خبراء: تركيا خسرت رهاناتها في سوريا والسودان.. ومبادرة مصر سبّاقة

كتب: بهاء الدين عياد

خبراء: تركيا خسرت رهاناتها في سوريا والسودان.. ومبادرة مصر سبّاقة

خبراء: تركيا خسرت رهاناتها في سوريا والسودان.. ومبادرة مصر سبّاقة

راهنت تركيا في ظل نظام حزب العدالة والتنمية الحاكم برئاسة أردوغان، على تحقيق دور إقليمي محوري في الشرق الأوسط، عبر استغلال الفوضى وإعادة هندسة السياسة الاقليمية بما يحقق نظرية العثمانية الجديدة، إلا أنّ هذه الرهانات سقطت واحدة تلو الأخرى، بداية من سقوط الإخوان في مصر في صيف 2013، وحتى "الربيع" السوداني الذي أزاح حكم الرئيس عمر البشير الحليف الاستراتيجي للنظام التركي سابقا، فيما تحركت بوصلة الأزمة الليبية بما لا تشتهي السفن التركية التي دأب نظام أردوغان على إرسالها لسواحل ليبيا، محملة بالأسلحة تارة والمقاتلين تارة أخرى، لدعم الميليشيات الإرهابية المدعومة من أنقرة التي يسعى الجيش الوطني الليبي للقضاء عليها.

وقال الدكتور كرم سعيد الباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إنّ استعادة مصر زمام المبادرة في الأزمات الإقليمية خصم من النفوذ التركي، وهمّش دورها السلبي في الإقليم، بعد أنّ تعرضت الرهانات التركية لخسائر متتالية وضعتها في حالة ارتباك خارجي وداخلي وعزلة إقليمية وضغوط دولية.

ومن جانبه، أكد السفير سيد أبوزيد مساعد وزير الخارجية الأسبق لـ"الوطن"، أنّ التطورات الأخيرة بما فيها القمتين الأفريقيتين حول السودان وليبيا، أكدتا اهمية الدور المصري وتصاعده بالنسبة للأزمات المحيطة بما يتلاءم مع المرحلة الراهنة لرئاسة مصر للاتحاد الأفريقي، وخاصة أنّ هذه الأزمات لصيقة بمصر، ويستوجب ذلك قيامها بدور رئيسي في بحثها ووضع حلول للخروج منها، سواء فيما يتعلق بالوضع في السودان أو ليبيا، فهذه الأزمات تنعكس على مصر بصورة مباشرة، ولذلك كان من الأحرى أنّ يقوم الرئيس عبدالفتاح السيسي بدور رئيسي في مواجهة هذه الأزمات.

وبشأن تأثير هذا الحضور على النفوذ التركي في المنطقة، قال: "النفوذ والحضور التركي في أزماتنا صفحة نتخطاها، والحضور المصري والعربي في أزمات المنطقة يهمش الدور التركي السلبي الذي اتبعته أنقرة خلال المرحلة الماضية، ومن مصلحة السودان وليبيا إبعاد تركيا عن ملفاتهما، ومن يتولى هذه الملفات أصحاب المصالح الحقيقية الحريصين على أمن واستقرار السودان وليبيا، وقد لاقى هذا الاتجاه المصري ترحيبا أفريقيا ودعما من الاتحاد الأفريقي وزعماء القارة".

ومن جانبه، قال الدكتور محمد عباس ناجي الخبير في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أنّ المحور القطري التركي الإيراني يتعرض لخسائر وضغوط دولية وإقليمية وانكماش في أدوارهم التقليدية، التي لعبوها خلال الأزمات الراهنة، مؤكدا أنّ رهان تركيا في ليبيا سقط، بحصول المشير خليفة بلقاسم حفتر القائد العام للجيش الوطني الليبي على دعم دولي وإقليمي بالغ الأهمية، وخاصة بعد حصوله على اعتراف أمريكي بدوره المحوري في مكافحة الارهاب بعد اتصال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب به قبل عدة أيام، مرورا بالدعم الفرنسي الواضح لحفتر بعد فترة من التردد، فضلا عن دفاع روسيا عنه في مجلس الأمن وعلاقته القوية به، فكل ذلك يدعم الرؤية المصرية الهادفة إلى إيجاد دور محوري للمؤسسات الليبية الموحدة وعلى رأسها القوات المسلحة الليبية، على خلاف النهج التركي الذي راهن على الميليشيات في طرابلس، وأمدها بالسلاح على مدار السنوات الماضية.

وأعتبر الخبير الدكتور ناجي أنّ الأمور حسمت في سوريا أيضا لغير صالح تركيا وإيران، معتبرا أنّ الفترة المقبلة ربما تشهد منافسة وصراع روسي-إيراني-تركي على المكاسب والنفوذ في سوريا، معتبرا أنّ رهانات تركيا بإسقاط النظام السوري او القضاء على الأكراد سقطت أيضا، واستكملت هذه الرهانات الخاسرة بالإطاحة بالرئيس السوداني عمر البشير الذي راهنت عليه أنقرة من أجل تعزيز حضورها العسكري في السودان والتمدد إلى البحر الأحمر.

وقالت الدكتورة هبة البشبيشي الباحث في الشؤون الأفريقية لـ"الوطن"، إنّ التحرك السريع والمبادرة السباقة التي طرحها الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الاتحاد الأفريقي، تجاه الأزمتين الليبية والسودانية، قطع الطريق على تدخلات القوى الإقليمية من خارج المنطقة، مؤكدة أنّ المبادرة المصرية اعتمدت على مبدأ الحلول الأفريقية للأزمات الأفريقية، والعمل على إعطاء دور أكبر للدول الأكثر تأثرا بتلك الأزمات، وهي دول الجوار الليبي والسوداني، إضافة لآلية ترويكا القمة الأفريقية لتفعليها في قضايا الأمن والسلم الأفريقيين. 


مواضيع متعلقة