أعلنته رسميا.. ما تداعيات انسحاب إيران من بعض التزامات الاتفاق النووي؟

أعلنته رسميا.. ما تداعيات انسحاب إيران من بعض التزامات الاتفاق النووي؟
- الاتفاق النووي
- إيران
- تأهب أمريكي
- الخليج
- انسحاب إيران
- الاتفاق النووي
- إيران
- تأهب أمريكي
- الخليج
- انسحاب إيران
تتواصل حلقات التوتر الأمريكي – الإيراني المتفاقم في الأيام الأخيرة، إذ قال مسؤول مطلع لوكالة أنباء الطلبة الإيرانية "إسنا" إنّ طهران توقفت رسميا عن التقيّد ببعض التزاماتها بموجب الاتفاق النووي.
وذكر مسؤول مطلع بمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية أنّ الإجراء جاء استجابة لأمر من "مجلس الأمن القومي الإيراني"، فأي تداعيات تحملها تلك الخطوة؟
قرار يأتي وسط تأهب أمريكي بعد تخريب سفن تجارية في المياه الإماراتية
من جانبه، قال الباحث في الشأن الإيراني هاني سليمان، في اتصال هاتفي لـ"الوطن"، إنّ "الأحداث متسارعة ومتواترة، كان مفترص من تصريحات رئيس إيران حسن روحاني سابقا حين أعلن تنصله من بعض الالتزامات الخاصة بالاتفاق النووي، وأهمها عدم التزامه بوقف بيع اليورانيوم المخصب في الخارج، كان هناك حديث عن مهلة 60 يوما لكن ذلك يعني تراجع عن هذه المهلة".
وأضاف "سليمان": "قوبلت التصريحات الإيرانية بشأن الاتفاق النووي برفض من الجانب الأوروبي، والاتحاد الأوروبي أصدر بيانا مشتركا يرفض ذلك، وأنّ الدول الأوروبية ملتزمة باستمرار الاتفاق، كان هناك رفض كبير باستثناء الصين، كان موقفها متوازنا، وروسيا في الصف الإيراني".
وزاد المدير التنفيذي للمركز العربي للبحوث والدراسات: "حالة التأهب التي فيها الولايات المتحدة، وعملية التخريب التي طالت 4 سفن تجارية في المياه الإماراتية، ووجود أكثر من مؤشر على تورط إيران فيها كلها مؤشرات، تؤكد أنّ إيران لن تتراجع ولن تعود لمفاوضات في الاتفاق النووي".
وكانت الولايات المتحدة دعت الأسبوع الماضي، النظام في "طهران" إلى الجلوس على طاولة المفاوضات، للتفاوض بشأن اتفاق نووي جديد، إلا أنّ ردّ إيران لم يتأخر، إذ قال نائب قائد الحرس الثوري إنّ طهران لن تجري محادثات مع أمريكا.
إيران لا تريد العودة إلى مفاوضات الاتفاق النووي مرة أخرى
وعن أسباب عدم رغبة "طهران" في العودة إلى مفاوضات جديدة بشأن الاتفاق النووي، قال سليمان: "الهدف من الاتفاق النووي لدى واشنطن كان وفق البرنامح النووي الإيراني أو تحييده، لكن طهران استغلت ذلك الاتفاق كأداة لتعمق تدخلاتها في شؤون المنطقة وتكثف دعمها للميليشيات، وتحول الاتفاق إلى سهم موجه لصدر أمريكا".
وأضاف: "وبالتالي العودة للمفاوضات مرة أخرى ستكون شاملة، أي أنّها ستطول الصواريخ الباليستية الإيرانية والميليشيات الموالية لإيران، وإيران بدورها لن تفرط في وجودها وتحركاتها الإقليمية التي بنتها على مدار عقود، وهي تعول على سياسة النفس الطويل والقيام بتحركات من قبل الميليشيات".
وكانت إيران أبلغت الصين وفرنسا وألمانيا وروسيا وبريطانيا، الأسبوع الماضي، بقرارها التوقف عن التقيد ببعض التزاماتها بموجب الاتفاق، وذلك بعد عام من انسحاب الولايات المتحدة بصورة أحادية منه ومعاودتها فرض عقوبات على طهران. وقبل أيام، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إنه قد يعلق جزأين من الاتفاق الذي كانت إيران تلتزم به، هما بيع فائض اليورانيوم المخصب، والمياه الثقيلة.
ومنح روحاني الدول الموقعة على الاتفاق فرصة 60 يوما للاختيار بين أمرين، إما ما اعتبره الوفاء بالتزاماتهم المالية والنفطية المنصوص عليها في الاتفاق، وإما "اتباع الولايات المتحدة والانسحاب من الاتفاق".
خيار الحرب قريب جدا وبعيد جدا في الوقت ذاته
وقال الباحث في الشأن الإيراني إنّّ "المشكلات الداخلية في إيران لها دورها في هذه التحركات الخارجية، اعتاد النظام الإيراني دائما على فكرة المؤامرات الخارجية للهروب من ضغوط الداخل وتفريغ شحنات الغضب الداخلي من خلال الحشد والترويج لفكرة المقاومة، وأنّ إيران تواجه الشيطان الأكبر أمريكا، للهروب من مشكلاته الداخلية والحصول على مزيد من الدعم الداخلي".
وتابع: "وقف بعض الالتزامات بالاتفاق النووي خطوة استباقية، فقد كانت هناك مهلة 60 يوما للانسحاب، لكن التحرك السريع والعودة لاستئناف بعض جوانب البرنامج النووي، هو تحد للإرادة الدولية وهي تعجل بفقد الدعم الأوروبي وخيار المواجهة".
ورفضت الدول المعنية بالملف النووي الإيراني، المهلة التي حددتها إيران قبل تعليق التزامها ببنود أخرى في الاتفاق. وقالت الدول، في بيان مشترك: "نرفض أي إنذار، وسنعيد تقييم احترام إيران لالتزاماتها في المجال النووي".
وشدد سليمان على أنّ خيار الحرب قريب جدا وبعيد جدا في الوقت ذاته، لافتا إلى أنّه لا أمريكا ولا إيران تريدا الحرب، لكن في ظل استمرار الممارسات الإيرانية ربما تحدث المواجهة في أي وقت في ظل حالة التأهب القائمة.
وبموجب الاتفاق النووي المبرم في العام 2015، وافقت طهران على الحد من حجم مخزونها من اليورانيوم المخصب، المستخدم لصنع وقود المفاعلات النووية وكذلك صنع الأسلحة النووية، لمدة 15 عاما، وخفض عدد أجهزة الطرد المركزي لمدة 10 سنوات.
وكانت إيران تراهن على الاتفاق النووي لأجل تحسين وضعها الاقتصادي الحرج، لكنّ إدارة "ترامب" نسفت الاتفاق بسبب عدم تعديل "طهران" لسلوكها وتماديها في سياسة نشر الفوضى في الشرق الأوسط، وفق ما يعلن المسؤولون الأمريكيون.