهندس محمد جودت نائب رئيس أسواق المشروعات الناشئة في الشرق الأوسط، والمسئول عن إدارة مبيعات شركة جوجل في أكثر من 110 دولة حول العالم، الذى قال "للوطن" إن مصر فى ترتيب متأخر على خريطة سوق التكنولوجيا، مشيرا إلى أن المواطن المصرى يستهلك التكنولوجيا فقط ولا ينتجها.
وانتقد جودت، انشغال المصريون بالجدل حول التصنيفات السياسية والدينية، بينما تركوا العمل الجاد، ورغم ذلك قال جودت نفسه إنه الوضع فى مصر اليوم أفضل من الأمس، مبررا ذلك بأن المصريين اكتشفوا قيمة التكنولوجيا بعد الثورة، قائلاً: "هذا تكشفه الإحصائيات التى سجلت ارتفاع فى استخدام الإنترنت ما بين يناير 2011 وحتى يناير 2012، بالتزامن مع أحداث الثورة، وما تبعها من إنطلاق حرية التعبير عن الرأى".
وأشار جودت إلى وجود معوقات اقتصادية أمام تقدم سوق التكنولوجيا فى مصر، موضحا أنه لا يقصد الحكومة حين يتحدث عن الاقتصاد، بوصفها المنظم لدورة الاقتصاد، وإنما يبقى الدور الأول فى يد الأفراد والشركات الخاصة، وهو ما سعى القائمون على مسابقة "ابدأ" إثباته والترويج له، من خلال مساعدة الشباب على الإنتاج وتأسيس شركات صغيرة تدعم بدورها الاقتصاد المصرى للصعود مجددا.
وعن "ابدأ"، قال جودت، إنها مبادرة بدأت منذ ثمانية أشهر، تقدم إليها نحو أربعة آلاف مشروع، قبل منها 500 مشروع فقط، مما استفز أصحاب باقى المشروعات، فقرروا أن يبدأوا مشروعاتهم دون مساعدة من "جوجل" راعية المبادرة، وقياسا على ذلك، قال جودت: "هذا هو المطلوب من الشباب وكافة المصريين.. العمل فورا دون انتظار المستحيل من الرئيس القادم".
ومن بين 20 مشروعا نافست فى التصفيات النهائية، فاز فى تلك المسابقة موقع "بيقولك"، وحصل القائمون عليه على مبلغ مليون و200 ألف جنيه، وهو "مبلغ صغير جدا فى عالم البيزنس" حسب تقييم جودت.
"شباب كتير دفن نفسه فى شغل مش بيحبه، ابدأ دلوقتى فى مشروعك"، نصيحة من نائب رئيس أسواق المشروعات الناشئة في الشرق الأوسط، لقراء "الوطن"، مؤكدا وجود عشرات الأفكار يمكن العمل بها، لأن مصر لا تنتج أى شىء، وأصبحت تستورد من الخارج فقط، رغم أن ما يزيد على 30 مليون مواطن مصرى يتعاملون مع التكنولوجيا فى مصر، وصفهم جودت بأنهم "المتحكمون فى طبيعة السوق وميوله مستقبلا"، مضيفا: "غالبيتهم ممن يتظاهرون فى ميدان التحرير دعما للثورة منذ بدايتها".
وتوقع جودت المسئول عن إدارة مبيعات شركة جوجل في أكثر من 110 دولة حول العالم، استخدام 85 مليون مستخدم مصرى للتكنولوجيا على اختلاف تصنيفاتها خلال 3 أو 4 سنوات فقط، وقارن تفاعل الناس مع التكنولوجيا بظهور التلفزيون فى بدايته، حتى وصل الأمر اليوم إلى وجوده فى كل منزل.
وصنف جودت، ميول المصريين تجاه سوق التكنولوجيا بأنهم مثل غيرهم من الشعوب العربية يبحثون عن الترفيه والتواصل الاجتماعى بالدرجة الأولى، مما جعل المحتوى العربى على شبكة الإنترنت ضعيف و"تافه"، على حد وصفه.. ضاربا المثل بمحاولة البحث عن "سباك" على شبكة الإنترنت فى العالم العربى، "لن تكون هناك نتائج مجدية، لكن فى دولة مثل ألمانيا يوجد عشرات من المهن الحرة مسجلة على صفحات متخصصة لذلك، فضلا عن أراء الناس فى كل شخص تعامل معه".
وأرجع جودت ضعف المحتوى العربى، إلى أن المصريين لا يجيدون استخدام التكنولوجيا فى خدمة أنفسهم أو التسويق لأعمالهم، لدرجة أنه إذا حاول أحدهم التسويق لمنتجه الخاص "لن يجد من يشترى منه لأن الدائرة التكنولوجية فى مصر مازالت مفقودة".