أحمد عمر هاشم: «التجديد» ليس تغييراً فى الدين بل إسقاط الأحكام الشرعية على «قضايا مستجدة».. والإعلام عليه مسئولية كبيرة

أحمد عمر هاشم: «التجديد» ليس تغييراً فى الدين بل إسقاط الأحكام الشرعية على «قضايا مستجدة».. والإعلام عليه مسئولية كبيرة
انتقد الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، الدعوات التى يطلقها البعض لتنقيح كتابَى «البخارى ومسلم»، مؤكداً أنهما أصح كتابين بعد القرآن الكريم، ومن يردّهما أو ينكرهما فهو كاذب وليتبوأ مقعده من النار. ودافع «هاشم»، فى حواره لـ«الوطن»، عن حديث السحر وحديث الذبابة، مشيراً إلى أن الأخير يُعتبر إعجازاً علمياً للسنّة المطهّرة، ومنوهاً بأن القتال فى الإسلام مشروع لرد الظلم والعدوان، وأن قول الرسول «أُمرت أن أقاتل الناس» يخص «وثنيين» دخلوا فى عداوة مع الدين.
واعتبر رئيس جامعة الأزهر الأسبق من يفجّر نفسه فى الناس سعياً إلى الجنة والحور العين «منتحراً» وسيبقى خالداً مخلداً فى النار. وأضاف أن التصوف يسير على درب الكتاب والسنّة وليس بدعة، مشيراً إلى أن اتهام الأزهر بالجمود خطأ وخروج عن السياق العام، وأننا نحتاج لعودة ندوات الرأى لمقارعة المتطرفين بالحجة.. إلى نص الحوار
كيف ترى نظرة البعض لتجديد الخطاب الدينى؟
- أغلب الناس يفهمون تجديد الخطاب الدينى فهماً خاطئاً، ويظنون أن التجديد يعنى تغييراً فى الدين، وهذا خطأ وغير مقبول، فنحن لن نغير فى القرآن الكريم، فهو باقٍ، ولن يتغير الحديث النبوى، ولن تتغير الأحكام السماوية، ولكن التجديد يكون فى الوقائع والمستجدات التى لم تحدث عند نزول القرآن ولا على عهد الرسول ووُجدت الآن، ومنها البنوك وغيرها من الظواهر، فتجديد الخطاب الدينى يُسقط الأحكام الشرعية على هذه القضايا، ويحارب كل القضايا التى تُقلق الأمان والاطمئنان للمسلمين، وعلى رأسها قضية الإرهاب، والتجديد يكون باستخدام الآليات التى استُحدثت واختصرت الزمن والأوقات، فجعلت الكلمة تصل إلى آخر الدنيا فى لحظة.
رئيس جامعة الأزهر الأسبق لـ"الوطن": المشيخة أنقذت التراث الإسلامى من الضياع
خُضت معركة كبيرة للدفاع عن «البخارى ومسلم» لكن تظل الانتقادات موجهة إليهما.. كيف ترى ذلك؟
- الأمور الدينية ثابتة، خاصة ما جاء فى الكتاب والسنّة، وهذا لا يتغير أبداً، والنبى الكريم قال: «تركت فيكم ما إن تمسّكتم بهما لن تضلوا بعدى أبداً كتاب الله وسنتى»، إذاً ليس هناك شىء اسمه التغيير فى ثوابت الدين، فلا تغيير فى الأحكام الفقهية وآيات القرآن والسنّة، ومن يهاجم «البخارى ومسلم» وكتب السنّة الصحيحة هو أحد شخصين، إما معادٍ للإسلام يريد النيل منه فى شخص القرآن فلا يستطيع، فيوجه العدوان للسنّة، أو شخص جاهل لا يعرف حقيقة الحكم، وكلاهما لا يُحَكم به على الأحاديث النبوية الصحيحة، فالسنّة هى المفسّرة للقرآن الكريم، الموضّحة لمجمله، المبيّنة لمبهمه، المخصّصة لعامّه، الشارحة لأحكامه، ولا بد أن يؤمن الجميع بأن السنّة الصحيحة لا بد أن يؤخذ بها، والقرآن الكريم يقول لنا ذلك، فقال الله تعالى: «وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا»، ومنكرو صحيح السنّة خطر على أنفسهم قبل غيرهم، فمن يَرُدّ صحيح «البخارى ومسلم» كالذى يختلق على الرسول الأحاديث غير الصحيحة، وكلاهما يكذب على النبى الكريم، وكلاهما له الوعيد الشديد، فالرسول قال: «من كذب علىّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار».
بعض المثقفين لا يقبلون صحة حديث السحر للرسول بحكم العصمة المحمدية؟
- هؤلاء لم يفهموا الأحاديث الصحيحة، فهذا الكتاب النفيس وهو «صحيح البخارى» عكفت عليه 17 عاماً متوالية وشرحته، فى 16 مجلداً، كل مجلد 600 صفحة، ونشرته منذ ثلاث سنوات، وخرج للعالم، ويتم تدريسه فى كثير من الجامعات بالخارج والداخل، وعلى مسئوليتى أنه لا يوجد حديث ضعيف فى صحيح البخارى، وحديث السحر حديث صحيح، فالرسول سُحر، لكنه لم يُسحر فى عقله، بل سُحر فى بدنه، وكما نقول فى الريف «فلان مربوط.. يعنى لا يأتى زوجته»، وهذا اسمه مرض، والرسل تجوز عليهم الأمراض كما تجوز على سائر البشر، ومن هذه الأمراض هذا النوع من السحر، حتى لا يكون هناك فارق بينهم وبين الناس، وليكونوا نماذج فى القدوة. وسحره، صلى الله عليه وسلم، لا يقدح فى عصمته ولا فى رسالته، ولا فى معجزته، لأنه لم يُسحر فى عقله، فرب العزة يقول: «والله يعصمك من الناس»، فهو معصوم، وما ادعاه هؤلاء المبطلون لا أساس له من الصحة، فالحديث صحيح ومسنود.
"البخارى ومسلم" أصح كتابين بعد القرآن.. ومن يرفضهما فليتبوأ مقعده من النار.. ومنكرو صحيح السنّة خطر على أنفسهم قبل غيرهم
وماذا عن صحة حديث الذبابة؟
- حديث الذبابة صحيح، قال فيه الرسول: «إذا وقع الذباب فى إناء أحدكم فليغمسه كله ثم ليطرحه فإن فى أحد جناحيه شفاء وفى الآخر داء»، وهذا الحديث مروى فى أصح كتب السنّة، ومنها صحيح البخارى. وبالفعل قام عالمان ألمانيان غير مسلمين بتحليل الذبابة ووجدا تحت أحد الجناحين ميكروباً، ووجدا تحت الجناح الآخر مضاداً للميكروب، فإذا غُمست وخرج مضاد الميكروب أبطل مفعول الميكروب فلا يضار الإنسان، والرسول حينما يقول ذلك لا يقول لنا افعلوا هذا، بل حينما تكون ضرورة كإنسان فى صحراء ليس معه سوى هذا الماء أو الطعام وعافت عليه ذبابة، أيرميه ويموت، أم ينقذ نفسه ويأخذ منه بالطريقة التى دله عليها الرسول، بحيث لا يصيبه من الميكروب شىء؟ فهو من الإعجاز فى السنّة.
وهل تم التلاعب بسلاسل الإسناد الخاصة بالحديث لمصالح سياسية فى العصور الأولى؟
- هذا الأمر غير صحيح، فالإسناد الصحيح المتصل ليس به دخيل أو تبديل، وأكدت مراراً أن كتاب صحيح البخارى أصح كتاب بعد كتاب الله، يليه فى الصحة «صحيح مسلم»، فهذان الكتابان تلقتهما الأمة بالقبول، وهناك الموطآت، وكتب السنّة الأخرى، لا يوجد بها تلاعب، و«البخارى ومسلم» من الكتب التى أجمعت الأمة عليها، وليس بهما أحاديث ضعيفة.
حديث الذبابة صحيح وإعجاز علمى وموجّه لـ"المضطر" وعلماء ألمان حللوها فاكتشفوا تحت أحد جناحيها ميكروباً وتحت الآخر مضاداً له
وماذا عن الأحاديث الوقتية التى لا يمكن وضعها كقاعدة تشريعية؟
- هناك أحاديث وقتية، ومنها أن الرسول خاف على عقيدة الناس أن تتأثر ببعض الصالحين حين يموتون، فيذهبون لقبورهم ويعبدونهم من دون الله، فنهاهم النبى الكريم عن زيارة القبور فى أول الأمر، مخافة أن تزيغ العقيدة وأن يضلوا، فلما رسخت العقيدة والكل أصبح على يقين أنه لا يعبد إلا الله، قال الرسول الكريم: «كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها»، فالزيارة ترحم على الميت وتدبر بالحياة.
القتال فى الإسلام مشروع لرد الظلم والعدوان.. وقول الرسول "أُمرت أن أقاتل الناس" يخص "وثنيين" دخلوا فى عداوة مع الدين
نعانى من إشكالية الاستعانة بأحاديث الجهاد للقتل باسم الدين، ومنها حديث «أُمرت أن أقاتل الناس».. كيف يمكن معالجة هذه الأزمة؟
- ما تقوم به الجماعات الإرهابية من ممارسات دليل على عدم فهم لسنّة رسول الله، فلو رجع الناس لكتب الشروح لعلموا أن الرسول لم يقصد ما يقومون به، فحديث «أُمرت أن أقاتل الناس»، فى بدايته «أُمرت»، والأمر هنا من الله تعالى، و«أقاتل» صيغة مفاعلة تكون بين الطرفين، وهنا قال النبى «أُقاتل» وليس «أقتل»، فالقتال للدفاع وهو أمر مشروع للرد على الظلم والعدوان وهو أمر واجب، و«الناس» فى الحديث للناس الوثنيين الذين عادوا الإسلام، وليس كل الناس، فليس المراد بالحديث أن الإسلام يأمر بقتال الناس وقتلهم، أو أنه يبيح عدوان الإنسان على أخيه الإنسان، فالإسلام دين السلام والأمان، والله عز وجل يقول: «لا إكراه فى الدين»، فالمقصود بالحديث أناس معدودون يحاربون الإسلام، وهؤلاء هم الذين أمر الرسول بقتالهم.
وماذا عن عقيدة «الولاء والبراء» ووصف المجتمع بالجاهلى والحكم عليه بالكفر؟
- «جاهلية المجتمع» و«دار الحرب ودار الإسلام» و«الولاء والبراء» مصطلحات وكلمات لا تتفق مع صحيح الدين، فالإسلام دين السماحة واليسر والرحمة والتعاون، فالله تعالى يقول: «وتعاونوا على البر والتقوى»، فالله أمرنا أن نكون وحدة واحدة، وأتعجّب من الجماعات التكفيرية التى تصف المجتمع المصرى بالكفر، فلا يمكن بحال من الأحوال أن يُنقص أحد دور مصر التى حملت على عاتقها نشر الإسلام، فجميع دول العالم تفد إلى مصر لتتعلم فى الأزهر، وفى سائر دول العالم يذهب علماء الأزهر لينشروا الإسلام.
حديث السحر صحيح ومسنود.. والرسول سُحر فى بدنه وليس فى عقله.. وسحره لا يقدح فى عصمته ولا رسالته
هل الإسلام يحرم التعامل مع الآخر؟
- مصر تتبنى وحدة الكلمة وإقامة الوحدة الوطنية على أرضها، ومن المعلوم أن مصر منذ اللحظة الأولى للفتح الإسلامى فى عهد سيدنا عمر لم تكن بها غضاضة أو عسر، بل استقبل أهلها الفتح الإسلامى بالبشر والترحاب، ودعا عمرو بن العاص للوحدة الوطنية، وحينما علم «ابن العاص» أن «بنيامين»، راعى الكنيسة، فرّ من اضطهاد الرومان له، أرسل إليه مَن يدعوه للعودة ليدير شئون ملته، وقال: «عد ولا خوف عليك لرعاية كنيستك»، فمنذ اللحظة الأولى لفتح مصر نشر المسلمون الوحدة الوطنية، بل إن الرسول الكريم منذ الهجرة وتأسيس الدولة الإسلامية الأولى أقام الدولة على 3 مبادئ، الأول بناء المسجد ليكون همزة الصلة بين الخلق والخالق، ثم آخى بين المهاجرين والأنصار لتوحيد صفوف المسلمين، ثم آخى بين المسلمين وغير المسلمين، حينما كتب صحيفة المدينة التى جمعت بين المسلمين وبين غيرهم من اليهود والنصارى، فأسس بذلك لمبدأ المواطنة، وما حدث فى العاصمة الإدارية من افتتاح لمسجد الفتاح العليم وكاتدرائية ميلاد المسيح يدعو للبشر والسرور، فكان حدثاً عالمياً، ونهنئ الرئيس السيسى الذى وفقه الله سبحانه وتعالى إلى كثير من الإنجازات التى تجمع بين الدين والدنيا، وتجمع بين الماضى والحاضر والمستقبل، وبناء هذه الصروح الإيمانية والحضارية شىء عظيم ومبشر بالخير.
من يفجّر نفسه فى الناس سعياً إلى الجنة والحور العين "منتحر" وسيبقى خالداً مخلداً فى النار
والتصوف يسير على الكتاب والسنّة وليس بدعة
هل تفجير شاب نفسه فى الناس معتقداً أن هذا سبيله إلى الجنة يمثل إخفاقاً للمسئولين عن نشر وسطية الإسلام؟
- هذا سؤال يوجه لمن يتركون الحق ويذهبون للباطل، فأيام الرسول الكريم كان هناك المؤمنون والكافرون، والطائعون والعصاة، وهؤلاء الذين يفجرون أنفسهم من نمط العصاة الذين لم يقتنعوا بالحق فذهبوا للباطل، أو أن بعضهم أغراه المال، وتم عمل «غسيل مخ» له وإقناعه بأنه حين يفجر نفسه يدخل الجنة، مع أنه حين يُقدم على ذلك فهو منتحر والمنتحر فى النار وليس فى الجنة، فمن فجّر نفسه فى أناس آمنين ليروّعهم ويهلكهم، فقد أقدم على قتل نفس، والنبى قال: «من قتل نفسه بحديدة فحديدته فى يده يتوجأ بها فى بطنه فى نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً ومن شرب سماً فقتل نفسه فهو يحتسيه فى نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً ومن تردى من جبل فقتل نفسه فهو يتردى فى نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً».
كيف نعيد للشباب رشدهم؟
- بأن نعيد للأسرة أمانها بعيداً عن الاغتراب والشطط، وأن يدرك كل والد ووالدة أهمية تربية الأولاد، وأن تكون عيونهما على أبنائهما كما قال النبى: «الزموا أولادكم وأحسنوا أدبهم»، وكما تقوم الأسرة بذلك، تقوم وسائل الإعلام والعلماء برسائلهم فى نشر الوسطية، وأقول للشباب: «عودوا إلى رشدكم، توبوا إلى ربكم، التزموا بالكتابة والسنّة، وسيروا على الجادة، والله يرعاكم».
اتهام الأزهر بالجمود خطأ وخروج عن السياق العام ونحتاج لعودة ندوات الرأى لمقارعة المتطرفين بالحجة.. وأولياء الله الصالحون ذُكرت نماذج لكراماتهم فى القرآن
ماذا قدمت مشيخة الأزهر فى ملف تنقيح التراث؟
- التراث منه ما هو كتاب وسنّة ووحى وكلام صحيح عن النبى، وهذا أمر لا خلاف فيه، ومنه ما هو تأريخ لمسيرة وجهود ومؤلفات ومصنفات، وهذا يعكف عليه أهل التحقيق فى الأزهر يحققون ويثبتون القواعد الصحيحة والمعانى الصحيحة ويؤكدونها، أو يرفضون ما فيها من دخيل وخاطئ، أو يشيرون برأيهم لما فيها، ونقوم بذلك من خلال لجنة التراث بمجمع البحوث الإسلامية التى تقوم بتحقيق كتب التراث، لنرى ما يناسب العصر لنأخذ به.
تتحدثون عن تحركات للمشيخة فى عملية التجديد، لكن تطالكم الاتهامات بالجمود.. كيف تردون على ذلك؟
- اتهام المؤسسة بالجمود خطأ وخروج عن السياق العام، فأنا أفاخر العالم بالأزهر، وأرفض أن نقدح فى المؤسسة الإسلامية الكبرى التى نشأت بعد القرون الثلاثة الأولى التى قال عنها الرسول: «خير الناس قرنى، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم»، ثم جاءت بعد ذلك الهجمة التترية الشرسة التى كادت تطيح بالإسلام، لولا بزوغ نجم الأزهر فى سماء الكنانة فاحتضن تراث الإسلام وبعث بعلمائه لكل الدنيا، فأغاث وأنقذ ما كان سيضيع من التراث الإسلامى.
يؤكد كثيرون أن معركة مصر الكبرى فى بناء الوعى.. كيف ترى ذلك؟
- واجبنا جميعاً أن نتكاتف ونتعاطف كل فى موقعه ورسالته، فمعركة الوعى من أهم المعارك التى تخوضها مصر. وفى ظنى أن هناك مؤسسات بالدولة تعمل على هذه المعركة، والأزهر فى المقدمة، من خلال مجمع البحوث الإسلامية وهيئة كبار العلماء وجامعة الأزهر التى تجمع العلماء و10 آلاف أستاذ جامعى يُعلمون الناس صحيح دينهم فى ربوع الدنيا، وهناك محاضرات يومية فى الكتاب والسنّة والفقه، والمسيرة الأزهرية تسير على قدم وساق، لنشر الوعى الدينى وإيصال الوسطية للقاعدة الكبرى من الناس من خلال وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة.
كنت أحد جنود المواجهة الفكرية فى التسعينات.. كيف نحقق الانتصار اليوم فى هذه المواجهة؟
- نحن بحاجة لعودة ندوات الرأى التى كانت تتم إقامتها فيما مضى لمناقشة الفكر المتطرف والرد عليه، فالحجة تقارع بالحجة، وأدعو المسئولين بالدولة لإعادة هذه الندوات مرة أخرى تحت قيادة كبار العلماء لينشروا الهداية الحقيقية والوسطية والاعتدال فى الإسلام، ويتم بثها عبر وسائل الإعلام حتى نحصن القاعدة الشبابية الكبرى.
وكيف ترى استدعاء البعض الرؤى الفقهية القديمة التى لا تناسب العصر كـ«نكاح الوادع» و«إرضاع الكبير»؟
- العيب هنا على الإعلام الذى يتيح لهؤلاء الفرصة لنشر آرائهم الشاذة، لذا لا بد أن يختار الإعلام المتحدثين الذين هم أهل لهذا الأمر الجلل، والحمد لله الحالة الإفتائية مطمئنة رغم ما يوجد بها من تحديات ومخالفات، فما زال الأزهر موجوداً، وسيظل الخير موجوداً.
لكن بعض أصحاب تلك الرؤى الشاذة أزهريون؟
- غير مقبول بالمرة، ولا نُقرهم على ما قالوه، فهؤلاء بعيدون عن المنهج الأزهرى القائم على وسطية الدين.
هل مصر تحتاج قوانين لتحقيق التجديد الدينى أم فى حاجة لثورة فكرية؟
- نحتاج للأمرين معاً، فنحن بحاجة لقوانين لضبط الخطاب الدينى، ونشر الوعى بين الشباب والنشء جميعاً، ومن هنا تقع مسئولية كبيرة على الإعلام لإعطاء مساحة أكبر للعلماء والدعاة والمفكرين والكتّاب لنشر الفكر.
التشدد والإلحاد وجهان متلازمان للإفراط والتفريط.. ما السبيل لمواجهة الإلحاد؟
- ظهور الإلحاد فى مصر أمر محزن ومؤسف، مصر بلد الأزهر الذى احتضن الإسلام منذ القرن الرابع وحتى تقوم الساعة، فهؤلاء وراءهم أيديولوجيات ومنظمات معادية للإسلام، تريد نشر الإلحاد والكفر، وهذا مرفوض ولم ولن تقبله مصر المؤمنة المتدينة بلد الأزهر الشريف، فهؤلاء قلة لا يمثلون جوهر الحق الذى تدين به مصر.
فى تقديرك.. لماذا ساءت صورة الإسلام بالخارج؟
- لم تسؤ صورة الإسلام لا فى الخارج ولا فى الداخل، وهذه الشوشرة التى تحدث من بعض النفوس الضعيفة لا تؤثر فى الإسلام ولا فى مسيرة الدعوة الإسلامية بحال من الأحوال مهما أحدثوا من شر، فالإسلام باقٍ وخالد، والذى تكفّل به هو رب العزة، فتكفّل بحفظ الدستور المساوى للإسلام، فقال: «إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون»، فكل ما يحدث من الجماعات المتطرفة باسم الدين هراء، لا قيمة له ولن يؤثر فى قليل أو كثير.
«الشطح الصوفى» أمر ثابت عبر الزمان.. كيف يسيطر عليه المجلس الأعلى للطرق الصوفية؟
- نحن ندعو إلى الله كما أُمرنا، فقال تعالى: «ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هى أحسن»، فهذا هو الأمر الإلهى، وإمامنا الأخذ بالكتاب والسنّة، فمن يتحدث عن التصوف بالبدع غير صحيح، فالدولة سنّت له قانوناً ودشنت له مجلساً أعلى للطرق الصوفية، وهذا المجلس ينظم مسيرة التصوف، والمجلس يقوم بتنقية التصوف مما قد يلحق به من بعض الترهات والشطحات، ويدعو للتصوف الحقيقى الذى يسير على الكتاب والسنّة والذى كان عليه المسلمون الأوائل وأهل الصوفية الأوائل.