الليالي الحلوة.. «دوار العيلة»: ساحة للتلاوة وإنهاء الخصومات الثأرية.. والفاتحة عَ العيش والملح

الليالي الحلوة.. «دوار العيلة»: ساحة للتلاوة وإنهاء الخصومات الثأرية.. والفاتحة عَ العيش والملح
- أخلاق الإسلام
- أذان المغرب
- احتفالات دينية
- الخصومات الثأرية
- الصلح بين العائلات
- تلاوة القرآن الكريم
- تلقى العزاء
- الليالي الحلوة
- دوار العيلة
- العيش والملح
- أخلاق الإسلام
- أذان المغرب
- احتفالات دينية
- الخصومات الثأرية
- الصلح بين العائلات
- تلاوة القرآن الكريم
- تلقى العزاء
- الليالي الحلوة
- دوار العيلة
- العيش والملح
رمضان الكريم، تدب الحياة مرة أخرى داخل دواوين العائلات بمحافظة سوهاج، حيث يقتصر التجمّع داخلها على تلقى العزاء فى موتاهم، ونادراً ما تجد دوار عائلة مفتوحاً بشكل دائم طوال العام، وعندما يحل الشهر الكريم تبدأ العائلات فى تنظيف الدواوين وصيانتها.
تتسابق أغلب عائلات المحافظة فى جعل الدواوين فى أبهى صورها، بعد أن يتم جمع التبرّعات المالية من أبناء العائلة لعمارتها، وتحرص العائلات على إحضار مقرئ يتلو ما تيسر من القرآن الكريم بشكل يومى، عقب صلاة التراويح، فضلاً عن تبادل الزيارات لتقديم التهانى بالشهر الكريم، والتنسيق مع لجان المصالحات لإنهاء الخصومات خلال الشهر الكريم، كما أن أبناء العائلة الواحدة تذوب بينهم الخلافات، لوجودهم بشكل يومى داخل ديوان العائلة، كما تنظم عائلات كثيرة احتفالات دينية فى ليلة القدر.
مادح البلك، ويعمل مقاولاً بالسعودية، قال إنه اعتاد على النزول كل عام لمسقط رأسه بمحافظة سوهاج، خلال شهر رمضان المبارك، ويحرص على جمع شمل أفراد عائلته، وإنهاء أى خصومات بينهم خلال الشهر الكريم، والتنسيق مع لجان المصالحات للتدخّل والصلح بين العائلات المتخاصمة، مؤكداً أن شهر رمضان المبارك يكون فرصة لحل أى خلافات، نظراً لروحانياته العالية ووجود استجابة من الأهالى لحل الخلافات.
لافتاً إلى أنه يتم الاتفاق مع أحد قراء القرآن الكريم المشهورين بتلاوة آيات من الذكر الحكيم بشكل يومى عقب صلاة التراويح، مؤكداً أن سهرة رمضان تلقى إقبالاً كبيراً من الأهالى الذين يحضرون لسماع الذكر الحكيم، مؤكداً أن سهرة رمضان تمتد حتى بعد منتصف الليل.
وقال محمود نور الدين بدوق، إن شهر رمضان تكون له إطلالة خاصة وروحانيات عالية، ويكون الشهر الكريم فرصة سانحة لإنهاء الخصومات الثأرية بين العائلات، ولا يُشترط إجراء الصلح خلال شهر رمضان المبارك، إنما يجرى الاتفاق على البنود الرئيسية وتحديد موعد للصلح، بعد انتهاء الشهر الكريم، وهناك خصومات يتم الانتهاء منها خلال شهر رمضان، مشيراً إلى أن طقوس شهر رمضان تختلف عن بقية شهور السنة، فجميع دواوين العائلات تكون مفتوحة طوال الشهر الكريم، وفى كل قرية يحدث تزاور بين العائلات، وبعد الانتهاء من صلاة التراويح، يحرص جميع أفراد العائلة على الوجود داخل الديوان فى فترات الليل، وتحديد عدد من الأفراد للقيام بجولات وزيارة العائلات الأخرى.
وأكد أن التجمع داخل ديوان العائلة خلال شهر رمضان يكون طقساً مقدساً للجميع، ومن يتخلف عن الحضور يتم السؤال عنه، لمعرفة السبب، حتى إن العاملين بدول الخليج يحرصون على أن تكون إجازاتهم فى شهر رمضان، ويحضرون بأعداد كبيرة لصيام شهر رمضان بين أسرهم وعائلاتهم، موضحاً أن هناك عائلات تقوم بجمع مبالغ مالية، لتدبير نفقات سهرة رمضان داخل الديوان، وهناك عائلات يتكفّل فيها المقتدرون مادياً بتوفير متطلبات السهرة، وتتسابق العائلات فى استضافة عابرى السبيل، أو أى شخص يمر قبل أذان المغرب من أمام دوار العائلة.
عبدالحكيم العش، برلمانى سابق، أوضح أن شهر رمضان أفضل الشهور بالنسبة له، حيث يزور جميع العائلات فى دائرته خلال الشهر الكريم، لأن جميع الدواوين تكون مفتوحة خلال شهر رمضان، وجميع أفراد العائلة موجودون داخله، بخلاف بقية شهور السنة، مشيراً إلى أنه رغم تطور الحياة بشكل كبير فى الصعيد والظروف الاقتصادية الصعبة، فإنه عادة ما تفتح دواوين العائلات أبوابها خلال شهر رمضان، وأصبحت سهرات رمضان تراثاً يحافظ عليه أبناء العائلات بوجودهم داخل الديوان. وأضاف أن ما يميّز شهر رمضان المبارك هو إجراء عدد كبير من المصالحات بين العائلات، لوجود استجابة كبيرة بين العائلات، لنبذ العنف والتحلى بقيم وأخلاق الإسلام السمحة، وعندما نطلب من العائلات تحكيم الشرع فى النزاعات والخلافات تجدهم يستجيبون بشكل فورى، ويغلبون العقل ويحقنون الدماء، وتكون استجابة العائلات للصلح صعبة فى بقية شهور السنة، أما فى شهر رمضان فتكون هناك رغبة جادة لنبذ العنف بين المتخاصمين.
وأشار الشيخ خالد فضلول، قارئ للقرآن الكريم، إلى أن شهر رمضان يكون فاتحة خير لمعظم القراء، نظراً لإحيائهم سهرات الشهر المعظم داخل دواوين العائلات، ونادراً ما تجد قارئاً لا يشارك فى تلاوة القرآن الكريم فى ديوان عائلة من العائلات، فالغالبية يتعاقدون مع العائلات لتلاوة القرآن الكريم فى سهرات رمضان، لافتاً إلى أن التلاوة تبدأ عقب صلاة التراويح لمدة ساعتين أو ثلاث ساعات، حيث يحضر المقرئ إلى ديوان العائلة قبل صلاة المغرب، وتناول طعام الإفطار مع أفراد العائلة، ثم يؤدون صلاة المغرب والعشاء والتراويح، وتبدأ السهرة وتلاوة القرآن الكريم فى أجواء روحانية، موضحاً أن التعاقد مع قراء القرآن الكريم يكون خلال شهر شعبان.