رمضان في أفريقيا| إريتريا.. جبنة وزغني وملوخية وإفطار وعشاء وسحور

كتب: فادية إيهاب

رمضان في أفريقيا| إريتريا.. جبنة وزغني وملوخية وإفطار وعشاء وسحور

رمضان في أفريقيا| إريتريا.. جبنة وزغني وملوخية وإفطار وعشاء وسحور

أجواء رمضانية مميزة، طعاما وعادات، وتشابه مع طقوس المصريين يصل لعشق الملوخية.

استقبل شاطئ إريتريا أولى هجرات المسلمين، مع الحبشة، أول من وصل ميناؤها الرئيسي، مصوع، كان الخليفة عثمان بن عفان. 

من إريتريا أتانا "الجبرتي"، أشهر مؤرخينا عبر العصور، فطوال آلاف السنوات، منذ الدولة الفرعونية الأولى، ربطتها خيوط وثيقة بالمحروسة، منها أنها كانت جزءا من أراضيها في عهد الخديو إسماعيل، وتداخل الدينين، أزهر وكنيسة.

إريتريا، 121 ألف كم2، ضمنها 126 جزيرة أغلبها غير مأهولة بالسكان، لغتها الرسمية التيجرينية والعربية لغة ثانية، وعملتها النقفة، العاصمة أسمرة، والدولة مقسمة لستة 6 أقاليم، يسكنها 4.5 مليون نسمة. 

الدولة علمانية، ليس لها دين رسمي، وتتفاوت تقديرات الخريطة الدينية، كل طرف من المتطرفين، يرفع حصته، حتى إن مواقع سلفية ترفع نسبة المسلمين لـ90 %! وتخفضها مواقع نقيضة لـ36%! لكن تقدير المخابرات الأمريكية لعام 2011 قال إنهم 50% و48% مسيحيين أرثوذكس، والبقية معتقدات أخرى.

وضمن إجازات الدولة الرسمية: عيدا الفطر والأضحى ورأس السنة الميلادية وعيد القيامة 7 يناير.

بها أحد أقدم مساجد القاهرة السمراء، في رأس سدر بمصوع، وعرف بجامع الصحابة، ويفترض أنه بني في أول مكان رفع به الأذان في أفريقيا.

حكى أحمد عمر، مسؤول شؤون الأزهر بالاتحاد الوطني لشباب وطلبة إريتريا في مصر، لـ"الوطن"، مشاهد من رمضان بلده: بداية من شهر شعبان يبدأ الرجال في تنظيف المساجد وتجهيزها، ويجتمع النساء لصنع "الدليخ"، وهو معجون الشطة المحلي.. من فلفل حار وبهارات، وتحصل كل منهن على حصتها منها، لأنها بطلة أي طعام يطبخنه.

مع إعلان دار الإفتاء في أسمرة رؤية الهلال، يحتشد الأطفال زرافات في الشوارع ويجوبونها مبشرين أهاليهم: "مرحب مرحب يا رمضان".

 موائد الشهر المبارك، وفق "عبدالله" تستضيف 3 وجبات في ليالي رمضان، الأولى الإفطار، ويتقدمه غالبا اللحم المسلوق في مرقه مع السمبوسة وبعض المكملات، والمشروبات الكركديه والليمون والبرتقال.

وهناك ما يشبه "مائدة رحمن" تقام في مسجد الحي، وطعامها شديد التنوع، بعدد منازله، فكل أسرة ترسل، حسب مقدرتها المادية، بعض ما طبخته مشاركة في إفطار الفقراء وعابري السبيل.

عقب الإفطار، يبدأ طقس إريتريا الرمضاني الشديد الخصوصية، يوضح "عبدالله" أنها جلسات "جبنة"، فسيدة المنزل تحمص حبوب البن وتطحنها وتضيف لها الزنجبيل، وتخزنها في إناء فخار خاص بـ"الجبنة"، يوضع على نار الفحم، ويقدم مع "الحمباشا" تشبه الكيك، أو عمبابا.. الفشار. والجبنة تشرب على 3 موجات، فالفنجان الأول يسمى الأول، والثاني.. البركة، والثالث.. الخضر.

تنتهي قعدة "الجبنة" قبل صلاة التراويح، ليتوجه الجميع إلى المسجد، وبعد أدائها يعودون للمنزل لتناول ثاني الوجبات.. العشاء. يقول "عبدالله" إن "الزغني" طبقه الرئيسي، وهو لحم معجون بالطماطم والشطة الإريترية المشهورة، بجانب الكسرة مع أرز أو مكرونة وبامية أو ملوخية. ثم تنتظم الأسر في حلقات سمر. 

مع دقات طبل "المسحراتي"، ينتبه مسلمو إريتريا لوجبتهم الثالثة، بصياح: "سحورك يا صائم". والطبيعي أن يتناول المسحراتي طعامه في آخر منزل تصل إليه جولته.

وحسب "عبدالله"، تشهد العشر الأواخر من رمضان حلقات ذكر تلي الترايح، تسمى "المدح"، يستمعون فيها للمنشدين وهم يهللون ويكبرون. 


مواضيع متعلقة