جنون أسعار «الحرير» يهدد بتدمير صناعة «السجاد اليدوى» فى القليوبية

جنون أسعار «الحرير» يهدد بتدمير صناعة «السجاد اليدوى» فى القليوبية
- صناعة السجاد اليدوى
- السجاد اليدوى
- أسعار الخامات
- الكليم
- الركود
- ارتفاع سعر الدولار
- صناعة السجاد اليدوى
- السجاد اليدوى
- أسعار الخامات
- الكليم
- الركود
- ارتفاع سعر الدولار
مشاكل بالجملة تحاصر صناعة «السجاد اليدوى» فى القليوبية، بدايةً من ارتفاع أسعار الخامات، وفى مقدمتها خيوط الحرير بعد تحرير سعر صرف الجنيه، وضعف تسويق المنتجات، فى ظل حالة الركود التى تضرب الأسواق، ما يهدِّد بانهيار الحِرفة التى توارثها الآلاف من أبناء المحافظة عن آبائهم وأجدادهم، وتشريد العاملين بها، فى ظل عدم اهتمام الحكومة بمد يد العون لهذه الصناعة، التى غزت منتجاتها العديد من أسواق العالم.
قرية «طحلة»، التابعة لمركز بنها، واحدة من القرى التى اشتهرت بصناعة «الكليم» والسجاد اليدوى»، وكانت منتجاتها ملء السمع والبصر، بعد أن نالت شهرة واسعة فى مختلف أرجاء العالم، وبدلاً من العمل على تنمية الصناعة، عانى العاملون بها طويلاً من الإهمال واللامبالاة، إلى أن أصبحت «مجرد ذكرى» من زمن فات، وتقاعست أجهزة الدولة عن إحياء هذه الصناعة الفريدة، وإنقاذ آلاف العاملين بها من الانضمام إلى طوابير العاطلين.
أحمد السيد، صاحب ورشة لتصنيع السجاد اليدوى بقرية «طحلة»، تحدث لـ«الوطن» قائلاً إن «صناعة السجاد اليدوى من الصناعات العتيقة فى القرية، توارثها أبناء القرية جيلاً بعد جيل، ووصلت شهرتها وسمعتها للعالمية، وكان لسجاد طحلة بصمة عالمية ودولية، وكان يتم تصديره لجميع دول العالم»، وأضاف أنه «بسبب إهمال وتجاهل هذه الصناعة، فقد حاصرتها المشاكل من كل جانب».
ضعف التسويق أبرز المشكلات.. والعمال مهدَّدون بالتشريد.. وصاحب ورشة: على الدولة تشجيع تربية "دودة القز" كما كان يحدث فى السابق واستغلال أشجار التوت
ومن أهم المشكلات التى تواجه صناعة السجاد اليدوى، مشكلة ارتفاع سعر خام «الحرير» المستورد، نتيجة ارتفاع سعر الدولار، فضلاً عن إهمال الدولة إقامة معارض دولية لتسويق السجاد اليدوى، ما تسبَّب فى توقف مئات «الأنوال»، التى كانت تملأ بيوت القرية، وكانت مصدر دخل للصغير قبل الكبير، ولفت إلى أن ارتفاع أسعار الخامات أثَّر بالتالى على أسعار المنتج، ليصل سعر المتر الواحد إلى 4 آلاف جنيه، ما خلق حالة من الركود والكساد.
وأوضح «السيد» أن خام «الحرير» كان سعره لا يتجاوز 150 جنيهاً للكيلو، وكان يتم توفيره عن طريق الأسر المنتجة، ومركز البحوث الزراعية، ولكن ارتفع سعره بشكل مفاجئ إلى أكثر من 1000 جنيه، مما حمَّل الصناع أعباءً إضافية بنسبة تصل إلى 300%، مما اضطر عدداً كبيراً منهم إلى إغلاق الورش وتسريح العاملين بها، لوقف نزيف الخسائر الذى كانوا يتعرضون له، فى ظل عدم تسويق منتجاتهم.
واقترح صاحب الورشة أن تعمل الدولة على تشجيع تربية «دودة القز»، كما كان يحدث فى السابق، واستغلال ثروة مصر من أشجار «التوت» فى هذا المجال، لتوفير خام «الحرير الطبيعى» محلياً، بدلاً من اللجوء إلى استيراده من الخارج بأسعار لا يطيقونها، كما طالب الحكومة بدعم صناعة السجاد اليدوى، باعتبارها صناعة وطنية، وإقامة المعارض لتسويق منتجاتها محلياً ودولياً، ما يعمل على خلق مزيد من فرص العمل، وتوفير مصدر للعملة الصعبة، نظراً لما يتميز به السجاد اليدوى المصرى من سمعة عالمية.
من جانبه، أكد محافظ القليوبية، الدكتور علاء مرزوق، أن المحافظة تولى مشروع «القرى المنتجة» اهتماماً كبيراً، نظراً لما يحققه من توفير للسلع المهمة، بجانب توفير فرص العمل للشباب حديثى التخرج من الجنسين، مشيراً إلى أنه تم إعداد 3 آلاف و838 شاباً وفتاة، للتدريب على المشروعات المهمة، ويجرى حالياً دراسة تطوير مشروع «القرى المنتجة» والارتقاء بالصناعات المحلية.
ولفت المحافظ إلى أن القليوبية يوجد بها عدد من القرى تشتهر بالصناعات المختلفة، منها «طنان»، التابعة لمركز قليوب، التى تشتهر بصناعة الأثاث، و«طحلة»، التى تشتهر بصناعة السجاد اليدوى، و«ميت كنانة»، التى تشتهر بصناعة «التمر حنة»، إضافة إلى قرية «امياى»، التى تشتهر بصناعة الأقفاص، كما يجرى العمل على وضع خطة لضمان حسن استغلال منتجات العاملين فى هذه القرى، عن طريق فتح أسواق ومنافذ تسويقية لهم، وإزالة أى عقبات تعترض هذه الصناعات.