حكاية.. من "السبنسة" لـ"سكة السلامة".. سميحة أيوب: ابتعدت عن السينما لأنها حصرتنى فى أدوار «خرّابة البيوت»

حكاية.. من "السبنسة" لـ"سكة السلامة".. سميحة أيوب: ابتعدت عن السينما لأنها حصرتنى فى أدوار «خرّابة البيوت»
- سميحة أيوب
- رمضان
- التمثيل
- استديوهات التليفزيون
- السباقات الرمضانية
- سميحة أيوب
- رمضان
- التمثيل
- استديوهات التليفزيون
- السباقات الرمضانية
التمثيل هو التمثيل فى أى زمان ومكان، على المسرح أو أمام كاميرا السينما أو فى استديوهات التليفزيون، فن ورسالة وعشق يستبد بأصحابه، وفى كل مجال علامات فارقة لا تُنسى، ولا تنسى عشقها الأصلى مهما تنقلت بين المجالات، لكنها أيضاً تضع بصمتها فى أى مجال تتحرك إليه، ورغم أنها حملت لقب «سيدة المسرح العربى» دون منازع، فإنها شاركت فى السباقات الرمضانية المختلفة بأعمال مهمة.. تتحدث سميحة أيوب لـ«الوطن» عن ذكرياتها فى رمضان، وذكرياتها فى المسرح، وقلة أعمالها السينمائية، وأفضل تكريم حصلت عليه.
«قدمت فى مسيرتى ما يقرب من 170 عملاً مسرحياً، بكل اللغات المعروفة، كل مسرحية كان بها جهد وخوف وترقب، ربما هناك أعمال لم تلق النجاح الكبير لكنها فى النهاية كانت رائعة، ولا أنكر أن هناك بعض المسرحيات أجهدتنى بشكل غير طبيعى، لكن مع عرضها على المسرح كنت أطير من الفرحة بسبب سعادة الجمهور، مثل «أنطونيو وكليوباترا» و«الندم» لسارتر، و«رابعة العدوية»، و«الوزير العاشق»، و«الخديوى»، و«سكة السلامة»، وكوبرى الناموس، والسبنسة، غيرها.
حبى للمسرح لا يضاهيه شىء، ولم أحب السينما لأن أدوارى بها لم تحمل الرسائل التربوية التى قدمتها على المسرح، هناك بعض الأعمال التى لاقت استحسان الناس مثل «أرض النفاق»، و«موعد مع السعادة» و«جسر الخالدين» و«فجر الإسلام»، لكن للأسف أغلبية أدوارى السينمائية فتاة جالسة على البار وممسكة بسيجارة وأتفق لأخرب البيوت، الحقيقة أننى لم أتقبل هذه النوعية من الأدوار، لذلك أعتبر أن مسرحية واحدة تساوى مليون فيلم، باختصار كل ما ينفع الناس أحبه وأعتنقه، ولكن قتل الوقت ليس عملى، على سبيل المثال أحب دورى فى مسلسل أولاد الشوارع، كنت أقوم بدور فنانة ترفض العمل لمجرد العمل على الرغم أن ثلاجتها لا يوجد بها غير قطعة جبن، فى الوقت الذى عرض عليها الملايين.
قدمت للتليفزيون أدواراً ذات قيمة، وبسبب انشغالى سنوات طويلة فى المسرح، لم أقدم سنوياً أعمالاً درامية فى السباق الرمضانى، لذلك لحظات النجاح كانت قليلة مع الشهر الكريم، لكنها كانت استثنائية، فكان لدىّ عملان يعتبران من أهم الأعمال الكلاسيكية فى تاريخ الدراما المصرية والعربية وهما «الضوء الشارد»، و«أوان الورد»، وأتذكر أن وقت عرض المسلسلين كانت الشوارع بالقاهرة والمحافظات خاوية من الناس لانشغالهم بالمشاهدة، فالعملان اختطفا عقول المشاهدين من الحلقة الأولى، ولم يكن وقتها هناك إمكانية إعادة عرض أو مشاهدة على الإنترنت، وكانت هناك قدسية للعرض الأول على شاشة التليفزيون.
«الضوء الشارد» كان من تأليف عبقرى الدراما الصعيدية محمد صفاء عامر، وإخراج مجدى أبوعميرة، وكان عملاً مختلفاً تماماً فى ذلك الوقت، وناقش مسألة مهمة بين الإقطاعيين والملاك الجدد فى الصعيد، ونجاح المسلسل جاء بسبب عبقرية الفنانين الذين شاركوا فيه، أما «أوان الورد» فكان حالة فنية خاصة، من تأليف وحيد حامد، وكان أول عمل يدق ناقوس الخطر بحق حول مسألة زواج المسلمين والمسيحيين، كما أن حالة التشويق والإثارة التى كان يتبعها كانت رائعة.
نحن قدمنا الفن من أجل المهنة وليس المادة، ربما لا أتذكر الأجور وقتها لكنها كانت بضعة آلاف من الجنيهات، لم يكن التليفزيون يدفع المبالغ التى نسمع عنها فى الوقت الراهن، لذلك كنت ترى أعمالاً جيدة ورائعة ومحفورة فى أذهان المشاهدين، ومسألة الأجور ليست لها علاقة بالتقدير، هى مسألة حقوق فى الأول والأخير، فمثلاً فى بعض الأعمال أفاجأ بالمنتج يتهرب من القسط الأخير من أجرى، ما يجعلنى أتساءل أين ذهبت الذمة؟ وليس من طبعى أن أوقف التصوير من أجل ماديات، فأنا أرفع من ذلك، وهناك منتجون محترمون جداً وملتزمون مثل السبكى، الذى عملت معه فى الليلة الكبيرة.
القصة ليست قصة فنان كبير وفنان صغير، فهناك ممثلات لا يعرفن نطق كلمتين فى العمل يأخذن 10 أضعاف الفنانات الكبار، لكن لكى نكون أكثر صراحة، الأجور الضخمة من الملايين التى تذهب إلى ثلاث أو أربع نجوم، تجعل بقية الميزانية الموزعة على الديكورات والمجاميع ضئيلة، فتظلم هذه القطاعات المهمة فى العمل، وللأسف الهرم أصبح مقلوباً، وأصبحت قيمة الفنان بالإعلانات والنجومية أحيانا تأتى من بعض المنتجين الذين يفرضون أشخاصاً بأعينهم على الجمهور اتباعاً لسياسة الإلحاح. حصلت على التكريم كثيراً، لكن لا يوجد أفضل من وسام جمهورية مصر العربية، الذى حصلت عليه من الرئيس جمال عبدالناصر، والذى حمّلنى مسئولية كبيرة فى فترة شبابى، وكانت الدولة وقتها تعمل على أن تكون هناك نهضة ثقافية وفنية. وعن الأصدقاء فحالياً لا يوجد لدى أصدقاء كثيرون فى الوسط الفنى، فأنا أعتز بصداقتى للفنانة الكبيرة نادية لطفى، التى تربطنى بها علاقة من 40 عاماً، وأيضاً سميرة عبدالعزيز ومديحة حمدى.