بالفيديو| "مصر تستطيع" أول برنامج يكشف أسرار ملحمة "أنفاق بورسعيد"

كتب: محمد أسامة رمضان

بالفيديو| "مصر تستطيع" أول برنامج يكشف أسرار ملحمة "أنفاق بورسعيد"

بالفيديو| "مصر تستطيع" أول برنامج يكشف أسرار ملحمة "أنفاق بورسعيد"

وعد أن تشرق لمصر شمس جديدة وأوفى بوعده، وضع على عاتقه رفعة مصر وشعبها فتجسد ذلك في قرارات شهد لها القاصي والداني بالجرأة والقوة.

آمن بفكرته شباب مصري نقي فهجروا الوادي واتجهوا إلى الصحراء يخوضوها كما يخاض البحر، فذلل لهم العقبات ووضعهم نصب عينيه ويسر لهم حياة في الصحراء لا تقل عن حياة المدن وتدريبا على أعلى مستوى في أعرق الشركات وأكبرها ليكونوا عون مصر مستقبلا.

قرار اتخذه الرئيس عبدالفتاح السيسي بربط سيناء بالدلتا عن طريق عدد من الأنفاق؛ فلبى أبناء مصر من المهندسين والعمال النداء وبدأوا العمل منذ مايو 2015 كي يسلموه قبل موعده. 

مشروعات عملاقة وراءها نساء ورجال على قدر كبير من المسؤولية رافقتهم كاميرا برنامج "مصر تستطيع" الذي يقدمه الإعلامي أحمد فايق على شاشة "dmc"، ليوثق عملهم ويسلط الضوء على الجندي المجهول وراء كل عمل عظيم.

لقطات شاهدها الشعب المصري، لأول مرة لملحمة جديدة لا تقل عن ملحمة عبور القناة واسترداد سيناء.

قال "فايق" متغنيا بما فعلته أيادي المصريين: "من هنا هيكون مستقبل مصر وأكل عيش ملايين من المصريين".

وأضاف أن نفقي بورسعيد يبعدان عن العريش 120 كيلومتر، ويبعدان 20 دقيقة فقط عن بورسعيد، وأضاف أن النفقين يعملان ضمن المشروع القومي للأنفاق حيث سيتم إنشاء نفقين آخرين بالإسماعيلية وغيرهما.

وتابع: "على بعد خطوات من أنفاق بورسعيد سيكون فيه 9 أرصفة بحرية تابعة لميناء بحري بمحور تنمية قناة السويس، ومنطقة صناعية يشارك فيها دول كتير".

فيما قال المهندس هاني عازر، الخبير المشرف على مشروع أنفاق بورسعيد، إن الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة بذلت مجهودات جبارة منذ الساعات الأولى لبدء مشروع أنفاق بورسعيد.

وأضاف خلال استضافته بالبرنامج، أن المهندسين والمهندسات والعمال بذلوا مجهودات جبارة للانتهاء من المشروع والوصول به إلى بر الأمان: "أنا في غاية السعادة إن حلم المهندسين وحلمنا تحقق"، مشيرا إلى أن المشروع واجه العديد من التحديات منذ بدأ العمل فيه على الأرض سواء من الناحية الفنية أو الإدارية.

واستطرد أن الرئيس عبدالفتاح السيسي كان له هدف واضح وأمل أن نبني أنفاقا بأيادٍ مصرية وبشركات مصرية، "كان أمل الرئيس إننا نتعلم ونقوم على رجلينا لوحدنا عشان في المستقبل نقدر نعمل أنفاق من غير أي أجنبي أو مساعدة من حد".

وأشار إلى أن المشروع إذا أراد الألمان أن يقوموا به في بلدهم، سيستغرق إنشاؤه من عامين إلى 3 أعوام، مؤكدًا أن ذلك الأمر غير مقتصر على ألمانيا، ولكن على أوروبا ككل: "فيه أنفاق بدأت في نفس الوقت مع نفق بورسعيد، ولسه مخلصتش حتى الآن".

وواصل: "كان فيه طموح غريب ورغبة عند الشباب إنهم ينتهوا من المشروع في أسرع وقت، وكانوا بيتخانقوا على الورديات، وكان كل واحد عايز يعمل ورديتين تلاتة، ومش عايز يروح البيت، وكان فيه حماس بين الفِرَق".

وتابع الخبير المشرف على مشروع أنفاق بورسعيد، أن الرئيس عبدالفتاح السيسي، اشترط على مدير الشركة المنتجة للحفار المستخدم تدريب المهندسين المصريين، "بالفعل وافق مدير الشركة في الحال وراح الشباب وتعلموا تفكيك الماكينة وتشغيلها"، مشيرا إلى أن الحفار عبارة عن عمارة طولها 5 طوابق.

وأوضح: "الرئيس السيسي يسعى دائما لنقل خبرات الأجانب لينا عشان إحنا اللي نعمل أنفاقنا بنفسنا بعد كدا سواء في مشاريع مترو الأنفاق أو غيرها".

وأكد على أن المهندسين المصريين أذكياء للغاية، ويتميزون بالانضباط الشديد والتحكم الكامل في التحديات التي تواجههم، "قادرين على إظهار ذكاءهم مع تواضع شديد للغاية، مهندسين الفنية العسكرية مثلا عمرك متلاقي مناخيرهم في السما بل على العكس في منتهى التواضع، ولو عايز تقارن بين النفق ده وأي نفق في أوروبا قارن، وهتلاقيه زيه أو أفضل منه".

وقال المهندس أنيس ديمتري، مدير مشروع أنفاق بورسعيد، إن المشروع يعتبر من أضخم وأكبر أنفاق السيارات في العالم، مشيرا إلى أن القطر الداخلي للنفق يبلغ 11.5 متر، بحارتي مرور تستوعب جميع سيارات النقل الثقيل الحالية والمستقبلية.

وأضاف: "مهما بلغت أحمال النقل المستقبلية لأي سيارة فالنفق قادر يشيلها، وعندنا رؤية إن النفق يمر منه جميع الأحمال حتى الأحمال الخطرة والمواد شديدة الاشتعال وكل دا معمول حسابه".

وأكد المهندس محمد أبو دشيش، مدير عام مشروع أنفاق بورسعيد، إن فائدة إقامة مثل هذا المشروع في هذه المنطقة هو تسهيل حركة المرور للمنطقة اللوجيستية المخطط لها بمنطقة قناة السويس، موضحا أن المشروع سيخدم المنطقة الصناعية التي يجري إقامتها في الوقت الحالي، وكذلك المزارع السمكية سواء في منطقة بالوظة أو المزارع الخاصة بهيئة قناة السويس.

وتابع أنه كان من المفترض أن يبدأ المشروع من الغرب وليس من الشرق لسهولة الحركة وإمكانية نقل المعدات لكن اضطررنا أن نبدأ من الشرق بسبب نزع الملكية والوقت الذي كانت ستستغرقه الأمور الإدارية.

واستطرد أن التربة التي تم الحفر بها كانت تربة بكر لم تمس وهي من أصعب أنواع التربة التي يتم العمل عليها، مشيرا إلى أن المحيط العام كان صحراء قاحلة، لذلك لجأت إدراة المشروع إلى إقامة معسكر كبير للعمال والمشرفين والمهندسين لإمكانية العمل لمدة 24 ساعة مجهز بكل إمكانيات الرفاهية وكذلك المطاعم، التي تم التعاقد معها لتقديم وجبات للعمالة وإقامتهم على خير وجه والترفيه.

وقالت المهندسة مروة إبراهيم، مسؤول هندسة وميكانيكا التربة بمشروع أنفاق بورسعيد، إن التربة المحيطة بالأنفاق كانت شبيهة بـ"الجيلي" ومن يقف عليها تغوص أقدامه حتى الركبتين و"شبيهة بالرمال المتحركة".

وأضافت " كان لازم نظبط التربة عشان نجيب الونش اللي هيشيل العمال والآلات ويتحرك"، مشيرة إلى أنه تم عمل تجارب كثيرة واختبارات لمعرفة خواص التربة، "الاختبارات كانت لازمة لأنها هتنعكس على تصميم النفق نفسه وعملنا اختبارات كتيرة جدا عشان نعرف الخواص، ودا يعتبر من الأنفاق اللي تعد على الأصابع في العالم اللي تم إنشاءها في تربة طينية لأن العادة إن الأنفاق تكون في صخور أو تربة رملية وقليل جدا اللي تبقى في تربة طينية".

واستطردت: "عملنا اختبارات عشان نحافظ على قناة السويس عشان وإحنا معديين تحتها وبدأنا بخبرات أجنبية وبعد كدا نفذنا وكملنا من نفسنا بخبرات مصرية 100%".

وأوضحت: "وإحنا ماشيين في مكان معين داخل الأنفاق حصل خروج لغاز الميثان واللي كان من الممكن أن يسبب الاشتعال في أي وقت، وعملنا مجموعة من فتحات التهوية بأعداد كبيرة، لضمان إن الدنيا تكون أمان وكان تحدي كبير بالنسبة للمشروع والفريق كله".

وأكدت المهندسة ماريان عياد، مشرف المكتب الفني بتصميمات مشروع "أنفاق بورسعيد"، إنه لكي تدخل ماكينة الحفر العملاقة للبدء في عمليات الحفر كان لابد من وجود حوائط لوحية بعمق أكثر من 40 مترا.

وأضافت عياد أن هذا العمق كان تحدٍ شديد جدا للمشروع والمهندسين، مشيرة إلى أن العرض تراوح بين 2.80 مترا إلى 6.50 مترا، موضحة أن إدارة المشروع استعانت في البداية بخبرات أجنبية ثم أدارت المشروع بعد ذلك بتطوير خبرات الخبراء الأجانب، "وصلنا إن الرسمة الهندسية اللي معانا عن المشروع تقدر توصل بيها المعلومة للاستشاري الهندس وفي نفس الوقت توصل به المعلومة للعامل".

وأشارت: "واجهنا تحدي إن الحوائط اللي بتتعمل فيلا سنتين عملناها في شهور ودا اللي خلى الأجانب منبهرين ومش مصدقين إننا انتهينا من دا في المدة القصيرة دي، ودا خلانا نجيب ماكينات كتير من برا".

وعرض البرنامج تقريرا من داخل أنفاق بورسعيد، يُظهر خلاله التقنية المستخدمة في بناء المشروع، عن طريق تجميد التربة المحيطة.

وقال المهندس إيميل رشدي، المدير التنفيذي بمشروع أنفاق بورسعيد، خلال استضافته بالبرنامج، إن الفكرة التي تقوم عليها عملية التبريد، هي تبريد المنطقة المحيطة بالنفق في درجة حرارة -25، مشيرا إلى أن عملية التجميد تمت بسبب وجود النفق على عمق 50 مترا تحت الماء، وذلك لكي يتم الحفر بسلاسة، "لأننا لو مجمدناش المياه، مش هنقدر نحفر"، وأن هذه المهمة هي الأصعب على الإطلاق، لأن أي خطأ بها كان سيسبب كارثة.

وأوضح المهندس صفوت حليم، مدير تنفيذي بمشروع أنفاق بورسعيد، إن الأرض التي تم إنشاء أنفاق بورسعيد بها، كانت عبارة عن "جيلي" والذي كان يسبب "غرس" القدمين بها بمجرد لمس التربة، مشيرا إلى أن "الوزن العادي بتاع الشخص كان بيتسبب في إنه يغرس من 10 سنتيمتر إلى 40 سنتيمتر".

وأشار إلى أن الأمر تطلب عمل ما يسمى بـ"تحسين لخواص التربة": "عملنا تجارب معملية على التربة، وتجارب تنفيذية، عشان نحسن خواص الأرض، وشوفنا إن المباني الخفيفة هيتم ردم التربة تحتها بارتفاع متر، والمباني الأساسية هيتم ردم 2.5 متر"، مشيرا إلى أنه تم استخدام 2.5 مليون متر مكعب مواد محجرية من سيناء وتسليح الأرض".

واستطرد: "وفرنا للمهندسين والعمال جيم وملعب ومطاعم ووسائل ترفيهية"، مشيرا إلى أن الـ"كامب" (مكان الإقامة) يتسع إلى ألفي عامل ومهندس.

وقال إكرام متواضع سليمان، أحد عمال مشروع أنفاق بورسعيد، إن مشروع الأنفاق هو حياته ويقضي فيه 60 يوما متواصلة ثم يحصل على إجازة، "أنا من أسيوط وعندي 45 سنة وعندي 3 أولاد وبنت، وبصحى الساعة 6 عشان أكون في المشروع الساعة 7، وبعد نص ساعة نكون في النفق"، وعن جودة الطعام أشار إلى أن إدارة المشروع تقدم طعاما جيدا للغاية.

وأوضح فؤاد سمير أحد عمال المشروع أن العمل بالمشروع عبارة عن شيفت 8 ساعات بالإضافة إلى سهرة 4 ساعات حسب الرغبة، وعن تواصله على مواقع التواصل أشار أنه لا يستخدم "فيس بوك" إلا ساعة واحدة يوميا فهو يدرس بالفرقة الأولى بكلية التجارة تعليم مفتوح.

وعرض البرنامج معلومات عن مشروع أنفاق جنوب بورسعيد الذي يقلص المرور من شرق القناة إلى غربها والعكس إلى 20 دقيقة، وجاء في التقرير أن المشروع بدأ العمل فيه منذ عام 2015، وتنفذه شركتا المقاولون العرب وأوراسكوم بإشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.

كما أن طول النفق الواحد 3920 مترا، وأن القطر الداخلي للنفق يبلغ 11.4 متر، و5.5 ارتفاع النفق، ويستوعب النفق 2000 سيارة في الساعة الواحدة، ويحتوي على 4 ممرات هروب عرضية للطوارئ، كما يبلغ عدد العمال المشاركين في المشروع 4500، ويتم الحفر بحفار يبلغ وزنه 2440 طن.


مواضيع متعلقة