حوار| رئيس "العربي الأوروبي": المشاركة في الاستفتاء ضربة لـ"الإخوان"

حوار| رئيس "العربي الأوروبي": المشاركة في الاستفتاء ضربة لـ"الإخوان"
أكد رئيس المنتدى العربي الأوروبي للحوار وحقوق الإنسان أيمن نصري، أن كثافة المشاركة في الاستفتاء على التعديلات الدستورية 2019 يعد صفعة وضربة موجعة لجماعة الإخوان الإرهابية التي دعت المواطنين لمقاطعة الاستحقاق الدستوري.
وقال "نصري"، في حوار لـ"الوطن"، إن المصريين رفضوا هذه الدعوات التي صدرت عن الجماعة، ووجهوا كذلك رسالة للمجتمع الدولي مفادها أننا قادرون على صنع مستقبلنا واختيار نظامنا السياسي دون الحاجة إلى إملاءات خارجية.
ودعا إلى ضرورة فتح حوار مع المصريين بالخارج للوقوف على أسباب ضعف نسبة المشاركة لديهم في الاستحقاقات الدستورية والعمل على حلها، وإلى الحوار..
* كيف تابعتم عملية التصويت خلال الاستفتاء على تعديل الدستور؟
- لم نتقدم رسميا لمتابعة الاستفتاء على التعديلات الدستورية بسبب ضيق الوقت لإحضار متابعيين دوليين من الخارج وتجهيز الترتيبات اللوجيستية لهم ولكن تابعنا عملية بشكل غير رسمي بهدف الخروج بتقرير محايد عن سير عملية التصويت خاصة بالداخل بهدف عرضه على الدول الأعضاء في المجلس الدولي لحقوق الإنسان وأيضا الرد على الملاحظات والاستفسارات منهم بخصوص عملية التصويت بشكل عام.
* لديكم خبرة في متابعة الاستحقاقات الدستورية.. ما الأمر المميز الذي لمستوه في هذا الاستحقاق؟
- بالفعل تابعنا من قبل الانتخابات البرلمانية 2015 والانتخابات الرئاسية 2018 في الداخل والخارج من خلال تحالف ضم عددا من المنظمات المحلية والدولية، وأهم ما يميز هذا الاستحقاق هو نسبة المشاركة المرتفعة وخاصة من السيدات، والتعامل الراقي من رجال الأمن مع المتابعين الدوليين وتيسير عملهم في المتابعة داخل اللجان وهو ما يعد تغيرا واضحا وملموسا في تغير ثقافة رجال الأمن في تعاملهم مع المنظمات الدولية والمتابعين.
* في تقديرك.. هل لاقت دعوات المقاطعة استجابة من الشارع؟
- على العكس تماما حملات المقاطعة والتشويه في الخارج من جماعة الإخوان وبعض المنظمات الحقوقية الدولية التي تزامنت مع الاستفتاء جاءت بنتائج عكسية وزادت من إصرار المصريين على المشاركة في الاستفتاء من منطلق الحفاظ على الحق الدستوري بالمشاركة في صنع القرار السياسي والعملية الانتخابية وأرقام المشاركة تعكس ذلك بالفعل، نسبة 44% هي نسبة جيدة جدا مقارنة ببعض الدول الأوروبية وعلى رأسها فرنسا التي بلغت فيها نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية 2017 28% فقط، وهي صفعة وضربة موجعة للجماعة ومن يقف خلفها.
* وماذا عن ادعاءات الجماعة الإرهابية حول شراء الأصوات والضغط على المواطنين للتصويت بـ"نعم"؟
- هذا ليس بجديد على الجماعة الإرهابية هذا خامس استحقاق دستوري بعد ثورة 30 يونيو وفي كل استحقاق تظهر هذه الادعاءات والتي الهدف منها هو التقليل من حجم الإنجازات السياسية ومحاولة استغلال بعض السلبيات الصغيرة والتي تحدث في كثير من دول العالم بهدف تشويه سمعة مصر من خلال التشكيك في نزاهة عملية التصويت، نتيجة للخلاف بين الشعب المصري والجماعة الإرهابية.
«نصري»: تجاهل دعوات المقاطعة دليل على وعي الشعب المصري بأهمية المشاركة في صنع المستقبل
* ما الرسالة التي أراد المصريون توجيهها من خلال المشاركة بكثافة في الاستفتاء؟
- رسالة قوية واضحة مفادها أن المصريين عازمون على المشاركة بقوة في الاستحقاقات الدستورية بهدف المحافظة على الحق الدستوري والمشاركة في صنع القرار السياسي كأحد أهم مكتسبات ثورة 30 يونيو وتغير ثقافة المصريين في المشاركة، كما كانت هذه المشاركة بمثابة صفعة على وجه الجماعة الإرهابية التي تحاول جاهدة التشويه المتعمد للدولة المصرية، وللمجتمع الدولي وأيضا تؤكد فيها حق المصريين في اتخاذ قرارتهم السياسية بما يناسبهم ودون إملاءات أو تداخلات من الخارج.
* ماذا عن المصريين بالخارج وهل الإقبال جاء بالشكل المرضي؟
- من خلال متابعة التصويت رصدنا مشاركة كثيفة في عدد من الدول التي بها كثافة تصويتية عالية ولكن لم يتثنَ لنا معرفة حجم المشاركة الفعلية لأن الهيئة الوطنية للانتخابات لم تعلن بشكل مفصل نسبة مشاركة المصريين بالخارج، لكن بالعودة لمشاركة المصريين بالخارج في الانتخابات الرئاسية 2018 إجمالي من قام بعملية التصويت 158 ألفا من إجمالي 9.5 مليون عدد رسمي وهو الرقم الذي يتناسب مع حجم المصريين في الخارج ولا حجم التسهيلات التي قدمتها الدولة المصرية لتسهيل مشاركة المصريين في الخارج في الاستحقاقات الدستورية وهو ما يتطلب فتح حوار مجتمعي بين وزارتي الهجرة و الخارجية واتحادات الجاليات بالخارج ومنظمات المجتمع المدني بهدف الوقوف على نقاط الضعف وأوجه القصور ومعالجتها والخروج ببعض التوصيات التي تساعد من رفع نسب المشاركة في الاستحقاقات القادمة لأن المصريين بالخارج هم الدفاع الأول عن الدولة المصرية ومشاركتهم بشكل أكبر هي رسالة واضحة لكل من يحاول أن يسيء لسمعة مصر ويقلل من حجم الإنجازات.