حكايات.. مخرج "أبو العلا البشري".. محمد فاضل: قدمت محمود مرسى لأول مرة فى دراما رمضان وأفطرنا 29 يوماً أثناء تصوير «أبنائى الأعزاء شكراً»

11:09 م | الاثنين 13 مايو 2019

يعد المخرج الكبير محمد فاضل، أحد الأضلاع الرئيسية فى دراما رمضان منذ نهاية الستينات وحتى بداية الألفية الثانية، فقد استطاع بعقله الهادئ وحماس الشباب أن يكون أحد أهم مخرجى جيله، من خلال عدد كبير من الأعمال التى شكلت الدراما المصرية، بداياته كانت من خلال السهرات التليفزيونية والسباعيات التى كان ينتجها التليفزيون، ليثبت نفسه بعد 3 سنوات فقط من إخراج الأعمال الصغيرة، وأصبح أصغر مخرج مسلسلات وأفلام، وأقنع بحنكته جيل العظماء كيوسف وهبى وهدى سلطان، فيما كانت العلامة البارزة فى مشواره الفنى «مسلسل أبوالعلا البشرى» الذى ألّفه الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة، وفى هذا الحوار معه يسرد المخرج القدير لـ«الوطن» ذكرياته مع دراما رمضان.

ذكرياتى مع رمضان لا تحصى ولا تعد، فمنذ بداياتى وأعمالى مرتبطة برمضان، فارتبطت باللوكيشن واستوديوهات ماسبيرو منذ صغرى، فأتذكر أن أول عمل درامى لى مسلسل «نوادر جحا المصرى» وكان سبع حلقات، وكان مختلفاً عن الذى قدمه يسرى الجندى بعد ذلك، وكان يلعب بطولته كل من عبدالمنعم مدبولى ويوسف شعبان، وكان أول عمل فنى يغنى به عبدالمنعم مدبولى، حيث أتذكر واقعة طريفة من الموسيقار محمود الشريف الذى رفض التلحين فى بداية الأمر لعبدالمنعم مدبولى، لأنه كان مقتنعاً أن الممثل ليس له علاقة بالغناء مطلقاً، لكنى أقنعته بعد ذلك أن الغناء سيكون فى الإطار الدرامى فقط، وبالفعل لحّن وقتها أغانى المسلسل وكانت من كلمات الشاعر سيد حجاب.

بعد ذلك أكملت فى إخراج مسلسلات السبع حلقات، فقدمت عادل إمام للمرة الأولى فى الدراما من خلال مسلسل «الفنان والهندسة» الذى أنتج عام 1969، وبعد ذلك قدمت سُباعية أخرى مع عادل إمام بعنوان «الرجل والدخان» وشاركته البطولة ليلى طاهر، وكان «إمام» يتقاضى فى تلك الأعمال راتباً من التليفزيون 12 جنيهاًً فى الحلقة، وذلك الأمر غير معروف لدى البعض فالجميع يعرف أن عادل إمام قدم مسلسلين فقط وهما «أحلام الفتى الطائر» و«دموع فى عيون وقحة». وبمناسبة العمل مع عادل إمام، فأتذكر كواليس «أحلام الفتى الطائر»، فاتفقت معه على حركة يده فى المسلسل فاشتهر وقتها بها وبدأ الجمهور يقلدها فى الشوارع.

وكان من المسلسلات المهمة للغاية وأثرت فى الدراما وقتها مسلسل «أبنائى الأعزاء شكراً»، اعتذر عن المسلسل وقتها خالد زكى، لأنه كان مرتبطاً بأدوار الفتى البرىء، والدور المعروض عليه كان به شر وتمرد، فخشى من رد فعل الجمهور، وتم إسناد الدور وقتها لفاروق الفيشاوى، وكان أول دور كبير له فى الدراما، وأتذكر أنه طوال مسلسل «أبنائى الأعزاء شكراً» كنا نفطر سوياً فى التليفزيون، وكان التصوير طوال شهر رمضان، فأتذكر أن رمضان جاء وقتها 29 يوماً، فانتهينا من التصوير وقتها أول أيام عيد الفطر، والمسلسل من تأليف عصام الجمبلاطى لأنه أشيع أنه من تأليف أسامة أنور عكاشة.

يوسف وهبى قدم معى آخر أعماله وهو على كرسى متحرك فى مسلسل "صيام صيام"

أتذكر أيضاً أننى قدمت فى دراما رمضان عدداً من الفنانين لأول مرة أمام شاشة التليفزيون، ومنهم هدى سلطان فى مسلسل «نجم الموسم» مع محمد رضا، وأقنعتها بعد كثير من الوقت، خاصة أنها كانت مجذوبة للنص، وقدمت أيضاً محمود مرسى فى الدراما لأول مرة من خلال مسلسل «القاهرة والناس»، ويوسف وهبى قدم آخر أعماله معى فى مسلسل «صيام صيام» حيث كان مريضاً وقتها، وكان يلعب دور مريض فى العمل، وكان يتنقل على كرسى متحرك، وتوفى بعد العمل مباشرة، وكان العمل أول بطولة مطلقة ليحيى الفخرانى.

وبمناسبة الحديث عن مسلسل «رمضان والناس» فكان سيقوم ببطولة المسلسل فؤاد المهندس بدلاً من محمود مرسى، وبالفعل قام وقتها فؤاد المهندس ببروفات العمل، لكنه اعتذر لأنه خاف من تجربة المسلسلات لأنه لم يقدمها من قبل، ووقتها كان لا يوجد مونتاج مثل الآن.

أتذكر مسلسل «أخو البنات» لمحمود ياسين، كان إنتاجاً مشتركاً بين التليفزيون المصرى وإحدى الشركات الخاصة، وكان أول عمل يصور فى أمريكا، صورنا وقتها أسبوعين فى أمريكا. أما عن الأجر، فأتذكر أنه عندما كنت أقدم السباعيات كنت وقتها موظفاً فى التليفزيون وكنت أتقاضى راتباً شهرياً 17 جنيهاًً، بعد خصم 25% بدل طبيعة عمل، وأتذكر أننى فى مسلسل «القاهرة والناس» عملت 80 حلقة وكان راتبى فى الحلقة 4 جنيهات، ونور الشريف فى «القاهرة والناس» كان يتقاضى 12 جنيهاًً لأنه كان خريج المعهد، ومحمود المليجى كان يتقاضى 40 جنيهاًً لأنه الأقدم والأكثر خبرة.