"حلاوة روح".. خبراء يفسرون سر عودة أبوبكر البغدادي للظهور بعد 5 سنوات

كتب: عبدالرحمن قناوي

"حلاوة روح".. خبراء يفسرون سر عودة أبوبكر البغدادي للظهور بعد 5 سنوات

"حلاوة روح".. خبراء يفسرون سر عودة أبوبكر البغدادي للظهور بعد 5 سنوات

بعد خمس سنوات من الاختفاء، عاد زعيم تنظيم داعش أبوبكر البغدادي، ليظهر من جديد خلال فيديو نشرته وكالة تابعة لـ"داعش" عبر قنواته على تطبيق "تليجرام"، تحدث فيه عن أحداث سريلانكا وثورات المنطقة العربية الأخيرة، بالإضافة لحديثه عن بيعات التنظيم في بوركينا فاسو ومالي، وهزيمة التنظيم في الباغوز.

وكان آخر ظهور لزعيم التنظيم في يوليو عام 2014، من خلال مقطع فيديو بثته إحدى المنظمات التابعة لـ"داعش"، وهو يلقي خطبة الجمعة الماضية، بالجامع الكبير "النوري" في مدينة الموصل العراقية، على حسب زعم المنظمة، وذلك عقب شهر واحد من إعلان تأسيس "داعش" وتنصيبه خليفة لها.

ومنذ ظهور البغدادي في عام 2014 خلال مقطع فيديو، اقتصر خروجه لأتباعه ومريديه على التسجيلات الصوتية، والتي كان آخرها في أغسطس من العام الماضي، بمناسبة عيد الأضحى المبارك، والذي تحدث فيه خلال 55 دقيقة عن نية التنظيم نشر نفوذه عبر المنطقة.

الدكتور أحمد غباشي، الخبير في الجماعات الإسلامية والتنظيمات الإرهابية، قال إن تنظيم "داعش" يلفظ أنفاسه الأخيرة، ويحاول إنقاذ نفسه من الموت عن طريق عودة مدوية، وهو ما شهدته سريلانكا خلال الأيام الماضية، وأعقبه ظهور زعيم التنظيم للمرة الأولى منذ 5 سنوات.

وفجر انتحاريون أنفسهم خلال "أحد الفصح" في فنادق وكنائس خلال تأدية قداس العيد، وتبنى تنظيم "داعش" الهجمات الدامية، وأوقف أكثر من 150 شخصا في الأيام الثمانية الماضية في إطار التحقيق بشأن الهجمات، وقتل أكثر من 15 شخصاً في عمليات لقوات الأمن تلت الهجمات، وأعلنت الحكومة حال الطوارئ لتتيح لقوات الأمن التصرف بحرية أكبر في ملاحقاتها للمشتبهين.

غباشي أضاف في تصريحات لـ"الوطن" أن حديث البغدادي في بداية ظهوره عن هزيمة التنظيم في "الباغوز" واعترافه بها، يأتي في إطار إضفاء المنطقية والمصداقية على حديثه التالي، والذي يرغب من خلاله توجيه رسالة بأن التنظيم رد بكل قوة على تلك الهزيمة من خلال تفجيرات سريلانكا، أي الدعاية من جديد لوجود التنظيم بقوة.

دلالة أخرى لتوقيت ظهور البغدادي، حيث أوضح خبير الحركات الإسلامية والتنظيمات الإرهابية أنها تتمثل في رغبته الشديدة في استغلال الثورات الجديدة في المنطقة العربية، والتي شهدتها السودان والجزائر، لكسب أرض جديدة بعد خروجه من العراق وسوريا، متوقعًا أن تشهد الدولتان نشاطًا للتنظيم في الفترة المقبلة.

من جانبه، أكد محمود كمال، نائب رئيس الجمعية العربية للدراسات الإقليمية والاستراتيجية، والمتخصص في شؤون الحركات الإرهابية، أن "داعش" لم تنتهِ بعد، رغم هزيمتها في المنطقة العربية، وتحاول إعادة التمركز من جديد في دول آسيا مثل سريلانكا وهونج كونج، وأفريقيا في دول مثل مالي وبوركينا فاسو والحدود الكونغولية الأوغندية.

كمال أضاف لـ"الوطن" أن ظهور البغدادي في هذا التوقيت له دلالات عديدة، تتمثل في محاولة استغلال حادث سريلانكا للترويج من جديد لتنظيم "داعش"، والتغلب على حالة الانشقاقات والضعف المنتشرة داخل التنظيم في الوقت الحالي، وإعادته للصورة من جديد.

رسالة إلى العالم، أراد زعيم التنظيم إرسالها ليؤكد أن "البعبع" الذي أرعب العالم خلال السنوات الماضية ما زال موجودا ولم ينتهِ بعد، وفقًا لرؤية خبير التنظيمات الإرهابية، حيث يرغب زعيم التنظيم في إعادة "داعش" للأذهان من جديد بعد هزيمته في العراق وسوريا.

كمال أكد أن ظهور البغدادي في التوقيت الحالي عقب سقوط نظامي بوتفليقة في الجزائر والبشير في السودان، يعتبر من أساليب الحرب النفسية الموجهة للشعوب العربية بالتحديد، ومفادها أن ربيعًا جديدًا قادما لا محالة، كما حدث في الموجة التي بدأت في عام 2011، والتي ساعدت في ظهور التنظيم وخروجه إلى الحياة، حيث يريد البغدادي استغلال الثورات الجديدة لإعادة إحياء "داعش".

خبير التنظيمات الإرهابية يشير إلى رسالة أخرى أراد البغدادي إرسالها لرجال التنظيم في أرجاء العالم بظهوره في الوقت الحالي، يدعوهم خلالها إلى الاستمرار في تنفيذ عملياتهم والتوسع فيها كذلك، ليقضي على التشكيك في وجوده في الوقت الحالي، كما أراد توجيه رسالة لمموليه تعني "ما زلت موجودا"، يدعوهم فيها لاستمرار تمويل التنظيم.

وركز البغدادي في حديثه المطول، الذي لم يعرف بعد موعد تصويره أو موقعه، على ما جرى من أحداث في سريلانكا واعترافه بهزيمة التنظيم في الباغوز، فيما لم تظهر عليه علامات المرض أو التعب.

التسجيل الذي حمل عنوان "في ضيافة أمير المؤمنين"، ظهر فيه البغدادي بلحية طويلة بدا عليها الشيب ومحناة بعض الشيء، ويربط رأسه بمنديل أسود، وكان جالسا على الأرض إلى جانب آخرين أخفيت وجوههم.

وأعلن البغدادي، في الفيديو، أن الجماعة ستسعى للانتقام لمقتل متشدديها وسجنهم، مضيفا: "نفذنا 92 عملية في 8 دول انتقاما لما حصل لمقاتلينا في سوريا".

وأضاف أن المعركة في الباغوز، شرق دير الزور، بسوريا انتهت، لافتا إلى أن "معركة داعش اليوم هي معركة استنزاف ومطاولة للعدو".


مواضيع متعلقة