"ترامب" والتكنولوجيا الرقمية.. هاجس الانتقاد "عرض مستمر"

كتب: محمد حسن عامر

"ترامب" والتكنولوجيا الرقمية.. هاجس الانتقاد "عرض مستمر"

"ترامب" والتكنولوجيا الرقمية.. هاجس الانتقاد "عرض مستمر"

يضع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حسابات كثيرة لمنصات التواصل الاجتماعي، في ظل توجسه الدائم من الأخبار التي تثار بحقه عبرها، وفي الوقت ذاته فإن "ترامب" لديه توجسات دائمة من استخدام بعض الدول التكنولوجيا للقيام بأعمال تجسس على الأمريكيين.

وأصدر الرئيس الأمريكي، قرارين يعبران عن تلك الهواجس يتعلق أحدهما بمواقع التواصل الاجتماعي، والآخر بشركة هواوي الصينية، وهي الخطوات التي لطالما جلبت الانتقادات لـ"ترامب"، لكه هواجسه أقوى من الانتقادات.

أداة جديدة لإبلاغ الحكومة عن أي "تحيز" على مواقع التواصل الاجتماعي

أطلق البيت الأبيض، أمس، أداة تقنية جديدة تتيح للناس الإبلاغ عن "تحيز محتمل" من قِبل شركات مواقع التواصل الاجتماعي، وهي قضية تحدث عنها الرئيس الأمريكي والجمهوريون لشهور، متهمين منصات التكنولوجيا بفرض رقابة على الأصوات اليمينية.

وذكرت صحيفة "ذا هيل" الأمريكية أن تلك الأداة الموجودة على الموقع الرسمي للبيت الأبيض تحث الأمريكيين على مشاركة قصصهم مع الرئيس دونالد ترامب إذا شكوا أنه تم حجبهم أو الإبلاغ عنهم على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب "تحيز سياسي".

ويقول الموقع الإلكتروني في صفحته الرئيسية: "منصات التواصل الاجتماعي ينبغي أن تحسن حرية الرأي والتعبير، إلا أن العديد من الأمريكيين شهدوا حساباتهم تُحجب وتُعلق ويُبلغ عنها بشكل احتيالي بسبب انتهاكات غير واضحة لسياسات المستخدم".

ويبدأ الموقع بسؤال المستخدم عن اسمه الأول والأخير ورقمه البريدي ورقم هاتفه وما إذا كان مواطنا أمريكيا، وبمجرد ملء تلك البيانات يسأل الموقع المستخدم عما حدث لحسابه على موقع التواصل الاجتماعي، وما إذا كان منشورا معينا على صلة بالمشكلة، وأي المنصات شهدت الواقعة، لكن الاختيار متوقف على "فيس بوك وإنستجرام وتويتر ويوتيوب أو أخرى"، كما يمكن إضافة صورة من الشاشة للمساعدة في الوصف.

وقال الحساب الرسمي للبيت الأبيض على موقع (تويتر) -في إعلانه عن الأداة الجديدة- إن "إدارة ترامب تقاتل من أجل حرية التعبير على الإنترنت، فأيا كانت آراؤك، إذا شككت في أن تحيزا سياسيا تسبب في مراقبتك أو إسكاتك على الإنترنت، نحن نرغب في سماع ذلك".

طوارىء على مستوى البلاد لحماية الشبكات الأمريكية من التجسس الخارجي

وأعلن "ترامب" حالة الطوارئ على مستوى البلاد لحماية شبكات الاتصالات الأمريكية من التجسس.

وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن إعلان ترامب لحالة الطوارئ جاء في صيغة أمر تنفيذي ينص على أن الخصوم الأجانب يستغلون نقاط الضعف في تكنولوجيا وخدمات الاتصالات الأمريكية، ويحذر من التجسس الاقتصادي والصناعي.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز، إن "الرئيس أوضح أن الإدارة ستفعل ما بوسعها للحفاظ على سلامة ورخاء وحماية الولايات المتحدة من الخصوم الأجانب الذين يخلقون ويستغلون نقاط الضعف في البنية التحتية وخدمات تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات الأمريكية بشكل نشط ومتنامي".

وأشارت الصحيفة، إلى أن الأمر التنفيذي يسمح لوزارة التجارة بحظر التحويلات المالية التي تتضمن تقنيات اتصالات مُصنعة على يد شركات يتحكم فيها خصم أجنبي يضع الأمن الأمريكي في خطر "غير مقبول" أو يشكل تهديدا بالتجسس أو تخريب الشبكات التي تدعم العمل اليومي للخدمات العامة الحيوية.

وذكرت الصحيفة، أن الأمر التنفيذي هو خطوة تعطي للحكومة الأمريكية سلطات أوسع لمنع الشركات الأمريكية من الانخراط في أعمال مع شركات أجنبية معينة بينها شركة الاتصالات الصينية "هواوي"، التي استهدفتها الولايات المتحدة بحظر دخول معداتها أو استخدامها في بناء شبكات الجيل الخامس (5G) بالبلاد، وهو قرار تبعتها فيه عدة دول أوروبية.

"هواوي" ترد على الإجراء الأمريكي: القيود غير المعقولة تنتهك حقوقنا

 في المقابل، ردّت هواوي على هذه الإجراءات بالقول إن تلك "القيود غير المعقولة تنتهك" حقوقها، مضيفة أن تلك الإجراءات ستؤدي إلى " استخدام الولايات المتحدة لبدائل أقلّ جودة وأعلى ثمناً" في مجال شبكة الجيل الخامس للهواتف الذكية.

وتقدّم "هواوي" نفسها على أنّها "الرائدة بلا منازع في مجال تكنولوجيا الجيل الخامس" لشبكات الهاتف النقّال.

وبرّر البيت الأبيض من  جهته هذا الإجراء بوجود "خصوم أجانب يستخدمون بصورة متزايدة مكامن ضعف في الخدمات والبنى التحتية التكنولوجية في مجالي الإعلام والاتصالات في الولايات المتحدة".

وبالنسبة لـ بكين، فإن الأمر مناورة خادعة تهدف إلى تشويه المنافسةـ وهذا أقصى إجراء حتى الآن تتخذه إدارة دونالد ترامب ضد قطاع التكنولوجيا الصيني الآخذ بالتوسع، خصوصاً في الدول الناشئة في إفريقيا وأميركا اللاتينية وآسيا.

وكانت السلطات الصينية قالت في ردّها على سؤال: عن إمكانية لجوء واشنطن إلى مثل هذا الإجراء؛ إنّها ترفض أيّ سوء استخدام للسلطة يهدف لإقصاء الشركات الصينية من المنافسة الحرّة.


مواضيع متعلقة