«محمد على» ينتظر على باب قلعة الدراما بميزانية تفوق 11 مليون دولار

«محمد على» ينتظر على باب قلعة الدراما بميزانية تفوق 11 مليون دولار
اختفت المسلسلات التاريخية فى الآونة الأخيرة على الشاشات بصورة ملحوظة، رغم نجاح عدد كبير من المؤلفين فى إنتاج نصوص مدعومة بقراءات متعمقة عن شخصيات تاريخية مصرية لها بالغ الأثر فى التاريخ القديم والمعاصر، ومن أبرز تلك المشروعات المتوقفة مشروع مسلسل «محمد على»، الذى كان بصدد تجسيده الفنان يحيى الفخرانى، وأعلن عنه فى العام 2010، وتولت الكاتبة والمؤرخة لميس جابر كتابة السيناريو والحوار، وأسندت مهمة الإخراج لشادى الفخرانى.
ويروى العمل قصة حياة محمد على باشا، وبالتحديد فترة حكمه لمصر ما بين «1805 إلى 1848»، تلك الفترة الحافلة بالإسقاطات الدرامية الضخمة للأحداث التاريخية المهمة، التى أثرت بشدة فى صنع تاريخ مصر الحديثة، من مذبحة القلعة الشهيرة التى قضى فيها على المماليك إلى هزيمته الإنجليز فى موقعة رشيد، وحتى وصول الجيش المصرى إلى حدود عاصمة الخلافة العثمانية، واستنجاد الخليفة العثمانى بالدول الأوروبية لمواجهة الجيش المصرى، وغيرها من الأحداث الشيقة التى تمتلئ بها قصة حياة مؤسس مصر الحديثة، وكان من المقرر أن تنتجه شبكة قنوات الحياة، لكنّ التكلفة المبدئية قُدّرت وقتها بأكثر من 11 مليون دولار، وتأجل المشروع رغم انتقال حقوقه لأكثر من شركة إنتاج.
مؤسس مصر الحديثة أقرب حل لمواجهة الدراما التركية
كانت «جابر» قد اختارت تلك الشخصية نظراً لزخم تفاصيلها تاريخياً، رغم أن المشروع بدأ فى عام 2005 كعمل سينمائى، ثم تحولت الفكرة إلى مسلسل فى العام 2010، وأعادت «لميس» كتابة الحلقات مرة أخرى، وجلست على السيناريو مع مخرج العمل شادى الفخرانى لوضع التفاصيل النهائية الخاصة بالعمل، فى محاولة منها لتقديم جرعة تاريخية كاملة للمشاهد تخلد بذاكرته وتبعد عن التكرار أو التقليد.
جاء ذلك فى ظل الشعبية الواسعة التى يلاقيها أى عمل تاريخى فى السينما أو التليفزيون، فالأعمال التاريخية عموما تترك أثراً طيباً فى أذهان المشاهدين بمجرد عرضها، ورغم مرور السنوات على عرض العديد من هذه الأعمال ظلت قبلة محببة للمشاهدين كلما أعيد عرضها، وتظل الوسيلة الأقرب فى ذاكرة المشاهد لاستدعاء الأحداث التاريخية، وقدمت الدراما المصرية العديد من المسلسلات التى تحكى عن شخصيات وأحداث تاريخية، نستعرضها فى ما يلى.
"الملك فاروق وسراى عابدين" أدلة على شعبية الدراما التاريخية
من أبرز هذه المسلسلات «الملك فاروق»، الذى تدور أحداثه حول السيرة الذاتية لآخر ملوك مصر، الذين حكموها من أسرة محمد على، مؤسس مصر الحديثة، والذى ورث عرش مصر عن أبيه الملك فؤاد، وانتهى حكمه بقيام ثورة يوليو 1952، ونفى الملك فاروق إلى خارج مصر، ثم موته مسموماً بيد سيدة إيطالية بتدبير من بعض قادة ثورة يوليو. العمل كان من بطولة الفنان تيم حسن ونبيل الحلفاوى ومن إخراج حاتم على، وتأليف لميس جابر.
كما يعتبر مسلسل «عمر بن عبدالعزيز» من المسلسلات التاريخية التى قدمت من خلالها فترة تاريخية بصورة مشوقة، حيث رصد المسلسل السيرة الذاتية لخامس الخلفاء الراشدين «عمر بن عبدالعزيز»، بداية من نشأته كشاب أموى، وحتى وصوله إلى كرسى الحكم، وقيادته البلاد وحكمها بالعدل فى ظل عصر ملىء بالفتن والحروب، وكيف ساهم فى انتشار الفتوحات اﻹسلامية فى العالم، والأمر ذاته الخاص بمسلسل «عمرو بن العاص» عام 1983، الذى عرض السيرة الذاتية للحاكم والصحابى «عمرو بن العاص» بداية من نشأته ومعارضته للإسلام والمسلمين ثم التحول الذى حدث له وساهم فى دخوله اﻹسلام، انتقالاً إلى عبقريته وإدارته فى الحروب، ثم فتحه لمصر، وتوليه عرشها، وأبرز الأحداث التى حدثت بعهده، والعمل من إخراج عادل صادق وتأليف طه شلبى، ومن بطولة مجدى وهبة وأحمد مظهر. ومن الأعمال التاريخية المؤثرة مسلسل «سرايا عابدين» الذى ركز على الأجواء والكواليس الداخلية لقصر عابدين، ويحاكى المسلسل حياة الخديو إسماعيل بعد تسلمه العرش وحياته الاجتماعية، وكتبت قصته الكاتبة الكويتية هبة مشارى حمادة وأخرجه عمرو عرفة، يُعتبَر المسلسل أضخم دراما تاريخية عربية بتكلفة إجمالية بلغت 20 مليون دولار أمريكى، وشارك فيه أكثر من 250 فناناً عربياً.