«تلفيق الأخبار وشركات الدعاية وبث الشائعات» ثالوث «الإخوان» للتحريض على العنف بتمويلات قطر وتركيا

كتب: لطفى سالمان

«تلفيق الأخبار وشركات الدعاية وبث الشائعات» ثالوث «الإخوان» للتحريض على العنف بتمويلات قطر وتركيا

«تلفيق الأخبار وشركات الدعاية وبث الشائعات» ثالوث «الإخوان» للتحريض على العنف بتمويلات قطر وتركيا

تعمل جماعة الإخوان، منذ 30 يونيو، على استغلال إعلامها، سواء المملوك لها مباشرة أو الذى لا يحمل لوجو الجماعة، ومملوك لدول أخرى، فى التحريض على القتل والعنف ونشر الشائعات وتلفيق الأخبار والادعاء بامتلاك معلومات مصدرها أجهزة سيادية، علاوة على تصدير حالة المظلومية رغبة فى استقطاب أو ضم جدد، فى ظل ندرة جذب أفراد للجماعة.

ويقسم إعلام الإخوان أو الداعم له لمجموعتين، كل مجموعة تعمل على فئات مختلفة، المجموعة الأولى: تعتبر الأقوى، كونها لا تحمل «لوجو التنظيم» ومملوكة مباشرة لقطر وتركيا، والثانية: مملوكة للجماعة بصورة مباشر برغم أن تمويلها بعضها قطرى - تركى.

وتستهدف المجموعة الأولى الفئات الشبابية بالأساس، أو التى شاركت فى الثورة من قبل، أما «الثانية» فهدفها متنوع، فهى تعمل على الطبقتين المتوسطة والفقيرة، إلى جانب عملها على عناصر الإخوان أنفسهم، للإبقاء عليهم، فضلاً عن مخاطبة جمهور من السلفيين أملاً فى ضمهم للجماعة.

ودأب إعلام الجماعة، منذ 30 يونيو، فى التحريض على القتل والعنف، ووصلت هذه الدعوات ذروتها، بالتحريض على قتل الرئيس عبدالفتاح السيسى شخصياً، ما استدعى حذف بعض هذه القنوات، من القمر الفرنسى إيوتيل سات، بسبب التحريض على القتل وعرض مواد فيلمية تساعد فى انتشار العنف.

صحفية إنجليزية: مراكز أبحاث قطر واجهة لتبييض وجه الجماعة لمنع تصنيفها "إرهابية".. وصحفى فى قنوات التنظيم: الأخبار تنسب لمصادر سيادية كذباً لإظهار قدرتهم على الاختراق

ويقول أحد الذين عملوا مع الإخوان، فى هذه القنوات، إن «هذه الدعوات أظهرت جانباً حاول الإخوان طويلاً إخفاءه عن الرأى العام العالمى»، وأضاف لـ«الوطن»: «قيادات الإخوان كانوا منزعجين بسبب هذه الدعوات العلنية، كونها تتسبب فى إجهاض سنوات عملوا فيها على التبرؤ من العنف، أمام المجتمع الدولى». وكثفت الجماعة من نشر الشائعات والأخبار المغلوطة، بطرق متعددة؛ بعضها تليفزيونى وبعضها باللجان الإلكترونية وبعضها بالصحف والمواقع المملوكة لها، سعياً منها فى خلخلة الأوضاع فى مصر. ولم يقتصر الأمر على الشائعات، بل وصل حد الزعم بامتلاك معلومات مصدرها أجهزة سيادية فى مصر، لتعزيز مصداقية ما يقولونه، ولإضفاء نوع من الجذب على ما يعرضونه.

ويقول المصدر السابق، فى كل خبر، كان ينبه على من يكتبه، بأن يُصدر فى مقدمته أن المعلومات مصدرها أجهزة سيادية فى الدولة، لإظهار الأمر أنه اختراق لأجهزة حساسة، وكذلك لإضفاء مصداقية على مثل هذه الأخبار.ويتابع: «غالبية هذه الأخبار لم تكن تنشر إلا فى المواقع التى لا تحمل (لوجو الجماعة)، فى إشارة للمواقع المملوكة لقطر أو تركيا مباشرة، ثم تتلقفها بعد ذلك مواقع الإخوان، كنوع من الخداع للقارئ، الذى لا يعرف هوية هذه المواقع». وتستغل الجماعة جزءاً من إعلامها فى مخاطبة الغرب، فيما يشبه شركات الدعاية والعلاقات العامة، ويوكل هذا القسم من إعلام الجماعة، سواء المملوك لها مباشرة أو التابع لقطر وتركيا، للمراكز البحثية، التى تنفق مبالغ طائلة لجذب مسئولين سابقين فى أماكن مهمة فى أوروبا وأمريكا لتبنى وجهة نظرهم.

وتقول صحفية إنجليزية، عملت لفترة فى أحد مراكز الأبحاث الممولة من قطر ومقرها واشنطن، لـ«الوطن»: إن «حجم الأموال المدفوع للمركز الذى عملت به، كان ضخماً للغاية»، موضحة أن «المركز كان بمثابة شركة دعاية لقطر والإخوان، وأنه عمل على استقطاب مسئولين مهمين سواء بالكتابة أو فى ندوات مقابل مبالغ مالية كبيرة جداً، لتحسين صورة الإخوان ومنع تصنيفهم كجماعة إرهابية، علاوة على مساعدتهم فى الوصول لمسئولين تنفيذيين لملاقاتهم لدعم موقفهم فى الخارج والداخل». وفى الوقت الذى تُعلى فيه مواقع الإخوان العربية، من شرعنة العنف ومواجهة الجيش والشرطة والقضاء بكل السبل، تقدم المواقع الإنجليزية الجماعة فى صورة التنظيم السلمى المقموع، وتدافع عن العنف وتعتبره ردة فعل على الوضع فى مصر.

وأظهرت رسالة دكتوراه، للباحثة شيماء مصطفى إبراهيم، حجم ازدواجية إعلام الإخوان. الباحثة التى قدمت رسالتها للدكتورة فى الجامعة الأمريكية عام 2013، تُدلل على ازدواجية إعلام الجماعة متخذة من الكتابة عن المرأة نموذجاً، ففى الوقت الذى تعيش فيه الأخوات المسلمات مقموعات داخل الهياكل التنظيمية للجماعة، ولا تكتب عنهم كلمة واحدة فى المواقع العربية للتنظيم، كانت المواقع الإنجليزية للجماعة تصدر من أهمية مشاركة المرأة فى الانتخابات سواء كناخبات أو مشاركات فى مناصب حكومية كبيرة.

وتعانى الجماعة حالياً، من شح فى عمليات الجذب والاستقطاب، فى ظل تدهور أوضاعها وانكشاف ما لم يبرح محابسه من قبل، بعد ثورة 30 يونيو، فتصدر الجماعة صورتها المستضعفة المظلومة، فى برامجها ومواقعها أملاً فى استقطاب عناصر جديدة للتنظيم.

ويقول أحد الذين عملوا فى قنوات الإخوان: «الجماعة تتنفس باستقطاب عناصر جديدة، من دون عناصر جديدة، لا يمكن للجماعة أن تتجدد وتبقى، ما حدث فى 30 يونيو، أوقف مخططات الجماعة فى جذب كثيرين، غير أن حالة الاستضعاف التى طُلب من كل العاملين فى قنوات الإخوان تصدرها، لجذب عناصر جديد، بقيت مُعطلة، بسبب حجم تراجع تأثير التنظيم على الأرض فى المناطق التى دأب على العمل فيها».


مواضيع متعلقة