منير فخري عبد النور من "واشنطن": مصر تحتاج رئيس قوي.. والسيسي الأقرب إلى الرئاسة

منير فخري عبد النور من "واشنطن": مصر تحتاج رئيس قوي.. والسيسي الأقرب إلى الرئاسة
حملت زيارة وزير التجارة والصناعة، منير فخري عبد النور، إلى واشنطن عددًا من الرسائل المباشرة تتعلق بالواقع السياسي والاقتصادي فى مصر، حرص الوزير على التأكيد عليها، خلال مباحثاته في البنك الدولي وكذلك مع المسؤولين في الحكومة الأمريكية، وتضمنتها كلمته أمام اجتماع غرفة التجارة المصرية الأمريكية، وهو الاجتماع الذي ضم ممثلي كبرى الشركات الأمريكية العاملة فى مصر.
وخلال اجتماع الغرفة المصرية الأمريكية، أكد محمد توفيق، سفير مصر لدى الولايات المتحدة، على عمق العلاقات المصرية الأمريكية، قائلا: "إن تاريخ هذا اللقاء يأتي مع مرور ثلاث سنوات على تنحي الرئيس الأسبق حسني مبارك".
وأضاف توفيق، قائلا: "أتذكر يوم تنحي مبارك، سلطت أحد التقارير التلفزيونية الضوء على انصراف الناس من الميادين وعودتهم إلى منازلهم بعدما تحقق غرضهم بتنحي مبارك، وذهبت الكاميرا للتسجيل مع أحد الاطفال فأبدى حزنه لانصراف الناس وأنه سيعود ليشعر بالوحدة من جديد بعدما كان يبيت الجميع في الميدان"، متابعا أن هذا المشهد يختصر أشياء كثيرة بعيدة عن السياسة والأيدلوجيات تتعلق بأجيال تستحق العمل من أجلها ومستقبل أفضل.[FirstQuote]
وقال السفير المصري لدى الولايات المتحدة، إن مصر الآن تسير على الطريق الصحيح، بعدما أصبح لديها دستور يضمن الحقوق والحريات والمساواة للجميع والرعاية الصحية ويهتم بالبحث العلمي، مؤكدًا أنه ستستكمل مصر مؤسستها الدستورية مع إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية قريبًا.
وشدد السفير المصري، على أن الوقت الحالي وقت العمل المشترك، وما يتميز به مجتمع الأعمال أن عينه دائمًا تكون نحو الإنجاز والنجاح، لافتًا إلى زيارة الوزير منير فخري عبد النور تتسم بأهمية خاصة لتوضيح الكثير من الأشياء، وكذلك لشحذ الهمم من أجل عمل يؤتي ثماره لكلا الجانبين.
فيما أكد منير فخري عبد النور، وزير التجارة والصناعة، خلال كلمته بالاجتماع، على أن زيارته للولايات المتحدة جاءت فى الوقت المناسب لشرح العديد من الأمور وإزالة سوء الفهم حولها، موضحًا أن التحول الديمقراطي والسياسي فى مصر لن يتم بين عشية وضحاها ولكنها عملية مستمرة بدأت فى ثورة 25 يناير، وشهدت تعثرًا، وبعدها أعادت نفسها إلى الطريق السليم الذي يسعى لبناء مصر حديثة وعصرية تؤمن بالحرية والتعددية مع الموجة الثانية للثورة، والتي جرت فى 30 يونيو الماضي.
وقال عبد النور، إن مصر حققت تقدمًا فى طريقها وستنجح فى نهاية المطاف، مشيرًا إلى أن محمد مرسي كان رئيسًا منتخبًا ولكنه لم يكن اختيارًا سليمًا، مبررًا قوله بإنه لم يكن يؤمن بدولة القانون وسيادته، ودخل في صدام مع كل فئات المجتمع ومكوناته سواء مع الفرقاء السياسيين أو الإعلاميين أو القضاء، وأصدر إعلانًا دستوريًا بعد أشهر قليلة من حكمه فى نوفمبر 2012، لكي يضع نفسه فوق جميع السلطات التي جمعها كلها فى يده بموجب هذا الإعلان، وفشل فى دفع الاقتصاد، وأفرج عن الإرهابيين، وجعل سيناء مقرًا لتنظيم القاعدة.
وأضاف وزير التجارة والصناعة أن هذه الصورة كان يجب أن تجلب الثورة من جديد، مشيرًا إلى أن الثورة قامت من أجل بناء دولة حديثة وليس الدولة التي كان يريدها مرسي والإخوان، لافتًا إلى أنه كان من الطبيعي أن يتحمل الجيش المسئولية لحماية الوطن والشعب من ميليشيات الإخوان، وتأمين أكبر مظاهرات عرفتها الإنسانية فى التاريخ الحديث.[SecondQuote]
وأكد عبد النور أن الدستور المصري الجديد يحمي الحقوق والحريات، ويحول دون وجود ديكتاتورية جديدة فى مصر أو فاشية آخرى، مشددًا على مشاركة جميع الطوائف في صياغته باستثناء الإخوان لرفضهم الانضمام واستبدال المشاركة السياسية بعمليات القتل وحرق الكنائس، مشيرًا إلى أنه لامجال للحديث عن أية شرعية بعد تأسيس شرعية جديدة بأصوات 20 مليون مصري شاركوا فى الاستفتاء على الدستور وتمت الموافقة على مسودته بأغلبية ساحقة.
وحول الانتخابات الرئاسية فى مصر، أكد عبد النور، أنه رغم إعلان حمدين صباحي ترشحه للرئاسة، إلا أن شعبية المشير السيسي تدفعه إلى أن يكون رئيسًا لمصر إذا ما قرر الترشح، لافتًا إلى أن الدستور يضمن عدم صعود ديكتاتور جديد على عرش مصر، وفى الوقت نفسه تحتاج إلى رئيس قوي من أجل إعادة الحياة مرة آخرى إلى طبيعتها فى كافة المناحي.
وأوضح وزير التجارة والصناعة، أن المشير السيسي رجل أمين ويؤمن بالإصلاح، قائلا: "لقد عرفته من خلال العمل معه في الحكومة الانتقالية"، كاشفًا عن أن مصر تستعد لمشروعات قومية عملاقة ستغير وجه الحياة فيها إلى الأفضل وفي مقدمتها مشروع تنمية محور قناة السويس والمثلث الذهبي في صعيد مصر والبحر الأحمر، مشيرًا إلى أن هناك فرص كبيرة أمام الشركات والاستثمارات الاجنبية في مصر، معربًا عن أمله في تحقيق شراكات قوية مع شركات أمريكية فى مجالات البترول والغاز.
وشدد على أن مصر ستنجح في طريقها ولن تنسى أبدًا من وقف بجوارها، وفى مقدمتهم الأشقاء في الخليج العربي، وخاصة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ودولة الكويت، مؤكدًا أن وقفتهم بجوار مصر كانت مؤثرة وحاسمة.[ThirdQuote]
وفى تصريحات صحفية عقب الاجتماع، أكد الوزير عبد النور، أنه أجرى مباحثات مع عدد من أعضاء مجلس إدارة البنك الدولي، واصفًا المباحثات بـ"الطيبة والمشجعة"، مشيرًا إلى أنه وجد آذانًا صاغية.
وأعلن عبد النور، في تصريحاته التي أدلى بها اليوم، أن بعثة من البنك الدولي ستصل إلى مصر في 20 مارس المقبل، لدراسة تمويل بعض المشروعات في مجال الطاقة والصناعات الصغيرة والمتوسطة، مضيفًا أنه اجتمع مع توم فيسلاك، وزير الزراعة الأمريكي، لدراسة ملف تبادل المنتجات الزراعية بين مصر والولايات المتحدة وسبل زيادة نفاذ السلع المصرية إلى الأسواق الأمريكية على رأسها الموالح والفاصوليا الخضراء والمانجو.
وقال الوزير، إن هدف زيارته للولايات المتحدة هو تصحيح المفاهيم عن الوضع الحالي في مصر، مؤكدًا أن الشعب المصري فخور بما يحدث في بلاده، متابعا: "نحن على الطريق السليم نحو إقامة دولة ديمقراطية وطنية مدنية حديثة وهو الأمر الذي سيشجع المستثمرين على إقامة مشرعات في مصر".
وردًا على سؤال "الوطن" حول ما لمسه من سوء فهم سواء فى أمريكا أو أوروبا بأن ثورة يونيو لم تجد من يدافع عنها فى الغرب، أكد عبد النور، قائلا: "لنكون صرحاء مع أنفسنا نحن قصرنا جميعًا وخسرنا معركتنا الإعلامية مع الخارج ومع الرأي العام العالمي بشأن 30 يونيو".