أحد أبطال «الدفاع الجوى»: الإرادة والعزيمة مكّنتنا من تحقيق النصر.. وكنت أصطاد طائرات العدو كالذباب

أحد أبطال «الدفاع الجوى»: الإرادة والعزيمة مكّنتنا من تحقيق النصر.. وكنت أصطاد طائرات العدو كالذباب
أحد الأبطال الذين شاركوا بعزيمة وإصرار فى تحرير سيناء، واصطياد طائرات العدو التى تتسلل على ارتفاع منخفض دون رصدها بالرادار.. البطل المقاتل زغلول وهبة سليمان يتحدث لـ«الوطن» عن 4 سنوات عاشها كأحد المجندين بسلاح الدفاع الجوى، ويسرد قصصاً بطولية عن إسقاط أول طائرة معادية من طراز سكاى هوك، وإحباط مخططات العدو لاستهداف مطار أبوحماد بالشرقية.. وإلى نص الحوار:
كيف تم إلحاقك بسلاح قاذفات الصواريخ؟
- تم اختيارى مع مجموعة من الزملاء، حيث كان الاختيار بدقة وذلك خلال فترة التجنيد لهذا السلاح، التى جاءت وفقاً لمعايير محددة من حيث سلامة البدن وقوة الأعصاب وحدة الإبصار لأن قاذفات الصواريخ كانت أحدث ما زود بها جيشنا الباسل، وكان مضاداً للطائرات التى تطير على ارتفاع منخفض، وقام بتدريبنا عليه خبراء روسيون فى الإسكندرية ومعهم قادة وضباط مصريون أكفاء، وبعدها ذهبنا للجبهة فى 20 يونيو 1970 ثم تم توزيعنا على المواقع المختلفة.
المقاتل زغلول وهبة: أسقطت أول طائرة "فانتوم"
حدثنا عن دورك الذى كُلفت به فى تلك الفترة؟
- تدربت على قاذفات الصواريخ بارتفاع منخفض، التى تستهدف طائرات العدو، حيث كانت إسرائيل وقتها لها اليد العليا، وكانت تخترق الجبهة وخاصة بالطيران المنخفض الذى كان يضرب خلسة ويعود أدراجه بسهولة بسبب استحالة رصده وكانت هذه مهمتنا وهى أن نشتبك مع أى طيران من 50 م وحتى 800م ارتفاعاً، وفى يوم 30 يونيو 1970 كنت فى منطقة «الجفرة» بالسويس، وحدث هجوم من العدو فى السادسة والنصف من مساء ذات اليوم هاجمتنا 8 طائرات تطير على ارتفاع عالٍ جداً وضربوا منطقة خلفنا تسمى «الروبيكى» وتبعد عن «الجفرة» حوالى «15» كيلومتراً، ثم استهدفوا مخازن تعيينات وأسلحة وذخيرة الجيش الثالث، ودمروها بالكامل، ومن المؤكد أنهم قتلوا زملاء لنا وفى ذلك التوقيت تصادف وجودى بالموقع، ومعى رامى صواريخ وخمسة مراقبين جويين و2 إشارة و3 حراسة، وكنت وقتها حكمدار الموقع، واشتعلت غضباً ووجدت الفرصة سانحة للثأر خلال عودة الطائرات، حيث وجدت أمامى طائرة فانتوم ورصدتها لأطلق أول صاروخ فى حياتى حيث إننا فى التدريب لم نطلق صواريخ حية، بل تدربنا على الحاسب الآلى وكنت أرى الطيار داخل الطائرة رأى العين، والحمد لله أصاب الصاروخ الطائرة، وكانت أول طائرة فانتوم تقوم القوات المصرية بإسقاطها ولكنى شعرت للحظات بأن الصاروخ انفجر فىّ شخصياً لأن لسان اللهب الذى خرج من الخلف حرك رمال الحفرة التى كنت بها ومع حرارة الجو وارتدائى نظارة الضرب لم أكن أرى شيئاً ولم أستجمع ما حدث إلا عندما أحاط بى زملائى قائلين مهللين وفرحين: «الطائرة وقعت.. وقعت» فقلت لهم «الحمد لله»، وكانت الضربة انتقاماً لزملائنا، ثم توالى السقوط لعدد كبير من الطائرات وتحول هذا اليوم «30 يونية» إلى عيد الدفاع الجوى وكان فخراً لى أن أكون جزءاً من هذا العيد، وفى اليوم التالى حضر اللواء عبدالمنعم واصل، قائد الجيش الثالث، لتشجيعى عندما علم بإسقاطى للطائرة، وقام برفع الروح المعنوية للموقع كله.
وكيف كان لهذا الحدث رابط مؤثر فى تحقيق تحرير سيناء؟
- الحمد لله كان لى الفضل فى أن أكون أول من دق أول مسمار فى نعش قوات العدو بإسقاط الطائرة، وكنت شغوفاً باصطياد الطائرات الإسرائيلية، وأقوم باصطيادها كالذباب وهذا من أجل الثأر للأطفال والعمال الأبرياء الذين استهدفتهم الطائرات الإسرائيلية خلال فترات العدوان على مصر دون ذنب، وبالتالى كانت دفعة قوية وبداية الحماس الذى بدأ يدب داخل صفوف القوات بأننا قادرون، طالما لدينا الإرادة والعزيمة التى مكّنتنا من تحقيق النصر فى أكتوبر، والذى أدى بالطبع إلى التفاوض السياسى والحصول على أرض سيناء كاملة من موقع المنتصر لا المهزوم.