"ياميش وسحور وتدميس فول".. كيف يستعد المسيحيون لأول يوم رمضان؟

كتب: ماريان سعيد

"ياميش وسحور وتدميس فول".. كيف يستعد المسيحيون لأول يوم رمضان؟

"ياميش وسحور وتدميس فول".. كيف يستعد المسيحيون لأول يوم رمضان؟

لم يُكتب عليهم الصيام كما كُتب على شركائهم في الوطن، إلا أن المسيحيين يتشاركون خلاله "الطقوس" السابقة على قدوم شهر رمضان، في أغلب تفاصيلها، فمنهم من يذهب لشراء لوازمه من "مكسرات وفستق وبندق" وغيرها، ومنهم من يعمد إلى تخزين المواد الغذائية وإعداد ولائم يدعون إليها جيرانهم ومعارفهم من المسلمين، لزيادة التقارب والمودة والمحبة القائمة منذ قديم الزمان بين المصريين.

أول أيام رمضان، ينتظره كل المصريين (تستطلع دار الإفتاء، غدا الأحد 5 مايو، هلال الشهر الكريم) حيث يتغير فيه الروتين اليومي لهم، وتتحول فيه العادات، من الصيام والالتزام بالعبادات، وتسوده الفرحة والحب، ويجتمع خلاله الفرقاء أو الأقارب ممن شغلتهم أعمالهم وظروفهم طوال العام عن اللقاء، وهو ما نجده أيضا لدى المسيحيين الذين لدى بعضهم عاداتهم التي تتقارب بكشل كبير مع أشقائهم في الوطن.

تتحدث عن طقوسها منذ بدء رمضان، رغم عدم صيامها،: "أول يوم في رمضان بجيب فانوس، وبروح الباص مع الولاد، وبنلعب مع البنات الصغيرين، ونقول وحوي يا وحوي، وبستنَّى المسحراتي أول يوم مبنمش، وبطبق اليوم دا، حتى لو عندي شغل، عشان أسمع صوت الخبط بتاع المسحراتي، وأفضل أصحي ولادي يسمعوه"، إنها ناهد عزيز، "مشرفة باص للمدارس". 

أكملت حديثها عن ما تفعله وأبنائها بعد ذهاب المسحراتي، وحلول وقت السحور: "بناكل فعلا لحد ميعاد الباص ما ييجي، عشان ما نحتاجش ناكل قدام زمايلنا، والطلبة، تقديرا لهم".

وأضافت: "بنشتري قمر الدين والمكسرات، ويوميا ابني يشتري لنا سوبيا وتمر هندي والمخللات التي تميز رمضان للسهرة أمام المسلسلات"، وقالت "شهر رمضان من أفضل شهور السنة بسبب الوَنَس في الشوراع، والمسلسلات، كما تهاتف زميلاتها، وأولياء أمور الطالبات، لتهنئتهم بحلوله".

وعن استعدادها لرمضان، قالت "منى أيوب"، ربة منزل،: "أهم حاجة بدمِّس فول عشان مبيكونش في مطاعم الصبح، ومش دايما بقدر أشترى بالليل، فبدمس الفول للفطار طوال شهر رمضان، وكمان بنشتري القطايف والكنافة والتمر".

تحضيرات "منى" تتضمن أيضا، شراء السكر: "بعمل حسابي على سكر زيادة من التموين، عشان الحلويات، مش بنبطلها طول السنة".

ولـ"منى" 4 بنات في أعمار متفاوتة، واحدة تدرس في المرحلة الثانوية، واثنتين في الجامعة (صيدلة) و(إعلام)، والأخيرة تخرجت وتعمل في إحدى الشركات، وتحرص على إعداد "عزومة" لأصدقائهن في يوم يتفقن عليه،: "اليوم بيكون كله فرحة، وعشان تفاوت الأعمار، واختلاف الأفكار، السهرة بتكون مبهجة".

وبدأت "أم عماد"، ربة منزل، رواية ذكرياتها خلال الشهر الكريم: "زمان وإحنا صغيرين رمضان كان حاجة تانية، كنا ننزل لقيادة الدراجات وقت الإفطار، وكانت الشوارع لا تصمت من صوت البُمْب"، وتحدثت عن الفارق بينه وبين وقتنا هذا: "أما الأن لا أعرف باقتراب شهر رمضان إلا لما ابني ياجيب سِلِّم من المَنْوَر عشان يعلق الزينة مع أصدقائه في الشارع".

"كريستنا" هي الأخرى، رغم انشغالها بدراستها، إلا أنها لا تعد شيئا لرمضان، ولكن تستغل هذا الشهر هي وأسرتها في السفر كل عام: "نحن لا نجهز شيئا لرمضان، حيث اعتدتنا على تخزين اللحوم والدواجن شهريا على مدار العام، فلا فرق بين رمضان والأيام العادية، لكننا اعتدنا على الخروج في مصيف خلال شهر رمضان، لهدوء الشواطئ وقتها".


مواضيع متعلقة