جدل حول العمل الفني المصري المشارك ببينالي فينيسيا الدولي

كتب: إلهام زيدان

جدل حول العمل الفني المصري المشارك ببينالي فينيسيا الدولي

جدل حول العمل الفني المصري المشارك ببينالي فينيسيا الدولي

حالة من الجدل أثارها العمل الفني المشارك ببينالي فينيسيا الدولي للفنون، في دورته الـ 58، والذي انطلقت فعالياته الجمعة، 10 مايو ويستمر حتى 24 نوفمبر المقبل، تحت عنوان "قد تعيش في أوقات مدهشة".

وأبدى البعض اعتراضه على آلية المشاركة التي جاءت بالاختيار المباشر من قبل لجنة الفنون التشكيلية التابعة للمجلس الأعلى للثقافة، دون اتباع نظام التسابق بين الفنانين وإتاحة الفرصة للجميع،  وانتقد جانب آخر القيمة الفنية للعمل المشارك، في المقابل يقالت مقررة اللجنة أن الاختيار وقع بالتصويت على الفنان أحمد شيحا، وهو فنان كبير وله تاريخه، وهو الأنسب لتيمة الدورة.

ويمثل مصر في هذا العام، فريق فني مكون من الفنان أحمد شيحا قوميسيرا، والفنانين إسلام عبدالله وأحمد عبدالكريم، من خلال العمل الفني "خنوم.. راوي كل العصور" وهو عمل مركب ومجهز بأحدث الأجهزة والتقنيات الإلكترونية، ويحاكي طريق الكباش المعروف بمدينة الأقصر، حيث تقف مجموعتان من الكباش، أربعة يمينا وأخرى يسارا، كل واحد مكون من قاعدة عليها جسد كبش، حيث استبدلت رأسه بشاشة تعرض مجموعة من الأفلام والرسوم الجرافيكية المتحركة التي تتنوع بين رسائل السلام و التسامح، وقاعة أخرى فيها كبش أكبر برأس، استبدلت بطبق استقبال (ستالايت) يتحرك في اتجاهات مختلفة.

واستنكر الفنان التشكيلي ياسر رستم، الآلية التي تم اختيار العمل المشارك في الحدث الفني، وأن الاختيار تم بالتوجيه المباشر دون مسابقة رسمية، وقائلا: هذا أمر مريب، يبدو أن الاسم تم اختياره منذ فترة ولم يتم الإعلان، ثم يتم التحجج بضيق الوقت.

وأضاف "رستم"، لـ"الوطن": العمل المصري المشارك نفذ بشكل سيء، رغم أن الفكرة جيدة، لكن العمل لا هو فرعوني ولا فن حديث، بل مستوحى من فيلم أجنبي، يعني الفنان "ناقل" ولم يستوحِ من الحضارة المصرية القديمة، ولا أفهم على أي أساس تم اختيار الفنانين المشاركين مع أن لدينا عباقرة في النحت في مصر، معتبرًا أن الشاشات التي تم تركيبها على الأعمال غير متناسبة مع حجم العمل على الإطلاق.

وقال الفنان التشكيلي أحمد السيد، البينالي معرض كل سنتين فلا يوجد ما يسمى ضيق الوقت، لاختيار الفنانين المشاركين، ونحن فوجئنا باختيار أحمد شيحا على أساس أنه من جيل الرواد، مع إنه فنان معاصر!.

ورأى "السيد" أن العمل أقرب لديكور المسرح من كونه عملًا مركبًا، قائلا إن مصر بها فنانين كبار، وتستحق أن يمثلها عمل أفضل من ذلك، لافتًا إلى أن العمل مفتعل أكثر من كونه يعكس حالة فنية.

 

من جانبها، قالت الدكتورة سهير عثمان، الأستاذة بكلية الفنون التطبيقية بجامعة حلوان، مقرر لجنة الفنون التشكيلية بالمجلس الأعلى للثقافة، إن الجناح المصري المشارك في بينالي فينسيا من أفضل الأجنحة بالدورة الحالية بفينسيا، بشهادة نقاد عالميين، الذين أكدوا أن أجنحة مصر وروسيا ورومانيا أفضل أجنحة البينالي الـ280 المشاركة، لافتة إلى أن الدكتورة جيهان زكي رئيس الأكاديمية المصرية للفنون بروما، نقلت لنا انبهار الزوار بالجناح المصري بشكل خاص.

وأوضحت "عثمان" لـ "الوطن"، لم نلجأ لاختيار العمل بنظام المسابقة، التي اعتمدنا عليها في الدورات الماضية وأدت إلى مشكلات على مدار سنوات منها توابع للمشكلات لم تنته بعد، مشيرةً إلى أن اللجنة رجحت أيضا نظام الاختيار، تخوفا من عدم مشاركة كبار الفنانين في المسابقة، واقتصارها على تقدم أعمال دون المستوى.

وأضافت: الوقت كان شديد الضيق للاختيار وفق نظام المسابقة، وعرفنا التيمة الخاصة بالدورة خلال بضعة أشهر قليلة غير كافية، واللجنة اعتمدت في قرارها على التصويت في اتخاذ القرار، وتضم في عضويتها: الدكتور خالد سرور رئيس قطاع الفنون التشكيلية بالوزارة، والدكتور حمدي أبو المعاطي، نقيب التشكيلين بصفتيهما.

وعن اختيار الفنانين، والعمل الفني، قالت مقرر اللجنة، أن الاختيار وقع بالتصويت على الفنان أحمد شيحا، وهو فنان كبير وله تاريخه، وهو الأنسب لتيمة الدورة، وهو الوحيد من بين كبار الفنانين الذي لم يشارك بأعماله في بينالي فينسيا، ولم يكن ممكنا أن يشارك بمفرده، وقررنا الاختيار من جيل الشباب، ومن خلال دورنا صالون الشباب، اخترنا إسلام عبدالله، وأحمد عبدالكريم، والاثنان تاريخهما معروف، وسبق حصولهما على عدة جوائز من صالونات الشباب، وتم التوافق على الدفع بهذه الأسماء المتميزة، والعمل المشارك بدأ العمل به منذ سنوات واستكمل بعد إعلان تيمة الدورة الحالية، وخاصة أن العمل يمثل مصر واتجاه الدولة ويقدم الهوية المصرية والحضارة بشكل فيه معاصرة.

 

وذكرت "عثمان" أن العمل واجه الكثير من المعوقات خلال نقله إلى روما، بسبب إجراءات الروتين، واستغرق نحو 18 يوما في الميناء، خلال النقل، حتى كاد الفنانون يحدث لهم حالة يأس من المشاركة، بخلاف التعطيل الذي حدث لتركيب العمل بعد وصوله إلى إيطاليا بسبب موسم الإجازات في الفترة الماضية، لافتة إلى أن الفنانين قاموا بتركيب العمل في وقت قياسي، ثلاثة أيام، وقد وصل العمل يوم 4 مايو وكان من المفترض أن يصل في أبريل.


مواضيع متعلقة