الكنائس تصلي لمصر والسيسي وضحايا العنف خلال قداسات "عيد القيامة"

كتب: مصطفى رحومة

الكنائس تصلي لمصر والسيسي وضحايا العنف خلال قداسات "عيد القيامة"

الكنائس تصلي لمصر والسيسي وضحايا العنف خلال قداسات "عيد القيامة"

أقيمت قداسات عيد القيامة في كل الكنائس بدون احتفالات بعد قصرها على الصلوات الطقسية فقط.

وترأس البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، القداس بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، فيما ترأس الأنبا إبراهيم أسحق، بطريرك الكنيسة الكاثوليكية، قداس العيد بكاتدرائية العذراء الكاثوليك بمدينة نصر، وترأس الدكتور القس أندريه زكي، رئيس الطائفة الإنجيلية، قداس العيد بالكنيسة الإنجيلية بمصر الجديدة، وترأس المطران منير حنا، مطران الكنيسة الأسقفية، قداس العيد بكاتدرائية جميع القديسين بالزمالك.

وأوفد الرئيس عبدالفتاح السيسي مندوبين عنه لحضور قداسات العيد، وشهدت الكنائس تشديدات أمنية كبيرة خشية وقوع أي أعمال إرهابية، وتعزيزات أمنية مكثفة، شملت تمشيط الشوارع الجانبية في محيط الكنائس، والتنبيه على الأقباط بعدم التجمع أمام الكنائس بعد الاحتفالات والانصراف الفوري، وعدم ترك سيارات بالقرب من أسوار الكنائس، وسرعة إبلاغ الأمن لدى مشاهدة أي جسم غريب دون العبث به، وعدم حمل ألعاب نارية أو شماريخ أو محدثات صوت أثناء الدخول للكنائس، ووضع الأبواب الإلكترونية بالكنائس خارج أبوابها، وزيادة عدد أفراد الخدمات الأمنية المعينة لتأمين الكنائس، ووجود حرم آمن حول كل كنيسة ونشر الصدادات الحديدية بمحيطها، والتأكد من هوية كل الأشخاص الداخلين للكنائس، ووجود خدمات من الشرطة النسائية، لأول مرة، بكل كنيسة، لتفتيش السيدات.

وتناولت كلمات الأساقفة ورؤساء الكنائس التي القيت أثناء قداسات العيد، الصلاة لمصر والرئيس السيسي والقوات المسلحة والجيش في مواجهة الإرهاب، وهنأ البابا في كلمته الأقباط بعيد القيامة، قائلا: "أرجو أن يكون هذا العيد، عيدا مباركا وعيدا مفرحا، وعيدا نشعر فيه بالإيمان والرجاء والمحبة ولكن أعظمهن المحب"، مشيرا إلى أن "القيامة" هي أساس العقيدة المسيحية، وأن الفرح يأتي عندما يمتلئ قلب الإنسان بالحب.

تواضروس: الفرح يملأ قلب الإنسان بالحب.. وإسحق: تحية إجلال للأبطال في سيناء.. وأندريه: مصر تتغير وتنتقل للأفضل.. وحنا: علينا الانتصار على الخوف والكراهية

وتحت عنوان "استيقظ أيّها النائم وقم من بين الأموات"، جاءت كلمة الأنبا إبراهيم إسحق، بطريرك الكنيسة الكاثوليكية، التي استهلها بالمطالبة بالاستيقاظ من الكسل والكراهية والتعصب، والإدمان بِكُلّ أنواعه، ومن كُلّ أعمال الظلمة، ومن الأوهام والأطماع، قائلا: "ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، فهو يحتاج إلى ما هو أعظم وأكبر من إشباع الغرائز، ففى كيانه عطش إلى الله وجوع إلى المحبّة والحنان وإلى السمو والترقي، وهذا كُلّه يحتاج إلى يقظة روحيّة".

وأضاف البطريرك: "استيقظ أيّها النائم، نداء موجّه إلى كُلّ مؤمن إلى كُلّ إنسان نائم بين الأموات نائم في الشرِ، في محبّة العالم، فالاستيقاظ هو أوَّل فعل علينا أن نقوم به إنْ أردنا أن نحب الحرّيّة والسّلام والفرح، في زمنٍ يعّم فيه الغمّ والخوف والصراع الداخليّ والخارجيّ، فالحياة غير الواعية لا تستحق أن تعاش، والإنسان المستيقظ هو الواعي، الحاضر بِكُلِّ حواسه وذهنه مع نفسه، ومع الكون ومع الآخرين، هو من لا يعيش حياته بِالشرود أو الهروب أو التأجيل أو الاحباط أو اليأس، ففي الاستيقاظ وعي، وفي الوعي قيامة وحياة".

وأعلن بطريرك الكاثوليكية، الصلاة من أجل أن يعم السلام في العالم، ومن أجل شهداء المسلمين والمسيحيين في نيوزيلاندا ونيجيريا، قائلا: "نرفع صلاتنا متحدين مع البابا فرنسيس الذي يبذل كُلّ جهدٍ ليكون رسول المحبّة والسلام زارعًا الوحدة والحب والتضامن والاحترام، ونصلي من أجل أن يعمَّ السلام عالمنا المثقل بالآلام والأحزان، ونصلي من أجل جميع الشهداء ضحايا العنف والتطرف والجهل، شهداء نيوزيلاندا وعائلاتهم، وشهداء نيجيريا وعائلاتهم وكل الشهداء الذين يصعدون إلى ربِّهم وقد لا يشعر العالم بهم".

وأضاف بطريرك الكاثوليك: "نصلي من أجل مصرنا الحبيبة ورئيسنا الذي يسعى بِكُلِّ إخلاص وجهد لبناء ونهضة هذا الوطن، نلتمس من الله عزّ وجلّ أن يحفظه وأن يمده بالصحة، كما نصلي من أجل جميع المسؤولين وجنود الوطن، ورجاؤنا قوي في أن تنهض بلادنا بالمحبّة والعدل والمساواة والإخلاص، تحية وإجلالاً للأبطال في سيناء وفي كل مكان الذين يسهرونَ من أجل صيانة الأرواح والحياة، تحية لِكُلِّ أم تشعل في بيتها نور الحب والعطاء، تحية لِكُلِّ أبٍ يتفاني في تربية أولاده وخدمة وطنه، تحية لكل إنسان يجتهد لإسعاد الإنسان الآخر، تحية لكل إنسان يعمل للسلام وللتعايش وخير البشرية".

واختتم الأنبا إبراهيم إسحق كلمته بإعلان الصلاة من أجل البلاد العربية التي تعانى الحروب، قائلا: "آن الأوان للتفرغ لبناء الإنسان ومستقبله ولأجيالنا القادمة، إنَّ الأعياد هي فرصة روحيّة لكي نبادر دومأ بأعمال الخير والعطف على كُلّ إنسان. ونلتمس أن يحفظ الله شعب مصر في وحدته المقدسة وإيمانه الثابت والعميق فننعم بالسلام والعدل والمحبّة".

فيما حملت كلمة الدكتور منير حنا، مطران الكنيسة الاسقفية الإنجليكانية بمصر وشمال أفريقيا والقرن الأفريقى، عنوان: "قيامة المسيح وكيف نحياها"، والتي استهلها قائلا: "إن قيامة المسيح هى انتصار مستمر على الموت والحزن والخوف، وهذا الانتصار متاح لنا أن نعيشه اليوم بالحياة فى مخافة الله ولنتخذه ملكاً ورفيقاً لرحلتنا فى هذه الحياة".

وأضاف حنا: "هذا يعنى أن نسير أثر خطوات المسيح، ونرتفع فوق اهتمامات العالم وشهواته، وننتصر على الكراهيه بالحب، وعلى الخوف بالثقه، وعلى آلام العالم الحاضر بالرجاء وانتظار مجئ المسيح، دعونا نقوم مع المسيح الذى قام منتصراً على الموت والخوف والكراهية".

والقى القس أندريه زكي، رئيس الطائفة الإنجيلية، كلمة خلال الاحتفال الرسمي للطائفة بعيد القيامة، حملت عنوان "القيامة والتجديد الدينى"، ودعا للتجديد الروحى والدينى فى إطار أن القيامة حرية ولحظة أمل فى مواجهة الموت ولحظة انتصار، ودعا الكنيسة للعبور من عقلية البقاء إلى عقلية الانتصار، كما دعا الدولة للاستمرار فى جهود الانتصار وتحقيق وفرة من الأمان ومواجهة الإرهاب وتحقيق الحلم الاقتصادى، ووجه رسالة للمصريين كلهم بالسلام والمحبة، مؤكدا أن مصر تتغير وتنتقل من مرحلة إلى أفضل، وأن السنوات المقبلة ستشهد تغييراً كبيراً لصالح مصر والمصريين.

وشكر زكي، رئيس الطائفة الإنجيلية، الرئيس عبدالفتاح السيسي، وقال "زكي": اسمحوا لي بداية أن أوجه رسالة محبة وتقدير للرئيس عبدالفتاح السيسي، على ما يبذله من جهود مضنية في ترسيخ دعائم دولة المواطنة والمساواة والمتمثلة في قرار لجنة توفيق الأوضاع الكنائس بتقنين وضع 159 كنيسة ومبنى خدمات وبيوت مؤتمرات تابعة للطائفة الإنجيلية، من إجمالي 894 كنيسة ومبنى تمت الموافقة على تقنين أوضاعها لجميع الطوائف المسيحية في مصر.

واضاف زكي انه يثق ان ما ينجزه الرئيس في مجال تقنين الكنائس غير المرخصة سيكتب في تاريخ وطننا بحروف مضيئة كمرحلة فارقة تنقل مصر الي عهد جديد.وتابع زكي: أتطلَّعُ لكنيستي وهي تنتقلُ منْ مفهومِ البقاءِ إلى مفهومِ الانتصارِ، وإلى بلادِي وهي تنطلقُ في رحلةِ التجديدِ من خلالِ العملِ والوعيِ والجَهدِ الشاقِّ والرغبةِ في العبورِ إلى المستقبلِ، والحرصِ على سلامةِ المجتمعِ، وذلكَ في إطارِ منظومةِ القِيَم الإنسانيةِ المبدعةْ.وهنأ زكي، الشعب المصري، بنتيجة الاستفتاء على التعديلات الدستورية، وقال زكي إن التعديلات الدستورية خطوة هامة في سبيل استكمال مسيرة التجديد والتغيير والتطوير.

وهنأ رئيس الطائفة الإنجيلية جموع المسلمين بقرب حلول شهر رمضان المبارك.

 


مواضيع متعلقة