نساء مصر وأنفاق أرض الذهب.. كواليس حلقة الخميس في "مصر تستطيع"

كتب: محمد أسامة رمضان

نساء مصر وأنفاق أرض الذهب.. كواليس حلقة الخميس في "مصر تستطيع"

نساء مصر وأنفاق أرض الذهب.. كواليس حلقة الخميس في "مصر تستطيع"

دائما ما تمدنا الشمس بالنور والأمل في صباح كل يوم؛ إلا أن النور هذه المرة لم يأتِ من السماء كعادته بل من جوف الأرض التي رُويت بدماء جنودنا البواسل.

أنفاق تربط بين أرض سيناء الطاهرة التي أبعدت عقودًا عن عمد وغير عمد وهمشت تنمويا على كل الأصعدة والدلتا الخصيبة، إلا أن الأمل والترياق عاد لها كإكسير الحياة بعد أن وضع الرئيس عبدالفتاح السيسي على عاتقه مهمة تنميتها وإعادة الحياة لها.

قرار اتخذه الرئيس بربط سيناء بالدلتا عن طريق عدد من الأنفاق؛ فلبى أبناء مصر من المهندسين والعمال النداء وبدأوا العمل منذ مايو 2015 كي يسلموه قبل موعده.

مشروعات عملاقة وراءها نساء ورجال على قدر كبير من المسؤولية رافقتهم كاميرا برنامج "مصر تستطيع" الذي يقدمه الإعلامي أحمد فايق على شاشة "dmc" ليوثق عملهم ويسلط الضوء على الجندي المجهول وراء كل عمل عظيم.

ونشر الإعلامي أحمد فايق عبر حسابه الشخصي على "فيس بوك"، صورا من كواليس حلقة اليوم الخميس، تجمعه بعدد من المهندسات والمهندسين؛ حيث وجه لهم الشكر على مجهوداتهم الجبارة في إتمام المشروع رغم مسؤولياتهم الأسرية.

"أم تميم وجواد، البنوتة الحلوة اللي اتخرجت من هندسة عين شمس، ومضيعتش سنين الدراسة والشغف وقعدت في البيت، لأ.. اتجوزت وهي بتشتغل، خلفت وهي بتشتغل، ربت ولادها اللي أعمارهم 11 و8 سنين وهي بتشتغل، بتغيب عن البيت كتير ولما بترجع بتعوض ولادها وتقولهم (كنت بابني لكم بكره)، بتقعد مع ولادها في البيت وتحكي لهم عن الساعات اللي بتغيبها عنهم بتعمل فيها إيه"، هكذا وصف فايق بشغف وانبهار إحدى مهندسات المشروع.

وأضاف: "تخيلوا، بتعمل إيه، بتعمل أنفاق، المهندسة مروة إبراهيم، مسؤول هندسة وميكانيكا التربة بمشروع أنفاق بورسعيد والإسماعيلية، المشروع القومي اللي هيتم افتتاحه عن قريب، اللي بيقرب سيناء من حضن البلد، وبيختصر المسافة إلى 20 دقيقة فقط بين بورسعيد وسيناء".

وتابع واصفا: "مروة واحدة من فريق أبهر الخبراء الأجانب وغير في مفاهيمهم، مروة واحدة من المهندسين اللي اشتغلوا على تربة طينية وراهنوا على قدرتهم حفر نفق بالحجم ده فيه، وده على خلاف المتبع في العالم كله، مروة بتحرج اللي عمالين يندبوا على مواقع التواصل الاجتماعي، كل ساعة بتقضيها في موقع العمل وسط مخاطر وتحديات وبعيدة عن حضن ولادها وأسرتها بيحرج ناس كتير، قاعدين يجلدونا ويجلدوا نفسهم، وبيدوروا في كل كوباية على النص الفاضي وبيملوه بإحباطهم ويأسهم وفشلهم".

واستطرد: "الثانية بقى ماريانا عياد مشرف مكتب فني للتصميمات بمشروع الأنفاق؛ يعني هندسة عين شمس، البنت اللي شربت الصنعة ودلوقتي بتقولي بمنتهى الفخر إن مصر دلوقتي عندها فريق مهندسين وعمال عندهم الـ know how في صناعة الأنفاق وهو الفريق الوحيد في أفريقيا اللي يقدر يعمل نفق كبير بالكامل ودون الاستعانة بخبرات أجنبية".

ويتابع فايق مندهشا من حالة الود والألفة التي تسود العمل رغم الإرهاق والعرق مجسدا مصر في نفقين يقود الأول منهما مصري مسلم ويقود الثاني مصري مسيحي هما "ديمتري وأبو دشيش".

كتب فايق: "ديميتري وأبو دشيش ده مش كود لعملية، ولا اسم حفار، ده ملخص لمصر بحالها، أيوه، مصر اللي صليب المهندس أنيس ديمتري مدير مشروع أنفاق بورسعيد، بيحضن هلال محمد أبو دشيش مدير عام مشروع أنفاق بورسعيد، ويطلعوا في الآخر مشروع أنفاق عملاق، بيشيل 40 ألف سيارة، تلاقي ديمتري في النفق الشمالي اللي بيودي من بورسعيد لسيناء، وفي الناحية التانية النفق الجنوبي اللي بيودي من سيناء لبورسعيد تلاقي أبو دشيش، والاثنين فخر الإنشاء والبناء اللي بيعمر كل شبر في مصر".

يسألهما فايق عن مكان الصلاة فيجيبا "النفق كله جامع وكنيسة"، وعن الطعام فتأتي إجاباتهما بود غير متصنع "الكامب بيجمعنا صيام وفطار"، وعن المشروع يأتي الحب والهيام بأرض الوطن "أهم حاجة عملناها في حياتنا"، ويستطرد فايق: "إجاباتهم واحدة ولسانهم واحد وحلمهم واحد".

وتذاع الحلقة، اليوم الخميس، في السادسة والنصف مساء على شاشة "dmc".


مواضيع متعلقة