أولياء أمور عن أول سنة "مدارس يابانية": ولادنا اتغيروا للأحسن

كتب: سمر صالح

أولياء أمور عن أول سنة "مدارس يابانية": ولادنا اتغيروا للأحسن

أولياء أمور عن أول سنة "مدارس يابانية": ولادنا اتغيروا للأحسن

عام دراسي كامل على تطبيق أول تجربة لنظام التعليم الياباني في مصر، لم يسمع عنه الأباء والأمهات من قبل، فور الإعلان عنه وتدشينه رسميا في عدد من محافظات الجمهورية سادت حالة من التردد والتساؤلات الكثيرة التي تدور جميعها حول اختلافه عن النظام التقليدي والمعروف في المدارس، إلا أنها سرعان ما تحولت إلى ارتياح كبير وإشادات بطريقة التدريس وإجماع على اختلافه وتأثيره بالإيجاب على شخصية الطفل من الناحيتين التعليمية والتربوية.

من العاصمة إلى الشمال والجنوب، اتفقت آراء العديد من أولياء أمور طلاب المدارس اليابانية، التي انطلقت العملية الدراسية بها في مصر لأول مرة خلال العام الماضي وأعلنت الوزارة بدء التقديم بها للعام الجديد، على أنها تجربة تستحق الاستمرار، فالمدارس التي تعتمد على نقل تجربة التعليم الياباني المتميزة في المدارس المصرية، كانت سببا في ترك تغييرا ملحوظا في شخصية الطالب عمرو محمد، الذي حرص والده على إلحاقه ضمن الدفعة الأولى لهذا النظام التعليمي لما شاهده من التزام كبير بالنظام التعليمي المطبق في مدارس اليابان خلال سفره هناك ضمن بعثة عمل طبية كان جزءًا منها.

بناء شخصية مستقلة

الأب الذي يمتهن الطب قضى عامين من عمره في اليابان ولفت نظره نظام التعليم هناك وفور سماعه عن تطبيق التجربة في مصر لم يتردد لحظة في إلحاق ابنه بالمدرسة اليابانية في محافظة أسيوط محل إقامتهم، وحسب تعبيره، كان اختياره صائبا فالطفل الذي لم يتجاوز عمره السادس أصبح لديه قدر كاف من الجرأة و شخصية مستقلة يجيد التصرف بها في كثير من المواقف ويجيد اتخاذ القرارات ويعتمد على نفسه في اختيار ملابسه وتنسيقها معا لما تلقاه من تدريبات لبناء الشخصية القيادية.

 

"أنشطة التوكاتسو" يتم تطبيقها كما أعلن الوزير وكما وعدتنا بها الإدارة منذ اليوم الأول، استكمل الأب حديثه لـ"الوطن" عن تجربته من ابنه في أول عام من تطبيق نظام التعليم الياباني في مصر، مؤكدا حرصه على المشاركة في الساعات المخصصة لأولياء الأمور ضمن نظام "التوكاتسو" ويتمثل دوره في تعليم الأطفال بعض مبادئ الإسعافات الاولية والمعلومات الطبية بحكم طبيعة عمله.

تعلم النظافة

يعتمد نظام التدريس داخل فصول المدرسة اليابانية على التفاعل والتعليم من خلال الأنشطة والتجريب العملي، ووفقا للأب محمد ولي أمر الطالب عمرو بالمدرسة اليابانية في أسيوط ، فإن معلم الفصل لا يكتفي بالحفظ والتلقين بل يستخدم الألعاب التفاعلية في تعليم الأطفال طريقة كتابة الحروف والكلمات" بيتعلم رسم وكتابة الحروف بحبات الفول وبيتربط في ذهن الطفل أسرع من التحفيظ".

مع أول أيام الدراسة، لم يهمل أبناء إيمان كمال، ولي أمر طالبتين بالمدرسة اليابانية بحدائق أكتوبر، اصطحاب الأدوات الخاصة بهم والمخصصة لأعمال النظافة والأنشطة التي يمارسونها بالمدرسة، وحسب قول الأم، فإنهم يشاركون كافة الأنشطة المطبقة بالمدرسة وكان لذلك أثرا كبيرا على تغيير سلوكهم وشخصيتهم في المنزل فيحرصون دائما على تطبيق ما يمارسونه داخل الفصل وأصبحت المدرسة مكانا محببا لهم.

إدارة المدرسة لم تغفل التواصل مع أولياء الأمور بشكل دائم لإطلاعهم على مستوى أبنائهم وللاستماع إلى مشكلاتهم، وفي حديث الأم إيمان لـ"الوطن" أكدت أن مكتب مديرة المدرسة مفتوح لهم دائما يعرضون عليها شكواهم وتعمل على حلها.

"عيد الأم، يوم العطاء، يوم اليتيم"، احتفاليات عدة حرصت الأم على حضورها بصبحة ابنتيها داخل المدرسة اليابانية بحدائق أكتوبر، كجزء من المشاركة الفعالة المخصصة لأولياء الأمور" التطوع في الفعاليات حسب الرغبة في أهالي بتتطوع في التنظيم والتصوير وأعمال الديكور الخاصة بالحفلات حسب الاختيار"، وفقا لتعبير الأم.

هوايات مختلفة

نوران محمود، مهندسة معمارية وأم لطفلين في المدرسة اليابانية بالقليوبية، أشادت بالتجربة التي غيرت في شخصية أبنائها تماما سواء من ناحية السلوك والمادة العلمية، فالمدرسة تحرص على عقد ندوات للطلاب لتنمية معلوماتهم في شتى المجالات، كندوات عن التنمر وندوات طبية ساهمت في إثراء معلوماتهم مقارنة بأمثالهم في نفس أعمارهم، حسب تعبيرها.

ألحقت الأم ابنها "علي" مع بداية العام الدراسي، وبعد أن لاحظت فرقا كبيرا في سلوكه وطريقة التعليم التي يتلقها ألحقت ابنتها"دارين" مع بداية الفصل الدراسي الثاني بنفس المدرسة، وفي حديث الأم لـ"الوطن" أصبحوا يساعدوني في أعمال البيت تطبيقا لتعليمات معلمة الفصل وأحبوا هوايات مختلفة كالرسم والتلوين في أوقات الفراغ وذلك يرجع إلى ما يتلقونه داخل المدرسة.

تحتوي المدرسة على صالة جيم مجهزة وملاعب للأطفال، ويحرص المعلمون على تطبيق الأنشطة كما جاء في النظام الياباني، "حتى يوم الأجازة اتعودا يمارسوا الأنشطة من نفسهم"، حسب تعبير الأم التي عبرت عن إعجابها بالتجربة ودعوتها جميع الأهالي لإلحاق أبنائهم بها.

الرياضة 

يحرص معلمو المدرسة اليابانية في الإسماعيلية على تطبيق أنشطة التوكاتسو بالشكل السليم ما خلق نوعا من الإبداع داخل الطالب بالصف الأول الابتدائي مصطفى المتلزم، وحسب قول ولي أمره هاجر محمد، فإنه أصبح أكثر ميلا للابتكار والتجريب لتطبيق ما يمارسه بالمدرسة.

إلى جانب التعليم التفاعلي والأنشطة الرياضية والشخصية البناءة، تحرص المدرسة على خلق جو من الألفة بين الطلاب من خلال الاحتفال بأعياد ميلادهم داخل الفصل، وحسب قول الأم هاجر لـ"الوطن" فإن المدرسة أصبحت مكانا محببا لأبنها ويطبق ما يتعلمه منها في البيت وفي أيام الأجازة.


مواضيع متعلقة