«تغريد»: ارتبطت بشخص وأهله رفضونى ويجب تغيير نظرة المجتمع لنا

«تغريد»: ارتبطت بشخص وأهله رفضونى ويجب تغيير نظرة المجتمع لنا
- إحدى المدارس
- الأمومة والطفولة
- التضامن الاجتماعى
- بشكل جيد
- تحويل مسار
- ثانوية عامة
- دار الرعاية
- دار رعاية
- دور الرعاية
- ديوان عام
- إحدى المدارس
- الأمومة والطفولة
- التضامن الاجتماعى
- بشكل جيد
- تحويل مسار
- ثانوية عامة
- دار الرعاية
- دار رعاية
- دور الرعاية
- ديوان عام
بوجه ضاحك يملؤه الأمل، وابتسامة مشرقة وصوتها الملىء بالحياة، تتحدث تغريد أحمد لـ«الوطن» بعدما قضت 26 عاماً، هو عمرها، داخل إحدى دور الرعاية التابعة لوزارة التضامن الاجتماعى، قائلة: «من يوم ما اتولدت وأنا موجودة فى دار رعاية، قضيت أول سنتين ليا فى مركز من مراكز الأمومة والطفولة وبعد كده اتنقلت لدار الرحمة فى محافظة الإسماعيلية وقضيت فيها 24 عاماً حتى الآن». وتابعت: «عندما وصلت لسن دخول المدرسة قامت الدار بإرسالى إلى إحدى المدارس لأقوم بتلقى تعليمى، وكنت محبوبة جداً من زملاء فصلى والمدرسين والمدرسات وكانوا دوماً يشجعوننى على المذاكرة كأننى ابنتهم، قائلين لى: الإنسان هو من يصنع نفسه بنفسه، وما زلت حتى الآن على تواصل مع بعض المدرسين والمدرسات».
وتحكى «تغريد» بعضاً من ذكريات طفولتها: «كنت فى بعض الأحيان أتعرض لبعض المضايقات من بعض زملاء مدرستى، قائلين لى: انتى ملكيش أهل، أو انتى تربية ملاجئ، وكان صحابى اللى فى الفصل هما اللى بيقفوا ليا ويجيبوا حقى».
وأضافت: «دخلت ثانوية عامة وبعدين عملت تحويل مسار فى السنة الثانية من الدراسة وبعدين دخلت ثانوى صناعى، وطلعت الأولى على المدرسة وبعدها دخلت معهد منشآت بحرية، ولكن أنا كان نفسى أدرس فنون جميلة لأنى بعرف أرسم كويس وماكنتش عارفة أعمل إيه، لحد ما وزيرة التضامن جت زارت الدار فى عام 2017، وقلتلها إنى نفسى أدرس فنون جميلة فشجعتنى جداً على هذه الفكرة وساعدتنى وكملت دراسات حرة (فنون جميلة) بعد معهد المنشآت البحرية وبعدها عملت معرض وعرضت فيه لوحاتى وحققت مبيعات كبيرة».
وتابعت: «أنا حالياً ما زلت مستمرة فى دار الرعاية ومقيمة داخل مبنى مخصص للخريجات وأعمل فى ديوان عام محافظة الإسماعيلية بعدما شجعنى وكيل وزارة التضامن بالمحافظة على العمل»، مضيفة: «أن الحياة داخل الدار تسير بشكل جيد ومنظم جداً، وهناك مكان مخصص للأطفال ومكان مخصص للخريجات، ودائماً أذهب إلى الأطفال الصغار وأذاكر لهم دروسهم وأشجعهم على التفوق، حتى همّا بيقولولى يا ماما، وأنا باعتبرهم إخواتى الصغيرين لأنى أكبر نزيلة موجودة فى الدار». وبنبرة يملؤها الأمل، قالت: «أهم حاجة ممكن أوجهها لكل النزلاء داخل دور الرعاية إنهم لازم يثقوا فى نفسهم جداً ويحبوها، لأنهم لو معملوش كده محدش هيثق فيهم، إحنا نقدر نعمل كل حاجة وأى حاجة ومش أقل من الناس اللى اتولدت داخل بيت وأسرة، وكنت زمان وأنا طفلة بخبى على الناس إنى مقيمة فى دار رعاية لأنى كنت بحس فى عيونهم بنظرة شفقة وكنت دايماً أكره هذا الإحساس ولكن بعد ما كبرت واتعاملت مع نماذج ناجحة تأكدت من فكرة أن الإنسان هو من يصنع نفسه بنفسه ومفيش حد فينا بيختار حياته أو أمه وأبوه». وأكدت «تغريد» أنها ارتبطت بشخص من خارج الدار ولكن أهله رفضوا رفضاً تاماً ذلك الموضوع وتم الانفصال بسبب نظرة المجتمع لنا ولا بد من تغيير هذه النظرة تجاهنا فنحن أشخاص طبيعيون مثلنا مثل أى شخص.