صالح مهران: المصريون لم يصدقوا «بيان العبور».. وعرفت بموعد الحرب قبلها بـ4 ساعات.. ونخوض الآن معركة ضد «التخلف»

صالح مهران: المصريون لم يصدقوا «بيان العبور».. وعرفت بموعد الحرب قبلها بـ4 ساعات.. ونخوض الآن معركة ضد «التخلف»
- صالح مهران
- بيان العبور
- نكسة 67
- جماعة الإخوان
- الإذاعة
- ذكرى العبور
- نصر 73
- صالح مهران
- بيان العبور
- نكسة 67
- جماعة الإخوان
- الإذاعة
- ذكرى العبور
- نصر 73
كان ضمن الإذاعيين الذين تقرر استدعاؤهم صباح السبت 10 رمضان، الموافق 6 أكتوبر 1973، لقراءة بيانات بدء الهجوم، وأحد القلائل الذين علموا بموعد الحرب قبلها بساعات، حيث تم إطلاعهم على خطة التحركات والاستعدادات لقراءة البيانات العسكرية.
الإذاعى الرائد لـ"الوطن": كل البيانات الحربية كانت تُذاع على الهواء مباشرة.. وفى "الثمانينات" تقرر تسجيلها أولاً قبل إذاعتها
يحكى الإذاعى الكبير صالح مهران، فى حواره لـ«الوطن»، عن كواليس يوم العبور، وردود الفعل فى الإذاعة والشارع المصرى، وحالة الخوف والذعر التى انتابت المصريين بعد قراءة البيان الأول الساعة الثانية والثلث ظهراً، على خلفية الذكرى الأليمة لنكسة 67، حين زف الإعلام أخباراً كاذبة عن الانتصار المصرى على العدو الصهيونى، كما يكشف كواليس علاقة 3 رؤساء لمصر بالإعلام، وبساطة «عبدالناصر»، وتدخل «السادات» فى كل تفاصيل العمل الإعلامى، مشدداً على أن مصر تخوض فى الوقت الراهن معركة شرسة ضد قوى التخلف، متمثلة فى جماعة الإخوان.. إلى نص الحوار:
ما أول شىء يتبادر إلى ذهنك فى ذكرى العبور؟
- أحب أن أشير فى البداية إلى أن من وُلدوا بعد عام 1970 لا يعرفون معنى نصر 6 أكتوبر، وهذا شىء مؤسف، ربما قرأوا عنه فى الكتب، رغم أنى أراها أيضاً لم تحتفِ بشكل لائق بنصر 73، وأقول بصدق إن الدولة المصرية شهدت صحوة جديدة، أو ربما نشأت من جديد، ومن يريد أن يفهم ما يعنيه 10 رمضان 73، فعليه أن يعود بالذاكرة إلى نكسة 1967، وأنا عشت تلك الفترة، وكنت أعمل وقتها بالإعلام، وبالنسبة لى لا يتمثل نصر أكتوبر فى يوم العبور فقط، بل هو أشبه بـ«يوم بعث» للمصريين، فكما أعادت إيزيس الحياة لأوزيريس، وأنجبت حورس، هكذا فعل بنا العبور، فنحن الآن فى قمة النعيم مقارنة بأحوالنا عقب النكسة.
أين كنت بالضبط يوم 10 رمضان؟
- تم استدعائى وعدد آخر من المذيعين لحضور الاجتماع الصباحى نحو الساعة العاشرة، رغم أن موعد عملى يومها كان فى الخامسة مساء، ولكن أبلغنا رئيس الإذاعة وقتها محمد محمود شعبان أن حرب التحرير ستكون فى الثانية ظهر هذا اليوم، وأطلعنا على خطة التحركات، وكان معنا البيان الأول منذ الواحدة ظهراً، وكان مقرراً إذاعته بالتزامن مع بدء الضربة الأولى، ولكن حدث تعديل، فتقرر قراءة البيان الأول فى الساعة الثانية والثلث، والحقيقة أن ذلك أوقع.
"السادات" قرأ خطاب التنصيب فى "بدروم" مجلس الوزراء.. ورجال التجربة الناصرية سخروا قائلين: "خطاب الذين قالوا نعم.. والذين قالوا نعمين"
كيف استقبلت الإذاعة الخبر؟
- كان الجميع فى حالة نشوة أثناء قراءة البيان، وكنا أشبه بمن يزف للمصريين والعالم العربى أخباراً مُفرحة، ورأينا أعداداً كبيرة من القوات المسلحة تتجه إلى سيناء، وفى مساء اليوم نفسه، بدأنا نسمع بعض المرادفات الجديدة علينا مثل «رؤوس الكبارى»، خاصة أن آثار النكسة كانت موجعة على الشعب المصرى، وكنا فى حالة إذلال، ونشعر بهذه الحالة أكثر فى مجال الإعلام لأننا ساهمنا فى صنع الأسطورة، وجيلنا الذى نشأ على درجة من الوعى لما حدث عقب ثورة 1952، مقارنة بما قبلها، فبعد ثورة يوليو كنا نردد «ارفع رأسك يا أخى، فقد مضى عهد الاستعباد»، وشعرنا بروح التحرر، و«الجلاء ولو بالدماء»، وأثناء العدوان الثلاثى عام 56، كان الشباب يذهبون لمنطقة القناة لتحرير مصر، وكنا البداية لتحرير الأمة العربية والبلدان الأفريقية، ثم وُضعت القوانين، ومبادئ الاشتراكية، وعشنا فترة أحلام القومية العربية، وكنا فى قمة الشعور بالزهو. مصر كانت زعيمة من زعماء العالم، وكان به ثلاث زعامات وقتها: مصر والهند ويوغسلافيا، وشكلوا مجموعة «عدم الانحياز» بعد مؤتمر باندونج 1955، فمصر كانت أشبه بـ«كعبة» تأتى إليها الوفود والزعامات أسبوعياً، وكل هذا انطفأ فجأة فى يونيو 1967، وأُصبنا جميعاً بحالة مرضية، وإحساس بالمرارة والذل.
أبلغنا رئيس الإذاعة بالموعد.. وكان مقرراً إذاعة البيان الأول مع الضربة الجوية.. ثم تأجل إلى الثانية والثلث
لماذا ترى ضرورة استحضار ما حدث فى 5 يونيو قبل محاولة فهم ما حدث يوم العبور؟
- لأن ما حدث فى 1973، هو عودة الروح للجسد، خاصة أن الجندى المصرى استطاع العبور، وتجاوز الهزيمة، وانتصر على عدو قوى، وذلك كله وراءه عمل جاد ودؤوب فى ظل ظروف محلية ودولية قاسية، والرئيس الراحل أنور السادات عانى وقاسى من مراكز القوى، والمتاجرين بالشعارات الذين بثوا الكراهية ضده فى الشوارع والجامعات، لكنه احتمل السخرية منه أثناء إعداده للحرب، واستطاع مع جنود القوات المسلحة تحقيق أسطورة العبور والثأر.
من قرأ أول بيان عسكرى عن الحرب، وما الذى تذكره من هذه البيانات؟
- الإذاعى عبدالوهاب محمود قرأ بيان الحرب باعتباره مذيع فترة الضحى، فكل مذيع التزم بقراءة البيانات أثناء فترة عمله، وأذكر من نصوص بيانات الإذاعة فى هذا اليوم: «نجحت قواتنا المسلحة فى عبور قناة السويس على طول المواجهة، وتم الاستيلاء على منطقة الشاطئ الشرقى للقناة، وتواصل قواتنا حالياً قتالها مع العدو بنجاح، كما قامت قواتنا البحرية بحماية الجانب الأيسر لقواتنا على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وضربت الأهداف المهمة للعدو على الساحل الشمالى لسيناء، وأصابتها إصابات مباشرة، ونجحت قواتنا المسلحة فى اقتحام وعبور قناة السويس فى قطاعات عديدة بها، ورفع علم مصر على الضفة الشرقية للقناة».
أقمنا فى الإذاعة من "10 رمضان" حتى قرار وقف إطلاق النار والمبنى كان أشبه بخلية عمل تضم مطربين وشعراء
كيف كانت ردود فعل الشارع المصرى على العبور؟
- الناس لم تصدق، والشوارع كانت شبه مُظلمة، وفُرضت حالة طوارئ، والمعظم غلبت عليه مشاعر الخوف، حتى أذكر أننى مررت على مديرة البرامج بالإذاعة فى هذا اليوم، ولم تكن استوعبت حجم النصر، فقالت لى: «الراجل ده مجنون.. هيودى البلد فى داهية»، وكانت تقصد السادات. وهذا كان طبيعياً بعد ما حدث فى 67.
متى شعر المواطن المصرى بحجم النصر؟
- بعد بث أفلام وثائقية من سيناء، وإذاعة الأغانى الوطنية فى الراديو والتليفزيون، مثل «صباح الخير يا سينا»، وشاركت وردة بالغناء وغيرها، كما تحدّث الرئيس السادات عن العبور فى مجلس الأمة يوم 16 أكتوبر 73.
شعر المواطن بحجم النصر بعد بث أفلام وثائقية من سيناء وإذاعة الأغانى الوطنية وحديث الرئيس يوم 16 أكتوبر
كيف كانت الأيام التالية للعبور؟
- كنا مقيمين فى الإذاعة من 6 إلى 24 أكتوبر، حتى صدور قرار وقف إطلاق النار، ومبنى الإذاعة كان خلية عمل تضم مطربين وشعراء، وعلى رأسهم الموسيقار بليغ حمدى، وتم إنتاج مجموعة من الأغانى.
هل توجد لديكم هذه البيانات التى تمت قراءتها فى أيام الحرب؟
- كل بيانات الحرب كانت على الهواء مباشرة، ولم يتم تسجيلها، ولم يبدأ تسجيل البيانات إلا فى الثمانينات. البيانات التى تذاع فى الأفلام السينمائية تم تسجيلها خصيصاً للأعمال الفنية، وشاركت بصوتى فى قراءة البيانات ببعض الأفلام.
ما سر عدم رضائك عن الاحتفاء بذكرى النصر؟
- على مدار 30 سنة فى أعقاب الحرب، اعتدنا الاحتفال بالأغانى والأوبريتات فى حضور رئيس الجمهورية فحسب، فيما يحتفل العالم بذكرى «نورماندى» فى الحرب العالمية الثانية، بدعوة الجنود الأحياء الذين شاركوا فى الحرب، ويتم تحيتهم من رؤساء بريطانيا والولايات المتحدة وكندا وفرنسا وغيرها من الدول الأوروبية، ومنحهم الأوسمة، رغم تقدمهم فى العمر، وأنا عملت برنامجاً للإذاعة فى سنة 1974، وتجولت فى كافة ربوع مصر للحديث مع المواطن المصرى الذى حقق معجزة العبور، وذهبت إليه فى الحقل والمصنع، وتعرفت على تفاصيل حياته، ونقلتها للناس.
جمال عبدالناصر كان يحب الإعلام لكنه لم يتدخل فيه وترك التفاصيل للمختصين.. و"السادات" كان يقوم بدور المخرج والمذيع والمصور
ولكن السينما قدمت أعمالاً فنية جيدة.. فما رأيك؟
- شاركت فى عدد من الأفلام التسجيلية عن النصر، وتم تصويرها خلال أيام المعركة من قبَل الشئون المعنوية، وكنت أنتقل للشئون المعنوية باستوديو جلال، وأكتب التعليق للأفلام، ثم أعلق عليها بصوتى، وما زالت الأفلام موجودة بمكتبة الشئون المعنوية، واستمر التصوير من الجبهة على مدار الشهور التالية للحرب حتى مارس 1974، وأذكر أن كمال أبوالعلا كان يتولى مهمة المونتير، فيما أخرج على عبدالخالق عدداً من هذه الأفلام، وقد شاركت فى 4 أفلام عن المعركة.
ما رأيك فيما يدرس عن الحرب فى المناهج الدراسية؟
- هناك تقصير فى نقل ما جرى فى الحرب للأجيال التى لم تعاصرها، ولا أعرف لماذا لا يتم تدريس وثائق الحرب والبيانات العسكرية لتلاميذ المدارس، والاستعانة بما كُتب عن العبور بالصحف فى مواد النصوص وتدريبات النحو؟ لماذا لا نُدرّس بيان معركة القنطرة شرق، ورؤوس الكبارى؟ لماذا لا تتم كتابة قطع نثرية فى الأدب لتدريسها للطلاب عن وقائع الحرب؟
كيف ترد على من يقللون من قيمة النصر؟
- بغض النظر عن أقاويل المزايدين، فالحرب كما قلت أعادت الروح لمصر، ونحن دخلنا المعركة من الجانب السياسى والعسكرى، ومصر كانت ذكية فى إدارة معاركها السياسية والعسكرية معاً، وعلينا أن ننظر لما حدث بالجولان فى سوريا الشقيقة.
هناك تقصير فى نقل ما جرى فى الحرب للأجيال الجديدة.. وأدعو لتدريس معارك "رؤوس الكبارى" و"القنطرة شرق" للتلاميذ
عاصرت أنظمة سياسية مختلفة منذ ثورة يوليو.. فكيف كانت علاقة الرؤساء بالإعلام؟
- الرئيس عبدالناصر لم يكن يتحرك فى موكبه بالشارع إلا بعد الاطمئنان بوجود سيارة الإذاعة فى رفقته، لكنه رغم ذلك لم يتدخل فى العمل الإعلامى على الإطلاق، ويترك إدارة هذه الجزئية للآخرين. والسادات أيضاً كان يحب الإعلام، ولكن بشكل مختلف، فيتدخل فى العمل، ويتولى دور المخرج والمذيع والمصور، ويدير العملية بنفسه، بخلاف عبدالناصر. أما الرئيس الأسبق حسنى مبارك فلم أقترب منه أبداً، وكان وزير الإعلام آنذاك صفوت الشريف هو المخطط والمتحكم فى المنظومة بالكامل، ويملك سلطة تقريب وإبعاد الشخصيات، بحسب رأيه الخاص، وشكّل طقماً خاصاً من الإعلاميين، وأسس منطقة عازلة بين مبارك والإعلام، وكنت حينها فى بداية الثمانينات تركت الإذاعة إلى التليفزيون، لكن أذكر أننى توليت مهمة مونتاج حفل تحرير سيناء عام 1982، وغنت فيه شادية «مصر اليوم فى عيد»، فى حضور مبارك.
ما الذى تذكره عن جولات «عبدالناصر»؟
- اعتدنا أن يزور مصر كل أسبوعين تقريباً رئيس دولة أخرى، فيتم تنظيم حفل استقبال رسمى وشعبى، ويستغرق حفل الاستقبال من ساعة إلى ساعتين على الأكثر، بدءاً من مطار القاهرة حتى قصر القبة، ويتجول الضيف خلالها فى شوارع وميادين القاهرة، وتخرج الجماهير للترحيب بالزائر، باستثناء الرئيس الروسى خروشوف الذى زار مصر فى 1964، للمشاركة فى افتتاح تحويل مجرى النهر، حيث استغرق حفل استقباله 6 ساعات، وكان ذلك مقصوداً، فمصر كانت ممتنة بالفعل للاتحاد السوفيتى، بسبب دعمه لنا فى بناء السد العالى، والمصريون كانوا سعداء بهذه الزيارة، فخرجوا لتحية الرئيس الروسى منذ نزوله بميناء الإسكندرية، ثم استقلاله قطاراً من الإسكندرية للقاهرة، وفى محطة مصر تجول بالشوارع والميادين فى السيارة المكشوفة، بصحبة عبدالناصر، وكان الموكب يتحرك ببطء شديد نتيجة الزحام، حتى أذكر أن سيارة الرئاسة تعطلت، واستبدلت مرتين فى ذلك اليوم.
هل التقيت الرئيس عبدالناصر بشكل شخصى؟
- فى 10 يونيو، اليوم التالى لتنحى عبدالناصر فى أعقاب النكسة عام 67، وكلفونى بالتوجه إلى زكريا محيى الدين بناءً على طلبه فى مبنى القيادة المشتركة بمصر الجديدة، لتسجيل خطاب سيُعلن فيه رفضه قبول تكليف عبدالناصر له بتولى رئاسة الجمهورية بعد التنحى. وطلع «زكريا» على الهواء، وقال: أرفض لأول مرة تكليف جمال عبدالناصر، وأتمسك به رئيساً، وطلب منى الذهاب لبيت عبدالناصر فى منشية البكرى، وكانت المرة الأولى التى أذهب فيها لبيت الرئيس، وانتبهت إلى بساطة بيته والأثاث، وأدركت أن عبدالناصر شخصية بسيطة جداً.
ما رأيك فيما يقال من أن عبدالناصر كان محظوظاً بإعلامه؟
- كانت هناك عقلية وفلسفة الكاتب الراحل محمد حسنين هيكل، فهو من وضع خطة الإعلام فى تلك الفترة، ومن أهمها الحفاظ على مبادئ الثورة، ويطبع كل فترة كتاباً أو وثيقة أو ميثاقاً أو بياناً، فهناك خطة عمل واضحة مع الحرص على الاستقلال الوطنى، و«هيكل» كان مثقفاً وواعياً ومنظماً، رغم تحفظى على بعض ما فعله، فقد أسهم فى إرساء بعض المبادئ الخطيرة مثل أهل الثقة وليس أهل الخبرة، وفى العموم قد لا يحبه بعضنا لكنه يفرض احترامه على الجميع، وأذكر أننى أسبوعياً كنت أقرأ مقاله «بصراحة» فى الإذاعة على الهواء.
وما أبرز كواليس اللقاءات مع الرئيس السادات؟
- أذعت خطاب تنصيب الرئيس السادات الذى أذيع من بدروم رئاسة الوزراء أمام مجلس الشعب، وكان رجال عبدالناصر يسخرون منه، وأطلقوا على خطابه النكات الساخرة، وسموه خطاب «الذين قالوا نعم.. والذين قالوا نعمين»، ومن مظاهر اللامبالاة بالسادات فى هذا اليوم، أنه بعد انتهاء الخطاب وبثه فى الإذاعة، تقدم إليه كبير مصورى الأهرام واسمه محمد يوسف، وأخبره أنه لم يتمكن من التصوير بسبب أضواء كاميرات التليفزيون، وطلب من «السادات» تحريك شفتيه لكى يلتقط صوراً للجريدة، وامتثل الرئيس الراحل للمصور، وحرك فمه وكأنه يقرأ خطاب التنصيب.
ما تقييمك للمرحلة الراهنة فى مصر؟
- نحن فى معركة كبيرة مع قوى التخلف، وهى جماعة الإخوان، فحتى الآن لم تتوقف عن بث سمومها تحت شعارات عديدة، ودائماً يكون استخدام الدين وسيلة ناجحة للسيطرة على السُذج والبسطاء. والدولة المصرية بشكل عام، سواء تجربة عبدالناصر، أو المرحلة الحالية، هى تكرار لتجربة محمد على باشا، وهى تجربة جيدة ومرنة.
ما رأيك فى مستوى الإعلام حالياً؟
- خلال الثلاثين عاماً الماضية تم إفساد منظومة الإعلام بشكل كامل، وأصبحت أجهزة الإعلام غارقة فى ديونها، وأذكر أنه فى سنة 1981 كانت ديون أجهزة الإعلام تُقدر بمليار جنيه فقط، أما حالياً فقد تجاوزنا الـ30 مليار جنيه.
ما رأيك فى أداء الهيئة الوطنية والمجلس الأعلى للإعلام؟
- لا تعليق.
هل عُرض عليك عضوية أى من الهيئتين؟
- لا.
ما مواصفات الإعلام الجيد برأيك؟
- أنا لست مع التقعر فى أى عمل، ومن الضرورى بحث احتياجات الجمهور المستهدف، ولدينا معايير جودة وبحوث مشاهدة، وليس مطلوباً من الإعلام التدنى فتكون كل محطاته شعبية، أو الارتقاء بمستوى سيمفونية أوبرا، فلا بد أن يكون لدينا مضمون ورسالة إعلامية.