بريد الوطن| سانت ماريا (قصة قصيرة)

كتب: بريد الوطن

بريد الوطن| سانت ماريا (قصة قصيرة)

بريد الوطن| سانت ماريا (قصة قصيرة)

كان يوسف جالساً داخل الُكشك الخشبى الخاص بإحدى شركات النقل البرى، والكائن بإحدى القرى السياحية الواقعة شمال الغردقة بعشرات الكيلومترات، كانت الساعة قد تجاوزت العاشرة مساءً من إحدى ليالى الشتاء عندما قرعت سيدة فى أواخر العِقدْ الثالث من عُمرِها على زجاج النافذة، ملامحها مصرية، ولعلَّها أدركت حيرته، فبادرته بالسؤال باللغة الإنجليزية: من فضلك، هل من الممكن أنْ أحجز تذكرة للأوتوبيس الذى سيغادر إلى القاهرة غداً الساعة ١٢ ليلاً؟ فأجابها بما يملكه من كلمات إنجليزية: بالتأكيد! ستكلفك ٢٥٠ جنيهاً مِصرياً، وبينما يقوم بتسجيل التذكرة، سألها مُبتسماً: ما اسمُكْ؟.. اسمى سانت ماريا «القديسَّة ماريا».. اسمٌ جميل.. نعم، ولكن بعض الناس لا تُحِبُّه لأننى أعتقد، أنه لا يوجد قديسون فى العالم الآن.. ربما أنت القديسة الوحيدة.. نعم، فوَالِدى هو الذى منحنى هذا الاسم.. هل تعلمين أن ماريا تعنى مريم باللغة العربية؟.. نعم، أعرف، عمتى أيضاً تُدعَى مريم، فقال لها مازحاً: حقاً! هل أنت مُتَأكِدة أنك أنت وعائلتك لستم مصريين؟.. نعم، نحن لسنا مصريين. نحن صربيون، أنهى طباعة التذكرة وأعطاها لها متمنياً لها رحلة سعيدة إلى القاهرة، أخذتها منه، وأعطته النقود، متمنيةً له ليلة سعيدة، نظر إلى تليفونه المحمول.

                                                                  طارق ناجـح

يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي

bareed.elwatan@elwatannews.com


مواضيع متعلقة