جيروزاليم بوست: تفجيرات سريلانكا تستحضر أحداث مومباي

كتب: حسن رمضان

جيروزاليم بوست: تفجيرات سريلانكا تستحضر أحداث مومباي

جيروزاليم بوست: تفجيرات سريلانكا تستحضر أحداث مومباي

أعادت سلسلة الهجمات المنسقة على الكنائس والفنادق في "سريلانكا"، والتي شهدت 8 انفجارات متتالية منذ فجر اليوم، وأسفرت عن مقتل 200 على الأقل خلال احتفالات أسبوع الآلام وعيد الفصح، استحضار ذكريات هجمات إرهابية سابقة استهدفت المصلين في مناطق مختلفة، حيث تعيد تلك التفجيرات حادث إطلاق النار في مسجد "كرايست تشيرش" في نيوزيلندا في 15 مارس الماضي.

وبحسب صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، فإن الهجوم الجديد في سريلانكا يعيد التذكير أيضا بهجمات "لاهور" الشرقية التي أودت بحياة 75 شخصا في عام 2016، حيث جرت تلك الهجمات في عدد المواقع بشكل متزامن، كما تعيد التذكير بهجمات "مومباي" الهندية التي وقعت في عام 2008 وأودت بحياة 166 شخصا.

المحلل الأمريكي-الإسرائيلي سيث فرانتزمان، كتب في صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، يشير إلى أنه عندما يتعلق الأمر بالقتل الجماعي والهجمات الإرهابية المتزامنة، فإن إلقاء المسؤولية على جماعة بعينها بات أمرا صعبا، حيث إن النظر إلى التجارب السابقة، يكشف عن وجود أكثر من جماعة تنفذ عمليات إرهابية بشكل شبه يومي، فمثلا هناك إسلاميين متطرفين، وقوميين بيض، وجماعات بوذية متطرفة، وجماعات من مختلف القوميات والأعراق تنتهج التطرف بشكل أساسي كوسيلة للقضاء على من يختلفون معهم، ولا تزال الصورة الكاملة للهجمات في سريلانكا غير واضحة، إلا أن المؤكد أنها هجمات إرهابية لا يزال غير معروف هوية منفذها.

وقالت صحيفة "جيروزاليم بوست": "لدى سريلانكا تاريخ طويل في محاربة الإرهاب، ولكنها كانت تقاتل عموما ضد حركة نمور التاميل المتطرفة، وهي حركة انفصالية نجحت سريلانكا في هزيمتها إلى حد كبير في عام 2009، وينتمي نمور التاميل بشكل أساسي إلى الأقلية التاميلية الهندوسية في سريلانكا، في حين يشكل المسيحيون حوالي 8% فقط من البلاد والمسلمين 12%".

وطرح "فرانتزمان" إمكانية أن تكون سلسلة التفجيرات تلك على علاقة بتنظيم "داعش" الإرهابي، حيث كشفت سريلانكا في عام 2016 أن 32 سريلانكيا انضموا إلى "داعش" وغادروا البلاد، على الرغم من أن الكثير منهم ينتمون إلى أسر متعلمة، وهو ما أثار دهشة ومفاجأة كبيرة في سريلانكا، لكنه دفع مجتمع المسلمين المحلي إلى إدانة تصريحات الحكومة ووصفها بأنها "تشوه صورة" المسلمين في سريلانكا.

وأشارت تقارير أخرى إلى أن أعضاء "داعش" في الهند لهم صلات بـ"سريلانكا"، وكانت هناك مخاوف بعد هزيمة "داعش" بشأن العائدين من سوريا والعراق، ويبدو هذا مشابهًا لعملية التطرف في "بنجلاديش" قبل هجوم "دكا" 2016، الذي نفذه المنتمين إلى "داعش".

في حين تنفذ هجمات عيد الفصح من قبل الجماعات الإسلامية المتطرفة، بما في ذلك تلك المذكورة أعلاه في باكستان ومصر، وهجوم في العراق في عام 2011، فإن الطبيعة المعقدة والمنسقة للهجوم في سري لانكا تبدو أكثر مثل الهجمات في مومباي في عام 2008، وفي ذلك العام، وقع 12 هجومًا منسقًا بالقصف وإطلاق النار في جميع أنحاء مومباي، بما في ذلك في مقهى، وفندق تاج محل بالاس، وفندق أوبروي ترايدنت، ومنزل يهودي حباد، وقد تم تنسيق هذا الهجوم من قبل عسكر طيبة في باكستان. على عكس التفجيرات التي وقعت في سريلانكا، نفذ الهجوم من قبل مسلحين.

وأشارت "جيروزاليم بوست" إلى أن تلك النوعية من الهجمات التي تسقط عددا كبيرا من الضحايا، تفرض صعوبات كبيرة على أجهزة الأمن والاستخبارات في أنحاء العالم، حيث إن تلك الهجمات أصبحت متزايدة بشكل كبير في السنوات الأخيرة، ولم تجد الحكومات طريقة لمنعها، خصوصا تلك الهجمات التي تستهدف دور العبادة لمختلف الديانات.


مواضيع متعلقة