بالصور| فرنسا وتركيا والجزائر.. احتفالات عيد العمال على "صفيح ساخن"

كتب: رنا علي

بالصور| فرنسا وتركيا والجزائر.. احتفالات عيد العمال على "صفيح ساخن"

بالصور| فرنسا وتركيا والجزائر.. احتفالات عيد العمال على "صفيح ساخن"

في الوقت الذي احتفلت فيه العديد من الدول بمناسبة عيد العمال بعدد من المسيرات التقليدية، التي تنظمها الحركات والنقابات العمالية من كل البلدان للاعتراف بفضلهم في الأول من مايو كل عام، إلا أن الأجواء المشحونة التي شهدتها بعض الدول التي يهيمن على مشهدها السياسي عددا من الأزمات الاقتصادية والسياسية هذا العالم كانت عكس المتوقع.

أعمال شغب وتخريب وحملات اعتقال بالجملة بالإضافة إلى صدامات مع عناصر الأمن، كان المشهد الذي سيطر على مظاهر احتفالات فرنسا والجزائر وتركيا وروسيا بـ"عيد العمال"، حيث تحولت المسيرات التي عادة ما تتضمن مشاهد البهجة والأعلام الملونة إلى أخرى غاضبة لا يوجد فيها سوى تزايد أعداد المصابين وهيمنة رائحة "الغاز المسيل للدموع" من أجل تفريق الحشود التي خرجت بهدف التخريب لا أكثر.

- فرنسا

ففي باريس، اشتبكت الشرطة الفرنسية مع محتجي "السترات الصفراء" الذين رشقوهم بالحجارة، مع بدء مسيرة في العاصمة الباريسية، شارك فيها عشرات الآلاف للاحتفال بعيد العمال العالمي.

واستخدمت قوات مكافحة الشغب، الغاز المسيل للدموع في محاولة للسيطرة على تجمع الحشود بالقرب من محطة قطار مونبارناس في باريس، حيث سقط عدد من المصابين، من جماعة "بلاك بلوك" المتطرفة الذين يرتدون الملابس السوداء ويضعون اللثام على وجوههم.

وأشارت قناة "روسيا اليوم" الإخبارية، إلى أن الشرطة اعتقلت ما يقارب الـ200 شخص، وقالت شرطة باريس إن "55 شخصا جرى اعتقالهم في منطقة مونبارناس، من إجمالي أكثر من 200 شخص خلال الاحتفالية".

وكانت السلطات الفرنسية قد حذرت من اسمتهم بـ"الناشطين المتطرفين" من الانضمام إلى مظاهرة باريس وتجديد مشاهد العنف التي تميزت بالاحتجاجات السابقة لـ"السترات الصفراء"، ومظاهرات عيد العمال في العامين الماضيين.

تجدر الإشارة إلى أن حركة "السترات الصفراء" بدأت احتجاجات أسبوعية في عموم فرنسا، منذ أربعة أشهر، تعبيرا عن رفض زيادة الضرائب أقرتها الحكومة الفرنسية، وصعدت الحركة من نشاطها الاحتجاجي ضد ما وصفته "بالنخبوية"، التي اتهموا الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بتبنيها.

- تركيا

أما في تركيا، فقد ذكرت وكالة "رويترز" للأنباء، أن السلطات التركية اعتقلت 127 شخصا من الناشطين المحتجين في شوارع إسطنبول، أثناء تظاهراتهم الغاضبة في شوارع المدينة، بالتزامن مع عيد العمال.

- الجزائر

وفي الجزائر، استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع اليوم؛ لتفريق تجمع للعمال كان يستعد للانطلاق بمسيرة دعت إليها كونفدرالية النقابات الجزائرية، بحسب ما ذكرته قناة "روسيا اليوم" الإخبارية.

وأقامت الشرطة عددا من الحواجز لمنع المسيرة التي كان مقررا أن تنطلق من ساحة الفاتح من مايو إلى البريد المركزي بمناسبة الأول من مايو عيد العمّال العالمي.

ولجأت الشرطة الجزائرية بالغاز المسيل للدموع لتفريق تجمع العمال وأقامت الحواجز لمنع المسيرة التي كان مقررا أن تنطلق من ساحة الفاتح من مايو إلى البريد المركزي بمناسبة الأول من مايو عيد العمّال العالمي، بعد أن دعت كونفدرالية النقابات الجزائرية إلى تنظيم هذه المسيرة ورفع شعارات داعمة للحراك الشعبي بمناسبة يوم العمال.

وبخلاف الاحتجاجات العمالية التي شهدتها الجزائر، يتظاهر آلاف الجزائريين وسط العاصمة ومدن أخرى للأسبوع الـ 12 على التوالي، مطالبين بعزل رموز نظام الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة ومحاسبة الفاسدين.

- روسيا

وفي روسيا، أوقفت شرطة سان بطرسبورج، حوالى 30 شخصا لانتقادهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وسياسات الكرملين، ضمن تظاهرة للاحتفال بعيد العمال مكونة من 2000 شخص، بينهم أنصار لزعيم المعارضة أليكسي نافالني، وشيوعيون واعضاء في الحزب الحاكم، حيث قام البعض منهم برفع لافتات وصور للرئيس بوتين وبينما هتف البعض الأخر "بوتين سارق"، "فاشيون" و"لن تخيفوننا"- بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس" الإخبارية.

كما تظاهر آلاف الشيوعيين أيضا في العاصمة موسكو وفي مناطق أخرى من البلاد، ملوحين بأعلام حمراء في تظاهرات تحمل بصمات الماضي السوفياتي. وقد تزايد الاستياء في روسيا في السنوات الأخيرة بسبب إصلاح نظام المعاشات التقاعدية المثير للجدل وتراجع مستوى المعيشة نتيجة للعقوبات الغربية على روسيا بعد ضم شبه جزيرة القرم.

وشهدت شعبية بوتين تراجعا حادا، بعد أن وقع في مارس الماضى نصا يتيح للمحاكم فرض غرامات وإصدار قرارات بالسجن فترات قصيرة لمن يتحدون السلطات.


مواضيع متعلقة