«السيسى» فى «ذكرى العبور»: مصر عصية على الانكسار

كتب: سماح حسن

«السيسى» فى «ذكرى العبور»: مصر عصية على الانكسار

«السيسى» فى «ذكرى العبور»: مصر عصية على الانكسار

أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى، أن الشعب المصرى والقوات المسلحة أعلنوا للعالم أجمع فى حرب أكتوبر المجيدة، أن «مصر عصية على الانكسار».

وقال «السيسى»، فى كلمة وجهها إلى الأمة اليوم، بمناسبة الذكرى الـ45 لنصر أكتوبر المجيد: إن «تحديات الحياة لا تنتهى، وقدر الشعوب العظيمة مثل الشعب المصرى مواجهتها وقهرها»، مضيفاً: «ها نحن فى مصر، واجهنا تحدياً من أصعب ما يكون خلال السنوات الماضية.. تحدى الحفاظ على دولتنا ومنع انهيارها.. ومواجهة خطر الفراغ السياسى والفوضى.. وانتشار الإرهاب المسلح الغادر».

وأضاف الرئيس أن «النظرة المنصفة إلى مجمل تحديات الأمن القومى التى شهدتها المنطقة خلال السنوات الماضية توضح لنا بجلاء أن انتصار أكتوبر لم يكن صدفة، وأن جذور الانتصار وقهر المحن متوطنة فى تربة بلادنا العظيمة، وأننا كما عبرنا الجسر الفاصل بين الهزيمة والنصر خلال الفترة من 1967 حتى 1973، استطعنا عبور مرحلة الاضطراب غير المسبوق الذى انتشر فى المنطقة خلال السنوات الأخيرة».

وواصل: «لم تُضعف التحديات الصعبة عزيمتنا، واستطعنا محاصرة خطر الإرهاب الأسود، وتوجيه ضربات قاصمة لتنظيماته وعناصره، كما استطعنا تثبيت أركان دولتنا، وإعادة الثقة والهدوء إلى المجتمع بعد فترات عصيبة من الاستقطاب والتوتر، ولم تشغلنا أيضاً هذه المهام الجسام عن إرساء أساس متين للتنمية الاقتصادية، ويستند إلى مواجهة الحقائق، والتعامل مع الواقع كما هو، وليس من خلال الشعارات والأوهام، آملين فى تحقيق تقدّم نوعى فى مستوى حياة هذا الشعب الكريم، ونقل الواقع المصرى من حال إلى حال أفضل، من خلال العلم الحديث والجهد الدؤوب، مع الصبر والمثابرة والثقة فى أنفسنا، ولنا الحق فى الشعور بالفخر بما حققناه مع استمرار تطلعنا إلى تحقيق المزيد».

وقال الرئيس: «تمر فى تاريخ الشعوب والأوطان أيام ليست كغيرها من الأيام، يحيط بها المجد، وتحمل للأمة رسالة متجددة بالأمل والثقة، ولا شك أن يوم السادس من أكتوبر، هو أحد تلك الأيام التى بذلت فيها أمتنا المصرية والعربية جهداً يفوق الطاقة، وأثبت فيها جيشنا الوطنى مقدرة تفوق ما توقعه الجميع، وقدم فيها شعبنا القوى الصامد عطاءً يفوق كل تصوّر، فكانت نتيجة الجهد والمقدرة والعطاء نصراً خالداً، تتداول سيرته الشعوب، ويجتهد فى تفسيره خبراء العلوم العسكرية والاستراتيجية».

{long_qoute_1}

وأشار إلى أن مصر بفضل الله وبعقول وسواعد أبنائها، استطاعت تجاوز الفترة الصعبة التى تلت عام 1967؛ فأعادت بناء قواتها المسلحة، وفرضت حرب استنزاف طويلة، بقيادة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، التى أثبتت أن الوطن ما زال ينبض بالإرادة والعزيمة.

وتابع: «وجاءت حرب السادس من أكتوبر بقرار الزعيم الراحل أنور السادات وقيادته، لتعلن أن مصر قادرة على إعادة صياغة أى وضع لا ترضى عنه أو تقبله، فتفرض على الجميع احترام إرادتها، وتثبت أن الحفاظ على الأرض، وحماية الحدود والتراب الوطنى، هو واجب مقدس، تستطيع مصر بجيشها وشعبها القيام به على أكمل وجه، مهما كانت التضحيات من أرواح ودماء رجال قواتها المسلحة، الذين قدّموا بطولات يعجز التاريخ عن حصرها، ويقف الجميع أمامها وقفة احترام وتقدير وتبجيل».

وشدّد الرئيس على أن حرب أكتوبر لم تكن فقط من أجل استرداد أرضنا، وإنما كان السلام أيضاً نصب أعيننا، مضيفاً: «فالشعوب العريقة ذات التجربة التاريخية الممتدة على مدار الزمن تعرف معنى السلام وتسعى إليه، وتدرك جيداً أن السلام يجب أن يستند إلى العدل وتوازن القوة، ولا تخشى فى الحق لومة لائم أو مزايدة مزايد، وهو ما أدركه شعب مصر العظيم، ونفّذته قيادتها التاريخية متمثلة فى الزعيم محمد أنور السادات، بطل الحرب والسلام، الذى نتوجه اليوم بتحية إلى روحه، وإلى أرواح شهداء مصر الأبطال».

واستطرد: «إن مصر أثبتت فى السلام نفس مقدرتها فى الحرب، ولعل الحفاظ على السلام يمثل تحدياً لا يقل عن تحدى القتال، وفى الحالتين أوضحت مصر أنها عندما تقرّر تستطيع التنفيذ.. وأن إرادتها فى السلام نابعة من قناعة وطنية وشعبية، وأثبتت العقود الأربعة الأخيرة مقدرة هذا الشعب وهذه الأمة.. وعمق رسوخها فى جذور التاريخ، وصلابتها أمام المحن والشدائد.. فاستطاعت استرداد أرضها حتى آخر شبر.. حرباً وسلاماً.. واستطاعت فرض واقع استراتيجى مختلف، وصياغة معادلات الإقليم على أساس التوجه نحو السلام وليس الحرب والخراب والدمار».

{long_qoute_2}

وقال «السيسى»: «فى هذه الذكرى العزيزة على قلوبنا.. أتوجّه بالتحية مجدداً.. عرفاناً وامتناناً وتقديراً.. لأرواح أبطال مصر، شهداء جيشها العظيم.. الذين روت دماؤهم الغالية تراب سيناء المقدس.. فأثمر لنا سلاماً وأملاً فى الحياة لملايين المصريين.. وتحية للوحدات العربية المقاتلة التى شاركتنا فى حرب أكتوبر، وأشقاء أعزاء ورفاق سلاح.. وتحية من القلب لأبناء وأسر الشهداء.. شهداء مصر فى كل العصور.. وفى الحرب على الإرهاب التى لا تقل خطراً».

ووجّه الرئيس رسالة لأسر الشهداء، حيث قال: «نقول لأسرهم إن مصر تتذكر بكل الخير بطولات أبنائها ولا تنسى تضحياتهم.. وإن أبناء هذا الشعب الأصيل يوفون بالعهد.. عهد العمل والعطاء والتعمير لهذا الوطن العزيز.. لننعم فيه والأجيال المقبلة من أبنائنا وأحفادنا.. بالحياة الكريمة الآمنة.. بمشيئة الله وتوفيقه».. واختتم الرئيس كلمته، قائلاً: «حفظ الله مصر وشعبها... وتحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر».


مواضيع متعلقة