بريد الوطن| «علامَ يقتل أحدُكم أخاه؟!»

بريد الوطن| «علامَ يقتل أحدُكم أخاه؟!»
«علامَ يقتل أحدُكم أخاه؟!»، كلمات موجزة لها قصة حدثت بين صحابيَّين جليلين «عامر بن ربيعة»، و«سهل بن حنيف».
ويوماً قام «عامر» بزيارة «سهل»، فدخل عليه وهو يغتسل، وعندها توقّف «عامر» لجمال «سهل»، فانفلت لسان «عامر» قائلاً: «لم أرَ كاليوم ولا جِلدَ مُخبّأة!»، انطلقت كلمات «عامر» سهماً صائباً فى جسد «سهل»، فسقط صريعاً.
فوجئ «عامر» فلم يتصوّر أن تُحدث كلماته هذا الأثر، وندم على تسرُّعه، وألجمته المصيبة التى حلّت!
حُمل «سهل» إلى النبى والناس فزِعين، يستنجدون به، قائلين: «أدرِك سهلاً صريعاً».
نظر النبى إلى «سهل»، فأدرك إصابته بالعين، فاستفسر عن الفاعل، فأُخبر بأنه «عامر»، فغضب لذلك، ووجَّه كلامه للجميع قائلاً: «علامَ يقتلُ أحدُكم أخاه؟»، وبيَّن لهم ما يجب فعله على مَن رأى ما يُعجبه قائلاً: «إذا رأى أحدكم من أخيه ما يعجبه، فليدعُ له بالبركة».
ثم جاء دور العلاج، فدعا الرسول بماء، وأمر «عامر» أن يتوضأ، فيغسل الوجه واليدين، ثم الركبتين، وطرف الثوب، ثم أمر أن يُجمع الماء فيُصبّ على «سهل»، وسرعان ما انكشف البلاء، وزالت العين، لتكون تلك الحادثة شاهدةً على أثر العين، ودرساً مهماً على خطورة الكلمات التى تخرج عفويةً، لكنها قد تكون كالسهم المسموم.. وكما نقول: «عين الحسود فيها عود»، و«العود» -فى رأيى- هو الدعاء بالبركة.
رزق عبدالمنعم
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي
bareed.elwatan@elwatannews.com