بنكهة "الأحباء المفقودين".. "عيد الأم" في المكسيك

كتب: حسن رمضان

بنكهة "الأحباء المفقودين".. "عيد الأم" في المكسيك

بنكهة "الأحباء المفقودين".. "عيد الأم" في المكسيك

احتفلت المكسيك، أمس، بـ"عيد الأم"، والذي يصادف 10 مايو من كل عام. وذكر موقع "time and date"، أنه في "عيد الأم" في المكسيك، يجري إعطاء الأمهات الزهور والبطاقات والحلوى وغيرها من الهدايا التي ترمز إلى التقدير والاحترام والحب، مضيفا أن مجموعات من هؤلاء الأمهات في "يوم الأمهات"، تظاهرن لمطالبة الحكومة بالمساعدة في العثور على أطفالهن المفقودين.

وأشار الموقع إلى أن "عيد الأم" في المكسيك هو احتفال وليس عطلة عامة في المكسيك، مشيرا إلى إغلاق بعض المكاتب العامة في وقت مبكر من بعد الظهر حتى يتمكن الموظفون من قضاء بعض اليوم مع أمهاتهم.

ويذكر أن أول احتفال رسمي بيوم الأمهات في المكسيك، أقيم في 10 مايو 1922.

وتجمع الآلاف من العائلات في جميع أنحاء مدن المكسيك، أمس الجمعة، وللعام الثامن على التوالي، لتكريم ذكرى أحبائهم المفقودين، "عيد الأم في المكسيك" ولمطالبة سلطات البلاد لمواصلة البحث عن المفقودين.

وواصل المتظاهرون من حركة "الكرامة الوطنية"، مسيرة شملت 23 مدينة مكسكيية، مؤكدين أن الهدف من ذلك هو إحياء ذكرى نحو 40 ألف شخص ما زالوا مفقودين منذ بدء حرب المخدرات في البلاد تحت قيادة الرئيس الأسبق فيليب كالديرون.

وقالت إحدى الأمهات والتي اختفى نجلها في عام 2011: "لقد كنت أبكي على مدى السنوات الثماني الماضية"، مضيفة: "لقد أردت فقط معرفة ما حدث له".

وتعد المكسيك أحد أكبر موردي الهيروين للولايات المتحدة، وكذلك أكبر مصدر أجنبي للماريجوانا. وتخوض الحكومة المكسيكية منذ ديسمبر 2006 حرب على مهربي المخدرات، بينما تخوض كارتلات المخدرات في البلاد حرب على بعضها البعض من أجل السيطرة على مناطق النفوذ، ومن أجل تجارتها في المخدرات تنشر جماعات العنف بين الناس، من قتل وغيره.

وأشارت قناة "فرانس 24" الفرنسية، إلى معدل اختفاء 7 أشخاص في اليوم، مضيفة: يشتبه بتورط قوات الأمن في اختفاء عدد كبير من هؤلاء الأشخاص.

ومنذ إطلاق الرئيس السابق فيليبي كالديرون "2006-2012"، حربه على تجار المخدرات بمساعدة الجيش، ارتفعت حدة العنف كثيراً في المكسيك، وذكرت صحيفة "الشرق الأوسط"، في يناير 2018، أن العملية العسكرية سمحت للسلطات المكسيكية، بتوقيف زعماء العديد من كارتلات المخدرات، غير أنها أدت أيضا إلى تشتت مجموعات إجرامية وتكاثر أعمال العنف في البلاد.

وكانت إحدى منظمات حقوق الإنسان الدولية، قالت في تقرير سابق، إن العنف تصاعد في شتى أنحاء المكسيك، وظلت حالات الاحتجاز التعسفي المنتشرة على نطاق واسع تؤدي إلى التعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة، والاختفاء القسري والإعدام خارج نطاق القضاء، مشيرة إلى استمرار الإفلات من العقاب على انتهاكات حقوق الإنسان والجرائم التي يشملها القانون الدولي.

ويحيي مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، في 30 أغسطس من كل عام، اليوم الدولي لضحايا الاختفاء القسري، وهو ما تعرفه الاتفاقية الدولية لحماية الأشخاص بأنه "الاعتقال أو الاحتجاز أو الاختطاف أو أي شكل من أشكال الحرمان من الحرية يتم على أيدي موظفي الدولة، أو أشخاص أو مجموعات من الأفراد يتصرفون بإذن أو دعم من الدولة أو بموافقتها، ويعقبه رفض الاعتراف بحرمان الشخص من حريته أو إخفاء مصير الشخص المختفي أو مكان وجوده، مما يحرمه من حماية القانون".

وأكدت الاتفاقية في مادتها الثانية أنه "لا يجوز التذرع بأي ظرف استثنائي كان، سواء تعلق الأمر بحالة حرب أو التهديد باندلاع حرب، أو بانعدام الاستقرار السياسي الداخلي، أو بأية حالة استثناء أخرى، لتبرير الاختفاء القسري".

كما اعتبرت في المادة السابعة أن "ممارسة الاختفاء القسري العامة أو المنهجية جريمة ضد الإنسانية كما تم تعريفها في القانون الدولي المطبق وتستتبع العواقب المنصوص عليها في ذلك القانون" ، وفقا لما ذكرته إذاعة "مونت كارلو" الفرنسية.

وكان الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز" الملقب بـ"أملو"، قال في أوائل ديسمبر من العام الماضي، إنه كلف لجنة تحقيق بالبحث في مصير 43 طالبا من "مدرسة إيوتزينابا" بولاية جيريرو جنوب البلاد اختفوا في 2014، تتشكل من ممثلين عن عائلات الطلبة ومسؤولين وخبراء.

وقال -بعد توقيع مرسوم إنشاء لجنة التحقيق- إنه "من خلال التوقيع على هذا الاتفاق، نبدأ عملية البحث عن شباب إيوتزينابا. هذا كان التزامنا، ونحن نلتزم به"، مضيفا: "آمل أن نعرف الحقيقة سريعا، وأن تتحقّق العدالة، وأن يُصبح ذلك مثالا حتّى لا تُنتهك حقوق الإنسان في بلدنا مرّة أخرى".

ووعد "أملو"، بأن "الحكومة بكاملها ستُساعد، وأؤكّد لكم أنّه لن يكون هناك إفلات من العقاب، لا في هذه القضيّة الحزينة ولا في أيّ قضيّة أخرى".

وكانت السلطات القضائية ذكرت بأن عناصر من الشرطة البلدية، هاجمت الطلبة ثم سلموهم إلى عصابات مخدرات قاموا بقتلهم وإحراق جثثهم في مكب نفايات.

وأوضحت "فرانس 24"، أنه في الليلة التي سبقت المأساة، توجّه طلبة هذه المدرسة إلى منطقة "إيجوالا" للاستيلاء على حافلات من أجل التوجه إلى مكسيكو للمشاركة في مظاهرات.

وأكد ذوو الطلاب، أن أبناءهم ما زالوا على قيد الحياة ويشتبهون بأن النيابة تريد إغلاق الملف.

وكان جيفري ليختمان محامي زعيم المخدّرات المكسيكي الشهير خواكين جوسمان، المعروف باسم "إل تشابو"، اتهم في افتتاح محاكمة موكّله في نيويورك، في نوفمبر 2018، كلاًّ من الرئيس المكسيكي السابق إنريكي بينيا نييتو"2012-2018" وسلفه فيليبي كالديرون "2006-2012"، بأنّهما تلقّيا رشاوى بمئات ملايين الدولارات من "كارتل سينالوا" الذي كان يتزعمه موكّله ويعتبر من بين الأقوى في البلاد، فيما نفى نييتو وكالديرون إلى نفي هذه الاتّهامات.

وكانت السلطات المكسيكية، أعلنت في سبتمبر الماضي، العثور على مقبرة جماعية تضم 166 جثة بـ"ولاية فيراكروز" الواقعة على طول "خليج المكسيك" شرق البلاد، وقال المدعي المحلي خورخي وينكلر، في بيان إنه جرى تحديد موقع المقبرة في أوائل أغسطس الماضي، بعد إجراء تحقيقات وتقديم شكاوى إلى مكتب المدعي العام المتخصص في قضايا الاختفاء.

وأوضح "وينكلر"، في ذلك الوقت، أنه جرى العثور على أكثر من 200 قطعة من الملابس، فضلا عن 114 غرضا شخصيا وأشياء مختلفة في المكان، واستخدمت "طائرات بلا طيار" ورادارات لتحديد المواقع الجغرافية في عمليات البحث، فيما أشار أحد الشهود، إلى أن مئات الأشخاص دفنوا سرا في هذا الموقع.

وقالت قناة "فرانس 24 " الفرنسية، إنه جرى العثور في عام 2016 على مقبرة جماعية تضم 295 جثة في ضواحي "ميناء فيراكروز"، الذي يعتبر أحد أهم الموانئ التجارية في المكسيك، وفي 2017، سجلت 25 ألفا و324 عملية قتل.

وأشارت القناة الفرنسية، إلى أن العنف طغى، أيضا على الحملة الانتخابية التي اغتيل خلالها أكثر من 150 سياسيا بينهم عدد من المرشحين.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


مواضيع متعلقة