توصيات أوغلو ومستقبل "العدالة والتنمية".. ورقة من الداخل تنتقد أردوغان

توصيات أوغلو ومستقبل "العدالة والتنمية".. ورقة من الداخل تنتقد أردوغان
"لائحة توصيات" نشرها السياسي التركي البارز، الدكتور أحمد داوود أوغلو على ما يبدو لم تلقى إعجابًا من الرئيس التركي، رجب طيب أرودغان، وقيادات حزب "العدالة والتنمية" الحاكم في تركيا، وذلك لاحتوائها على انتقادات بخصوص الأزمة، التي تعصف بالحكم والحزب.
لائحة أوغلو الذي شغل منصب رئيس وزراء تركيا على ما يبدو أنها تشبه بما عرف في التاريخ التركي بتوصيات شبيهة بلائحة السيد كوتشي مصطفى بيك الذي قدمها للسلطان مراد الرابع، وذلك وفقًا لما ذكرته صحيفة "الرأي اليوم" العربية.
وكما هو معروف تم إبعاد أوغلو عن رئاسة الوزراء بشكل دراماتيكي وفي وسط ادعاءات لمحاولة تأسيس حزب سياسي جديد مع بعض أعضاء حزب العدالة التنمية، وعلى الرغم من ذلك فإنه كرر كلمة "حزبنا" مرارًا في لائحته، إلا أنه من المحتمل أيضًا أنها الخطوة الأخيرة للاستمرار في حزب "العدالة والتنمية".
داود أوغلو، مستشار رئيس الجمهورية، رئيس الوزراء، وزير الخارجية والأمين العام لحزب العدالة (السابق)، تحتوي لائحته على العديد من النقاط التي تنتقد الرئيس التركي والصف الأعلى الإداري للحزب، كما اتسمت بأسلوب جامعي بحثي من خمسة عشر صفحة وضمت العديد من النقاط التي يجب وضع الخط تحتها.
أحمد داوود أوغلو
وأهم ما وثقته ملاحظات عامة كالتالي: هنالك تحولات في الشارع العام للشعب وبدأنا نفقد الدعم الشعبي للحزب وأصبحنا منحصرين في منطقة البحر الأسود والأناضول.
– بدأنا بالابتعاد عن قيمنا ومبادئنا
– استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في الحملات الانتخابية سبّبت بأضرار للحزب
– تواجد فريق داخل الحزب أصبح يرى نفسه بأن له القدرة على إجبار العديد من المنتخبين من قبل الشعب على الاستقالة، وهذا أحد أسباب الضربات التي واجهها الحزب.
– والأخطر من هذا، هو أن هذا الفريق يرى نفسه فوق مؤسسات الحزب، ويتصرف كأنه تنظيم موازي داخل الحزب
– لا يمكن ترك الحزب لزمرة واحدة
– النظام الجديد ساهم في استقطاب الشعب، ويجب إعادة النظر في النظام الرئاسي.
– الاتفاق السياسي مع حزب الحركة القومية سبب الضرر بحزب العدالة والتنمية.
– احترام أصحاب الفكر المعارض للحزب
– سلب صلاحية الترشيح والانتخاب بقرار بحكم القانون تصرف غير صحيح
– لا يجب تعيين الأقرباء في التسلسل الهرمي للإدارة (تلميح لوزير المالية زوج ابنة أردوغان، وتعين بنت أردوغان مستشاره للرئيس رجب طيب أردوغان)
– أصبحت الصحافة أبواق لصالح الحكومة
– يجب أن يكون التوظيف في الحكومة على أسس اللياقة والقدرات، التوظيف على أسس أخرى سبب في الضرر في الهيكلية المؤسساتية.
– سبب الأزمة الاقتصادية فقدان الثقة في الاقتصاد
– استخدام المعايير المزدوجة في مواجهة منظمة فتح الله جولن، تعيين أقرباء (ذوي مكانه) لمتهمين متورطين مع المنظمة في مواقع رفعيه وعالية المستوى، وفي الطرف الآخر استبعاد موظفين (بسطاء) من الدولة بسبب علاقة القرابة مع متهمين متورطين في منظمة فتح الله كولان وهذا يضر مكافحة ضد هذه المنظمة ويجب أن يكون القسطاس الرئيسي هو القانون وأحكام القانون.
وفي المحصلة الختامية أوضح أوغلو: إذا لم يتم إعطاء الاهتمام لهذه الأمور الخاسر لن يكون الرئيس رجب طيب أردوغان أو حزب العدالة والتنمية فحسب بل تركيا والشعب التركي سوف يكون الخاسر الأكبر.
كرم سعيد: الحزب يعاني من أزمة كبيرة منذ الإصرار على التحويل للنظام الرئاسي.. وأردوغان توعد «أوغلو» في حديثه أمس
من جانبه، علق الدكتور، كرم سعيد، المتخصص في الشأن التركي، قائلًا إن الحزب نفسه يعاني من أزمة كبيرة منذ فترة طويلة، لافتًا إلى أن هذه الأزمة بدأت منذ 2016 في الإصرار على التعديلات الدستورية لتحويل النظام إلى نظام رئاسي.
وأضاف لـ"الوطن"، أن أوغلو عندما كان رئيسًا للوزراء قال إن التحول إلى النظام الرئاسي مهم، لكن إذا لم يتم تمريره في البرلمان فلا يحمل أولوية، مشيرًا إلى أنه على خلفية هذا التصريح تم اقصاءه من رئاسة الوزراء، وبقي في منصبه نائبًا لحزب العدالة والتنمية.
وتابع: "تم استبعاد أوغلو وتهميشه مثل عبدالله جول، وظلوا وآخرون بعيدًا عن المشهد السياسي يتابعون عن قرب ولكن من غير إقحام أنفسهم، ولم يعودوا إلى المشهد بعد تأزم الأمر، أصبح العدالة والتنمية يخسر في الشاعر وتتصاعد الانقسامات والانشقاقات داخل الحزب نفسه، وهذا ظهر أولا في ابتعاد رموز الحزب والأباء المؤسسين عن الدعايا الانتخابية التي أجريت للتحول إلى النظام الرئاسي، ثم انتقاد عبدالله جول قبل عدة أشهر قانون ينص على حماية مدنية للمتظاهرين الذين شاركوا في الانقلاب الفاشل، واعتبر أن هذا يخالف العدالة وإجراءاتها، ثم انتقاد أحمد داوود أوغلو الأخير لوضعية الحزب وشعبيته، وتحدثه عن أن هناك مجموعة من الأسس يقوم عليها أي نظام حزبي تتضمن مجموعة القيم والأهداف وخطاب يكون معبرًا عن هذه القيم والأهداف وإدارة رشيدة والتواصل مع فئات المجتمع باختلاف اتجاهاتها، وأكد أن العدالة والتنمية فقد هذه المبادئ والخطاب، وأن الأزمة الاقتصادية التي تعانيها تركيا بسبب انحراف الحزب عن المبادئ، وتحدث عن مسألة الحريات والتضييق الحادث عليها، وعن أزمة النظام القضائي في تركيا ومحاولة السلطة التنفيذية تطويع السلطة القضائية لمصلحته، وتحدث عن الأحكام والاعتقالات الاستثنائية التي شهدتها تركيا منذ الانقلاب الفاشل".
وتابع: "هذا كان تفصيل دقيق لحالة حزب العدالة والتنمية، ولكن يبدو أن رسالة أوغلو لم تجد أذن صاغية من أردوغان، ولدى قيادات حزب العدالة والتنمية، وهو ما ظهر في حديث أردوغان أمس عندما تحدث عن أن تركيا تتعرض لمؤامرة خارجية ولكن هناك بعض الرفقاء الذي كانوا رفاق في الداخل يشنون حملات على تركيا وسيكون هناك موعد مناسب لمحاسبتهم وأن من نزل من قطار العدالة والتنمية لن يعود إليه، بالتالي كل هذه الانتقادات لم تجد أذن صاغية لدى قادة الحزب الجدد، الآن أتصور أن حزب العدالة مقدم على تراجع قد يستغرق بعض الوقت، وظهرت بالفعل إرهاصات هذا التراجع بالعودة إلى ما كان عليه 2001".