من الرهبنة إلى الإعدام.. القصة الكاملة لقضية مقتل رئيس دير أبومقار

من الرهبنة إلى الإعدام.. القصة الكاملة لقضية مقتل رئيس دير أبومقار
- أجهزة الأمن
- أحراز القضية
- أدلة الثبوت
- أولى جلسات محاكمة
- إجراءات أمنية مشددة
- إحالة أوراق
- إحالة للمفتى
- إدارة البحث
- آلام
- أبريل
- أجهزة الأمن
- أحراز القضية
- أدلة الثبوت
- أولى جلسات محاكمة
- إجراءات أمنية مشددة
- إحالة أوراق
- إحالة للمفتى
- إدارة البحث
- آلام
- أبريل
قضت الدائرة الثانية بمحكمة جنايات دمنهور، المنعقدة بمحكمة إيتاي البارود الابتدائية بمحافظة البحيرة، اليوم الأربعاء، بالإعدام شنقا على وائل سعد تواضروس، المعروف باسم أشعياء المقاري سابقاً، والراهب فلتاؤوس المقاري، عما أسند اليهما باتهامهما بقتل الأنبا "إبيفانيوس"، أسقف ورئيس دير أبومقار بوادي النطرون، وذلك بعد أخذ الرأي الشرعي لمفتي الجمهورية، وألزمتهما المصروفات.
صدر الحكم برئاسة المستشار جمال طوسون، وعضوية المستشارين شريف عبدالوارث فارس ومحمد المر، وبحضور فريد غرابة، وكيل النائب العام، وسكرتارية حسني عبدالحليم، وأكدت المحكمة، أن المتهمين ارتكبا كبيرة من أكبر الكبائر وأعظم الجرائم التي نهت الديانات السماوية عنها، كما أن المتهمين لم يمنعهما عن جرمهما كونهما راهبين، سلكا طريق الرهبنة طوعا ورغبة منهما وصولا لحياة ثرية مع الله، ولم يردعهما مكان ارتكاب الواقعة، ولم يراعيا كبر سن المجني عليه الذى بلغ من السن عتيا، كما لم يراعيا مكانته الدينية.
وأضافت: "بعد أن أطمأنت هيئة المحكمة، لأدلة الثبوت في هذه الدعوى، وتطابق الأدلة القولية مع الأدلة الفنية، قررت وبإجماع آراء أعضائها القصاص من المتهمين".
وكانت محكمة إيتاي البارود، شهدت إجراءات أمنية مشددة، أشرف عليها اللواء مجدي القمري، مدير الأمن، واللواء محمد هندي، مدير إدارة البحث الجنائي، والعميد عبدالغفار الديب، رئيس مباحث المديرية، فيما حضر المتهمان جلسة النطق بالحكم، وظهر عليهما التأثر الشديد، خاصة المتهم الثاني فلتاؤس المقاري، الذي ظل يردد ترانيم قبيل صدور الحكم، وهوه على سرير طبي بسبب إصابته بكسر في الظهر.
وكانت هيئة المحكمة، نظرت القضية على مدار عدة جلسات سابقة، استمعت خلالها لشهادة شهود الإثبات والنفي، من ضباط المباحث والرهبان، إضافة إلى أقوال المتهمين في القضية، والطبيبين الشرعيين، كما فحصت أحراز القضية التي شملت الأداة المستخدمة في الواقعة، وهاتفي المحمول الخاصين بالمتهمين، كما استمعت لمرافعة النيابة التي طالبت بتوقيع أقصى عقوبة على المتهمين، وأكدت أنهما ارتكبا الجريمة مع سبق الإصرار والترصد.
مقتل الأبناء أبيفانيوس
وتبدأ تفاصيل القضية في فجر يوم 29 يوليو الماضي، حينما قتل الأنبا ابيفانيوس رئيس دير أبو مقار، واكتشف الرهبان الجريمة وجرى إبلاغ الأمن بها ليبدأ قيادات وضلاط المباحث عملهم في كشف لغز القضية، ويجرى القبض على إشعياء المقاري وفلتاؤس المقاري، بتهمة قتل رئيس الدير، وتستمر القضية 233 يومًا من التقاضي والتحقيقات لتنتهي بالحكم بالإعدام على المتهمين.
وبدأت تطورات القضية، بالاستماع لكافة أقوال الرهبان والعاملين بالدير، ضيقت الأجهزة الأمنية الخناق على ستة من الرهبان كانوا قد شكلوا جبهة مضادة لرئيس الدير المقتول وتزعموا حركة ضده.
وفي الأول من أغسطس، وبعد أن وارى جسد الأنبا ابيفانيوس الثرى، أصدر البابا تواضروس سلسلة قرارات بعد اجتماع لجنة الرهبنة بالمجمع المقدس عرفت باسم قرارات ضبط الرهبنة الـ11 كانت تستهدف إعادة الحياة الرهبانية لسيرتها الأولى بعدما كشفت الحادثة عن خلل فيها، القرارات التي أعلنها البابا كانت ورقة تركها الأنبا ابيفانيوس وقدمها لمؤتمر الرهبنة قبل ثلاثة أعوام من مقتله.
وبعد اجتماع شؤون الرهبنة بيومين، جرى تسريب قرار تجريد إشعياء المقاري من رهبانيته على مواقع التواصل الاجتماعي، وتضمن القرار معه اسم الراهب القس يعقوب المقاري الذي أسس ديرا بعيدا عن أعين الكنيسة، ثم جرى نفي القرار حتى صدر ممهورا بخط البابا تواضروس وموقعا بخط يده بعدها بثلاثة أيام.
رحلة البحث عن الجناة
وأثناء التحقيقات، وبعد تضييق الخناق عليهما ضمن ستة رهبان مشتبه بهم، ابتلع إشعياء المقارى مبيد حشري كمحاولة للانتحار ولكنه نجا منها، ثم لجأ زميله فلتاؤس المقاري للانتحار بقطع شريانه في المرة الأولى وبعد علاجه وإسعافه سقط من أعلى مبنى العيادة في الطابق الرابع بالدير، وانتقل بعدها لمستشفى الأنجلو أمريكان بالقاهرة في حالة حرجة، بعد ساعات من إعلان قرار تجريد زميله إشعياء المقاري في السادس من أغسطس.
التوصل إلى المتهمين
فى 8 أغسطس، وجهت النيابة العامة تهمة القتل لوائل سعد تواضروس الراهب السابق بدير الأنبا مقار الذى حمل اسم إشعياء المقاري، وزميله فلتاؤس المقاري، وذلك في مقتل الأنبا ابيفانيوس مع سبق الإصرار والترصد، وذلك بعد اعتراف المتهم بجريمته والإرشاد عن أداة الجريمة وهو قضيب حديدي جرى العثور عليه بمخزن للخردة بالدير، بمساعد الراهب فلتاؤس المقاري، خوفا من انفضاح مخالفاتهم المالية والإدارية والأخلاقية.
في 25 أغسطس، أصدرت لجنة شؤون الأديرة والرهبنة بالمجمع المقدس، قرارا بنقل 6 رهبان من دير أبو مقار إلى 6 أديرة أخرى، وذلك بعد أن قام ممثلين عن اللجنة، تحت إشراف البابا تواضروس الثاني، بإجراء تحقيقات خلال الفترة الماضية مع عدد من الرهبان، وذلك بهدف إعادة ضبط الحياة الرهبانية بعد مقتل الأنبا ابيفانيوس، رئيس الدير، إذ يعتبر نقل الراهب من ديره بمثابة عقوبة كبرى فى الحياة الرهبانية.
في 23 سبتمبر 2018، كانت أولى جلسات محاكمة "أشعياء" و"فلتاؤس" في قتل "إبيفانيوس" أمام محكمة الجنايات، برئاسة المستشار جمال طوسون، وظهر فلتاؤس المقارى محمولا على نقالة مستشفى بعد أن تحسنت حالته الصحية بعض الشئ، وبعد أن جرى تحديد شهود الإثبات وشهود النفي من قبل هيئة دفاع المحكمة، توفي القس زينون المقاري شاهد الإثبات في الجريمة مسمومًا في الدير المحرق الذي انتقل له بقرار باباوي.
كان زينون هو أب اعترف على إشعياء المقاري المتهم الأول، وقد سافر إلى الدير المحرق لقضاء عقوبته، حتى سمع زملائه صوته مستغيثا من آلام في البطن فجرا بقلايته وجرى نقله لمستشفى سانت ماريا التابعة للدير، ولكنه لفظ أنفاسه في الطريق، وبعد تحريات الطب الشرعي وتحليل العينات تبين أنه توفي نتيجة مادة سامة لم يعرف حتى اليوم هل تناولها بنفسه بنية الانتحار أم غير ذلك.
الإعدام
وفى جلسة السبت 23 فبراير 2019، أسدلت محكمة جنايات دمنهور، الستار على القضية، بعد أن أصدرت حكمها في القضية، بإحالة أوراق المتهمين إلى فضيلة مفتي الجمهورية، وتحديد جلسة 24 أبريل المقبل للنطق بالحكم، إذ تعتبر الإحالة للمفتى مجرد إجراء روتيني لا علاقة له بديانة المتهمين، وفي جلسة اليوم، قضت المحكمة بالحكم بالإعدام على المتهمين.