يسرى الجندى: الدراما منصرفة عن التاريخ بسبب ارتفاع التكلفة
يسرى الجندى: الدراما منصرفة عن التاريخ بسبب ارتفاع التكلفة
شخصيات لعبت دوراً مهماً فى زمانها ما جعلها أيقونات خلّدها التاريخ فى صفحاته، يعتبر التاريخ العربى، وتحديداً المصرى، مليئاً بنماذج عظيمة تركت بصمة واضحة لا تخطئها العين، تستحق أن تروى حكاياتها، ولعبت دوراً كبيراً فى تكوين الثقافة المجتمعية لعقود طويلة، ولكن فى الفترة الأخيرة تراجع تقديم تلك الأعمال على القنوات التليفزيونية، فى الوقت الذى تقوم فيه بعض دول العالم بالتفتيش فى تاريخها القصير بحثاً عن شخصيات أو أحداث يصلح تقديمها فى عمل درامى، وأحياناً تكون مليئة بالمبالغات أو الأحداث المحرفة، وهو ما أشار إليه الكاتب يسرى الجندى، قائلاً: «من حق أى دولة أن تتناول تاريخها بالطريقة التى تراها حتى لو كانت مغلوطة أو مبالغاً بها، ليكون الرد الوحيد على تلك الأعمال هو مسلسلات درامية أخرى تقدم الحقائق بمعالجة مختلفة».
وأضاف «الجندى»، لـ«الوطن»: «المنتج هو المسئول الأول، ارتفاع تكلفة الأعمال التاريخية قد يكون سبب عزوف المنتجين عن تقديم هذا النوع من الأعمال، وهنا يجب أن يبرز دور الدولة التى يجب أن تهتم بتقديم الدراما التاريخية لما لها من أهمية كبيرة، لذلك يجب أن يكون للدولة دور حقيقى فى إنتاج الأعمال التاريخية، خاصة أن فى الوقت الحالى ينصب الاهتمام على الدراما الاجتماعية أو الكوميدية أو غيرها من أعمال البلطجة والمخدرات التى تسطح أدمغة المشاهدين، وبالتالى الإنتاج الخاص لا يتحمس لهذه المشاريع، وهم أنفسهم من يرون أن الجمهور لا يهتم بالدراما التاريخية، أو أنها لا تجذب المعلنين ولا تحظى بنسب مشاهدة عالية وهو أمر غير صحيح على الإطلاق، أذكر عند عرض مسلسل (السيرة الهلالية) فى سباق الدراما الرمضانية التف حوله المشاهدون وحظى بنسبة مشاهدة مرتفعة وسط الأعمال الدرامية المعروضة، فى النهاية الجمهور يحب العمل الجيد بغض النظر عن نوعه».
يمتلك الكاتب يسرى الجندى مجموعة من مشاريع الدراما التاريخية المؤجلة منها «شجر الدر»، الذى أجل تنفيذه قطاع الإنتاج بالتليفزيون أكثر من مرة، ما دفع «الجندى» إلى سحبه عام 2011، حيث أوضح: «التاريخ المصرى والسير الشعبية مليئة بالقصص التى يصلح تقديمها فى أعمال درامية ناجحة، فهناك فرق بين الشخصيات التاريخية حيث تكون لها أسانيد تاريخية قوية وإسهامات أو إنجازات فى وقتها، بخلاف الشخصيات التى يكون مصدرها القصص الشعبية يصعب تحديد أبعادها التاريخية، فى الوقت الحالى لدى مشروعان ولكنهما متوقفان منهما مسلسل «شجر الدر»، الذى يروى سيرة زوجة السلطان الصالح نجم الدين أيوب، التى تولت الحكم من بعده، وبالرغم من تم تقديمها فى أعمال من قبًل، ولكن هناك خطوطاً عديدة تحيط بشخصيتها وتاريخها، ولكن هناك انصرافاً كاملاً عن التاريخ فى أعمالنا الدرامية».
