القصة الكاملة لمحاولة الانقلاب في فنزويلا.. مستمرة أم فشلت؟

كتب: رنا علي

القصة الكاملة لمحاولة الانقلاب في فنزويلا.. مستمرة أم فشلت؟

القصة الكاملة لمحاولة الانقلاب في فنزويلا.. مستمرة أم فشلت؟

لا تزال أجواء الغموض تسيطر على الأوضاع في فنزويلا، اليوم، بعد يوم واحد من إعلان الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو إحباط عملية انقلاب عسكري نفذتها ضد حكمه مجموعة صغيرة من العسكريين المؤيدين لخصمه زعيم المعارضة رئيس الجمعية الوطنية "البرلمان" خوان جوايدو.

وعلى الرغم من إعلان "مادورو" إحباط تلك المحاولة، فإن الاشتباكات وأعمال العنف تواصلت على مدار الليل بين المؤيدين والمعارضين للرئيس الفنزويلي، فيما دعا زعيم المعارضة "جوايدو" إلى الاستمرار في التظاهر ضد "الديكتاتور الاشتراكي"، بحسب ما تصفه الصحف ووسائل الإعلام والمسؤولون الأمريكيون.

في خطاب عبر التليفزيون والراديو الرسمي، استمر ما يقرب من ساعة تقريبا، وجه "مادورو" التهنئة للقوات المسلحة في فنزويلا لـ"إفشالها المجموعة الصغيرة التي كانت تعتزم إشاعة العنف من خلال هذه المناوشات الانقلابية".

وأضاف، في الخطاب الذي ألقاه من القصر الرئاسي في العاصمة "كراكاس": "ما جرى لن يظلّ من دون عقاب، ولقد تحدّثت مع النائب العام، لقد عيّنت ثلاثة مدّعين عامين هم بصدد استجواب كلّ الأشخاص الضالعين"، مؤكدا أن المدّعين العامّين سيطلقون ملاحقات جزائية بالجرائم الخطيرة التي ارتكبت ضد الدستور ودولة القانون والحق في السلام.

وبحسب "مادورو"، فإنّ خمسة جنود وثلاثة شرطيين أصيبوا بالرصاص في اشتباكات دارت بينهم وبين متظاهرين مؤيّدين لـ"جوايدو"، نافيا ما أعلنه وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، حول أنه كان على وشك الفرار من بلده للعيش منفياً في كوبا، لو لم تثنه روسيا عن ذلك، قائلا: "مايك بومبيو قال إنّ مادورو كانت لديه طائرة جاهزة لنقله إلى كوبا ولكنّ الروس منعوه من مغادرة البلاد، سيّد بومبيو، أرجوك، هذه مزحة حقا".

وعلى الرغم من ملاحقته قانونيا وإعلان إحباط محاولة الانقلاب، خرج زعيم المعارضة "جوايدو" في رسالة مصورة مساء أمس، يطالب أنصاره بـ"مواصلة التظاهر ضد الرئيس نيكولاس مادورو اليوم"، مؤكدا أن "الجنود أعلنوا ولاؤهم له"، بعد اندلاع اشتباكات بين قوات الأمن وبعض من مؤيديه.

وقال جوايدو الذي نصب نفسه رئيسا لفنزويلا في وقت سابق واعترفت به أمريكا وعدة دول أخرى، في رسالته: "أدعو القوّات المسلّحة إلى مواصلة التقدّم في عملية الحرية، في الأول من مايو، سنواصل في كل فنزويلا، سنكون في الشارع".

وكان جوايدو أعلن في وقت سابق، أمس، تلقّيه دعم مجموعة "جنود شجعان" للإطاحة بالرئيس نيكولاس مادورو، فيما توعدت الحكومة بإحباط ما وصفته بالمحاولة الانقلابية، وأصيب 69 شخصاً على الأقل، بينهم اثنان بالرصاص، في المواجهات التي وقعت في "كراكاس" خلال تظاهرات داعمة للمجموعة العسكرية المنشقة التي أعلنت تأييدها لـ"جوايدو"، بحسب ما أعلنت الأجهزة الطبية المحلية.

ومع تفاقم الأوضاع وزيادة درجة الغموض حول ما يجري في فنزويلا، أعلنت وزارة خارجية البيرو، مساء أمس، أن مجموعة "ليما" التي تضم غالبية دول أمريكا اللاتينية، ستعقد اجتماعاً طارئاً في عاصمة البيرو، بعد غد الجمعة، لمناقشة الأزمة في فنزويلا.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، دعا كوبا إلى التوقّف عن دعم حليفتها الاشتراكية فنزويلا، مهددا بفرض حصار "كامل وشامل" عليها، إضافة إلى "عقوبات على أعلى مستوى".

وقال ترامب، في تغريدة على "تويتر": "إذا لم توقف القوات المسلّحة والميليشيات الكوبية فوراً العمليات العسكرية وتلك التي تسبّب موتاً وتدمّر دستور فنزويلا، فسيتمّ فرض حصار كامل وشامل، إلى جانب عقوبات على أعلى مستوى، على جزيرة كوبا"، مضيفا: "آمل أن يعود كلّ الجنود الكوبيين بسرعة وسلام إلى جزيرتهم".

في الوقت نفسه، أعربت إيران –اليوم- عن ارتياحها لإعلان الرئيس الفنزويلي إفشال الانتفاضة العسكرية ضده.

وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، في تصريحات صحفية على هامش انعقاد منتدى "حوار التعاون الآسيوي في الدوحة": "نعتقد أن على الحكومة الدستورية في فنزويلا أن تواصل عملها، نحن سعداء بهزيمة الانقلاب، لكننا نواصل التشديد على الحاجة إلى الحوار كما اقترحت الحكومة، لطالما شجعنا الحوار الداخلي".

وفي دمشق، أدانت وزارة الخارجية السورية محاولة الانقلاب الفاشلة في فنزويلا، واتهمت الولايات المتحدة بالسعي إلى زعزعة الاستقرار في هذا البلد، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية عن بيان وزارة الخارجية.


مواضيع متعلقة