الوطن في الخير| لحمة "الحاج عبده" كل سبت بينه وبين ربه

كتب: فادية إيهاب

الوطن في الخير| لحمة "الحاج عبده" كل سبت بينه وبين ربه

الوطن في الخير| لحمة "الحاج عبده" كل سبت بينه وبين ربه

على ناصية شارع بمنطقة المتنزه في سانت تريزا بحي شبرا مصر، يصطف المئات مطلع كل أسبوع، عصر السبت، في طابور يمتد لنهاية الشارع، متعالية أصواتهم للحديث حول ما سيحصلون عليه بعد لحظات.

الطابور بدايته عند مدخل "جزارة أولاد الحاج عبده"، كما تقول اليافتة التي تعلوه، موضحة أن الإدارة هي لـ "الحاج جمال"، والهدف أكياس لحوم مجانية اعتاد الرجل توزيعها لمن يطلب منذ سنوات.

تتنوع مظاهر الواقفين في الطابور، من سيدة تحمل طفليها وأخرى كبيرة السن ورجل يتكأ على عكازه، البعض تحفظ على الحديث، لكن "أم عمرو" قالت لـ"الوطن" إنها تنتظر كل يوم سبت لأنهم يوزعون أكياسا في حدود النصف كيلو من اللحم على الجميع"، مضيفة: "هنعمل إيه كلنا غلابة".

حالتها نفسها كانت حالة "أم محمد"، التي أكدت أنها تنتظر الطابور لتعود بـ الكيس الذي لا يعرف أطفالها دونه طعم اللحم وينتظرونه بصبر. 

صباح اليوم الموعود تبدأ آلة الخير في الدوران، العمال، نحو العشرة، يقطعون ما جاد به رب عملهم في "أكوام" متساوية، ويعبأونها في الأكياس، أحدهم رفض الحديث، وعندما ألححنا عليه، اكتفى بـ"دي عادة للحاج، وربنا ما يقطع له عادة، وهو بيرفض الكلام عنها".

وعندما ألقينا السلام على "الحاج جمال"، تغيرت ملامح وجهه في تساؤل عما نريد، وعندما عرف هدفنا، رد: "دي حاجة خير بيني وبين ربنا، ومحدش بيكشف سر الخير اللي بيعمله، عشان ما تضعشي بركته". 


مواضيع متعلقة