"أم غادة" تكحل الأطفال في سبت النور: "سنة عن الرسول"

كتب: دعاء عرابي

"أم غادة" تكحل الأطفال في سبت النور: "سنة عن الرسول"

"أم غادة" تكحل الأطفال في سبت النور: "سنة عن الرسول"

في أحد جوانب شارع الزيني، بمنطقة شبرا الخيمة، تجلس مُكحلة العينين، يتراص أمامها بعض سكان منطقتها كبارًا وصغارًا، تضع "إصبعها" داخل ورقة مليئة بالكحل "البودر" شديد السواد، تزين من خلاله أعين جميع جيرانها، ورغم ديانتها الإسلامية، تحتفل "أم غادة" بسبت النور، كل عام.

 تستعد "أم غادة"، المرأة الستينية مع مجيء صباح يوم سبت النور، لتنفيذ العادة التي ترثها عن والدتها منذ أكثر من 30 عاما، بصناعتها الكحل "البودر" الذي لم يعد منتشرًا الآن، خصيصًا لهذا اليوم داخل منزلها من خلال بعض المواد الخاصة بها، تشتريها: "بروح للعطار اللي متعودة اتعامل معاه قبل سبت النور بيوم، وأشتري منه حجر أسود وعرق حلاوة وشوية مواد تانية سر الصنعة وبخلطهم مع بعض وبعمل كحل حامي بكحل به الكبار و البارد بكحل به الأطفال علشان مش هيستحملوه".

توزع أم غادة، بعض اللألعاب والبلالين على الأطفال لاستقبطابهم لتكحيل أعينهم: "الكحل دا سنة عن الرسول وبينزل الدمعة الفاسدة من العين وأحسن بكتير من الأقلام اللي ظهرت اليومين دول ومبيعملش حساسية، وأنا بفرح بلمة الأطفال حواليا وبعد ما أكحلهم بقوم أهز لهم شجرة التوت اللي عندنا في الشارع علشان ياكلوا منها".

ورغم احتفالها بسبت النور، وتكحيل الأطفال، ترفض أم غادة، الأم لستة أولاد، مطالبات بعض جيرانها بشراء الكحل منها مقابل مبلغ مالي، للتكحيل داخل المنزل وتقابل هذا بالرفض مع إصرارها بذهاب المرأة إليها لتكحيلها في الشارع بنفسها: "أنا مش بتاجر في الكحل، أنا بعمله لله وعلشان عادة خدنا عليها كل سنة، بضايق لما اشوف واحدة بعتالي فلوس مع ابنها طالبة ورقة كحل ولا تزعق لابنها علشان كحلته دا انا بجملها هي وعيالها".


مواضيع متعلقة