مقابر جماعية وجماجم.. هل تدفع المكسيك ثمن الحرب على أباطرة المخدرات؟

مقابر جماعية وجماجم.. هل تدفع المكسيك ثمن الحرب على أباطرة المخدرات؟
- الشرطة المكسيكية
- الحكومة المكسيكية
- مقابر جماعية
- تجارة المخدرات
- الشرطة المكسيكية
- الحكومة المكسيكية
- مقابر جماعية
- تجارة المخدرات
لا تزال المكسيك الدولة الواقعة في قارة أمريكا الشمالية، غارقًة في مستنقع العنف والإفلات من العقاب، وتعتبر إحدى أكبر موردي الهيروين لجارتها من الشمال الولايات المتحدة،، وكذلك أكبر مصدر أجنبي للماريجوانا.
وتشهد المكسيك حوادث قتل عشرات الناس من مسلحين، وتلقي شرطتها في معظم جرائم العاصمة على دوائر تجارة المخدرات والبلطجة، التي تديرها عصابات قوية، وتخوض حكومتها منذ ديسمبر 2006 حرب على مهربي المخدرات، بينما تخوض كارتلات المخدرات في البلاد حرب على بعضها البعض من أجل السيطرة على مناطق النفوذ، ومن أجل تجارتها في المخدرات تنشر جماعات العنف بين الناس، من قتل وغيره.
وتعد المكسيك، كذلك من أكثر دول العالم خطورة على وسائل الإعلام والعاملين فيها، فيما يبلغ عدد المفقودين في البلاد، أكثر من 40 ألف شخص التي تشهد أعمال عنف مرتبطة بتهريب المخدرات وخصوصا منذ أن أرسل الرئيس المكسيكي الأسبق فيليبي كالديرون في عام 2006 القوات المسلحة ضد العصابات، ومنذ ذلك الحين قتل حوالى 250 ألف شخص في البلاد.
قال مسؤولون محليون، أمس السبت، إن السُلطات عثرت على رفات 35 شخصاً في مقابر جماعيّة في "ولاية خاليسكو" وسط البلاد، وأوضح المدّعي العام جيراردو أوكتافيو سوليس، في مؤتمر صحفي، أنه تم العثور على معظم الجثث في مزرعة في "منطقة زابوبان"، مشيرا إلى أن من بين القتلى هناك 27 تمّ تقييدهم عندما قُتِلوا، وتم التعرف إلى هوية شخصين حتى الآن، وحذر سوليس، من أن عدد القتلى قد يرتفع بعد انتهاء فرق الطبّ الشرعي من عملها في الموقع.
وتابع المسؤول المكسيكي قائلا: "نحن نحفر على عمق أكثر من ثلاثة أمتار ونستخدم أيضاً آلات ثقيلة بالتنسيق مع مهندسين"، موضحا أنه تم العثور على جماجم 7 أشخاص وبقايا بشريّة في منزل يقع في مدينة "جوادالاخارا"، ثاني كبرى المدن في المكسيك من حيث عدد السكان، وفقا لما ذكرته وكالة "فرانس برس" الفرنسية.
وكانت قناة "فرانس 24 " الفرنسية، قالت في وقت سابق، إنه جرى العثور في عام 2016 على مقبرة جماعية تضم 295 جثة في ضواحي "ميناء فيراكروز"، الذي يعتبر أحد أهم الموانئ التجارية في المكسيك، وفي 2017، سجلت 25 ألفا و324 عملية قتل.
وأشارت القناة الفرنسية، إلى أن العنف طغى، أيضا على الحملة الانتخابية التي اغتيل خلالها أكثر من 150 سياسيا بينهم عدد من المرشحين، وكانت الشرطة في ولاية "سونورا" شمال المكسيك عثرت، في 15 سبتمبر 2018 على 6 رؤوس بشرية مقطوعة في مبرد بلاستيكي على جانب الطريق، بالقرب من مدينة "سيوداد أوبريجون" وذلك في مشهد مخيف يدل على درجة إجرامية خطيرة. وفي 11 يناير 2014، قتل 6 من زعماء العصابات المشتبه بهم في تبادل لإطلاق النار مع الشرطة، عند نقطة تفتيش على طريق ريفي بين آلتر وكابوركا في ولاية سونورا.
وكان مسؤول مكسيكي، أشار في 17 يونيو 2018، إلى أن السلطات في المكسيك، عثرت على 7 جثث مقطوعة في ولاية "سينالوا"، قرب معقل "إيل تشابو"، وأوضح نائب المدعي العام في الولاية المكسيكية، مارتن روبلز، إن الرجال السبعة كانوا يعملون في قطع الأشجار وتعرضوا لهجوم قرب بلدة "روزاريو"، التي تقع على بعد نحو 100 كيلومتر إلى الجنوب من منتجع مازاتلان على المحيط الهادئ، وذكرت قناة "سكاي نيوز عربية" الإخبارية، أن عصابات المخدرات المكسيكية، غالبا ما تترك رؤوسا مقطوعة كتحذير للمنافسين أو السلطات، مضيفة: "لم تشهد ولاية سونورا الكثير من أعمال العنف بسبب المخدرات مثل الولايات الشمالية الأخرى".
ومن ناحيتها، قالت الشرطة المكسيكية، في سبتمبر 2018، إن مسلحين قتلوا 3 أشخاص بالرصاص وأصابوا 7 آخرين على الأقل، في منطقة سياحية شهيرة بوسط العاصمة "مكسيكو سيتي"، موضحة في بيان، أن الهجوم وقع، عند تقاطع على مشارف "ساحة جاريبالدي"، وهي منطقة سياحية رئيسية تمتلئ بالحانات ذات الفرق الموسيقية المكسيكية التقليدية، وأعلنت إدارة الأمن في ولاية "فيراكروز" بالمكسيك، أن 13 شخصا قتلوا، في إبريل الماضي في هجوم شنته مجموعة مسلحة خلال احتفال في الولاية والتي تقع شرق المكسيك، موضحة في بيان، أن الهجوم وقع في بلدية "ميناتيتلان"، عندما وصل الأفراد إلى المكان وطلبوا شخصا يدعى "إل بيكي".
وأشارت إدارة الأمن، إلى أن المجهولين فتحوا النار وقتلوا 7 رجال و5 نساء وقاصرا"، موضحة أن 3 رجال وامرأة أصيبوا، وتعاني "فيراكروز"، التي تمتد على طول خليج المكسيك، من عنف عصابات المخدرات وسجل فيها أكبر عدد من المفقودين، وتتواجه عصابتا "زيتاس" و"خاليسكو الجيل الجديد"، بعنف للسيطرة على طرق تهريب المخدرات وكذلك المحروقات، وفقا لما ذكرته وكالة "فرانس برس" الفرنسية، وفي 19 أغسطس الماضي، اكتشف الجيش المكسيكي نفقا حدوديا يربط ولايتي سونورا المكسيكية وأريزونا الأمريكية، يستخدم على الأرجح في عمليات تهريب المخدرات، فيما أشارت وزارة الدفاع المكسيكية، إلى أن "الطاقم العسكري حدد موقع النفق الواقع في مبنى ويبدو أنه كان مستخدما في تهريب المخدرات".
وأوضحت قناة" سكاي نيوز عربية" الإخبارية، أن "ولاية سونورا" تقع على الحدود مع الولايات المتحدة وتعد موطنا لعصابة "سينالوا" القوية، مشيرة إلى أنه عادة ما تترك عصابات المخدرات غالبا رؤوسا مقطوعة كتحذير للمنافسين أو السلطات، فيما قالت قناة "روسيا اليوم"، إن"سينالوا" تشهد منافسات منذ وقت طويل بين "سينالوا" ومنظمة إجرامية أخرى يتزعمها ايسيدرو ميزا.وتسيطر عصابة "سينالوا"، على حصة الأسد من تجارة الكوكاين والماريجوانا والميتانفيتامين المتوجهة الى الولايات المتحدة، وكانت السلطات المكسيكية قد ألقت القبض على أخطر تاجر مخدرات في البلاد يدعى خواكين جوزمان لويرا، الذي يعتبر رئيسا لإحدى أكبر عصابات المخدرات المكسيكية "سينالوا"، والمتهم في ولايتي تكساس وكاليفورنيا الأمريكيتين بتنظيم تهريب المخدرات والإتجار بها، وتم القبض عليه في المكسيك في ينايرعام 2016.
وأدانت محكمة فيدرالية أمريكية في نيويورك في 13 فبراير الجاري، بارون المخدرات وزعيم عصابة "سينالوا"، التي تهرب كميات هائلة من المخدرات للولايات المتحدة، المكسيكي جواكين جوزمان الملقب "بالقصير" وشهرته "إل تشابو" في الاتهامات العشرة المنسوبة إليه، ورأت هيئة المحلفين أن جوزمان مذنب في التهم الموجهة إليه ومن بينها توزيع الكوكايين والهيروين وامتلاكه أسلحة غير قانونية وغسيل الأموال، فيما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، إنه من المرجح أن يحكم عليه بالسجن مدى الحياة، فيما ذكرت قناة "فرانس 24" الفرنسية، إن "كارتل سينالوا" الذي يحمل اسم الولاية التي يتحدر منها "إل تشابو" شمال غربي المكسيك، لم يلفظ أنفاسه الأخيرة، فإسماعيل "إل مايو" زامبادا الذي يشارك في زعامة العصابة لا يزال متواريا ما دفع فريق الدفاع عن "إل تشابو" إلى وصف المحاكمة برمتها بأنها "مهزلة".
ووصفت مجلة "بروسيسو"، المكسيكية، جوزمان مؤخرا بأنه "الزعيم الذي نجح في تحقيق الاستغلال الأمثل للحراك الدولي لتجارة المخدرات في العالم".وكان جوزمان، اعتقل في يناير الماضي بعد 6 أشهر من هروبه من سجن في المكسيك، إلا أنه سُلم إلى الولايات المتحدة في أوائل عام 2017، وكانت السلطات المكسيكية، تمكنت من القاء القبض على زعيم عصابة "سينالوا"، للمرة الأولى، في عام 2014، وذلك في عملية مشتركة مع قوات مكافحة المخدرات الامريكية، فيما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، في ذلك الوقت، إن "جوزمان"، كان هاربا من وجه العدالة منذ تمكنه من الهرب من السجن في سلة لغسيل الملابس في 2001.