إفطار المغتربين: يوم «عيش وجبنة».. ويوم «مائدة رحمن»

كتب: سحر عزازى

إفطار المغتربين: يوم «عيش وجبنة».. ويوم «مائدة رحمن»

إفطار المغتربين: يوم «عيش وجبنة».. ويوم «مائدة رحمن»

الغربة كتبت عليهم قضاء معظم أيام الشهر الكريم بعيداً عن أحضان الأهل والأصحاب بحكم الدراسة والعمل، ويحاولون تعويض لمة العائلة بالجلوس على مائدة واحدة مع أقرانهم المغتربين، سواء داخل السكن أو فى المطاعم المختلفة وموائد الرحمن، لكن يبقى الاشتياق لطعام الأم وطقوس الإخوة وحديث الأب حاضراً داخلهم.

يدرس هشام محمود فى كلية الإعلام جامعة الأزهر، واضطر إلى قضاء شهر رمضان على مدار العامين الماضيين بعيداً عن أسرته، التى تعيش فى «ديرب نجم» بمحافظة الشرقية، ما أفقده الشعور بروحانيات الشهر والعادات والتقاليد، التى كان يمارسها منذ صغره.

لا يمانع «محمود» من تناول وجبات خفيفة، مثل العيش والجبنة وقت الإفطار، وأحياناً يذهب إلى مائدة رحمن مع زملائه: «وممكن نجيب كشرى أو طواجن»، يقولها «محمود»، الذى يقضى وقته مع ثلاثة من الأصدقاء يهوّنون عليه وحدته، ويتذكر موقفاً حدث فى العام الماضى، حين ذهب للإفطار على مائدة رحمن مجاورة، ووجدها مزدحمة للغاية، وظل واقفاً هو وصديقه حتى فقدا الأمل وذهبا لشراء أكل جاهز.

"هشام" يعوض لمة العائلة بـ3 أصدقاء.. و"مها" تفطر فى ساحة مع 25 فتاة

تعيش رضوى طلعت فى القاهرة منذ عام 2012 بعد أن أنهت دراستها فى مسقط رأسها طنطا، وجاءت إلى العاصمة بحثاً عن فرصة عمل، ورغم السنوات الطويلة التى قضتها بمفردها، لا تزال تفتقد الأهل واللمة فى شهر رمضان من كل عام، وتعوض تلك الغربة بزميلاتها فى السكن، حيث يفطرن معاً طوال شهر رمضان، وتجلب كل واحدة طعامها الخاص ويتقاسمن الأكل.

أما عطية عبدالهادى، الطالب فى الفرقة الثالثة بكلية طب أسنان، فلأول مرة يقضى شهر رمضان بأكمله خارج بيته، بسبب امتحاناته التى ستنتهى بعد عيد الفطر، ويشعر بملل شديد لبعده عن الأهل، ويحاول السيطرة على مشاعره بالنوم والمذاكرة وشراء طعام للإفطار.

مها سامى، غادرت محافظة الإسماعيلية، وتعيش فى المدينة الجامعية، وخلال العامين الماضيين تتزامن امتحاناتها مع رمضان، ودائماً تفتقد لمة العائلة، إلى أن قررت إدارة المدينة الجامعية إعداد طعام جماعى فى ساحة تتسع لـ25 فتاة: «بيحاولوا يعوّضونا».


مواضيع متعلقة