المكسيك.. ما زال القتل مستمرا

المكسيك.. ما زال القتل مستمرا
- الحكومة المكسيكية
- الشرطة المكسيكية
- أعمال العنف
- تهريب المخدرات
- الحكومة المكسيكية
- الشرطة المكسيكية
- أعمال العنف
- تهريب المخدرات
لا تزال المكسيك الدولة الواقعة في قارة أمريكا الشمالية والتي تحدها من الشمال الولايات المتحدة، غارقًة في مستنقع العنف والإفلات من العقاب.
وتعد المكسيك من أكثر دول العالم خطورة على وسائل الإعلام والعاملين فيها، فيما يبلغ عدد المفقودين فبي البلاد، أكثر من 40 ألف شخص التي تشهد أعمال عنف مرتبطة بتهريب المخدرات وخصوصا منذ أن أرسل الرئيس المكسكيي الأسبق فيليبي كالديرون في عام 2006 القوات المسلحة ضد العصابات، ومنذ ذلك الحين قتل حوالى 250 ألف شخص في البلاد.
وأعلنت إدارة الأمن في ولاية "فيراكروز" بالمكسيك، أن 13 شخصا قتلوا، أول أمس الجمعة في هجوم شنته مجموعة مسلحة خلال احتفال في الولاية والتي تقع شرق المكسيك، موضحة في بيان، أن الهجوم وقع في بلدية "ميناتيتلان"، عندما وصل الأفراد إلى المكان وطلبوا شخصا يدعى "إل بيكي".
وأشارت إدارة الأمن، إلى أن المجهولين فتحوا النار وقتلوا 7 رجال و5 نساء وقاصرا"، موضحة أن 3 رجال وامرأة أصيبوا.
وتعاني "فيراكروز"، التي تمتد على طول خليج المكسيك، من عنف عصابات المخدرات وسجل فيها أكبر عدد من المفقودين، وتتواجه عصابتا "زيتاس" و"خاليسكو الجيل الجديد"، بعنف للسيطرة على طرق تهريب المخدرات وكذلك المحروقات، وفقا لما ذكرته وكالة "فرانس برس" الفرنسية.
من جانبها، ذكرت منظمة "مراسلون بلا حدود"، والتي تتخذ من العاصمة الفرنسية "باريس"، مقرا لها، في أحدث تقرير لها، أن المكسيك تحتل المرتبة 144 في مؤشر التصنيف العالمي لحرية الصحافة من أصل 180 دولة، موضحة أنه رغم أن البلاد لا تشهد أي صراع مسلح، فإن المكسيك تعد من أكثر دول العالم خطورة على وسائل الإعلام والعاملين فيها، علمًا بأن التواطؤ القائم بين دوائر الجريمة المنظمة والسلطات السياسية والإدارية الفاسدة، المركزية منها والمحلية، يهدد بشكل خطير سلامة الفاعلين الإعلاميين، كما يعيق سير العدالة على جميع المستويات في هذا البلد الذي ما زال غارقًا في مستنقع العنف والإفلات من العقاب.
وأوضحت "مراسلون بلا حدود"، أنه ليس من الغريب أن تكون المكسيك أخطر بلد في القارة الأمريكية على الفاعلين الإعلاميين،، مضيفة أنه عندما يغطي الصحفيون مواضيع حساسة أو يحققون في الجريمة المنظمة، عادة ما يتعرضون للترهيب أو التهديد أو حتى الاغتيال بدم بارد، علمًا بأن مصير العديد منهم يكون إما الاختفاء أو الاضطرار إلى العيش في المنفى حفاظًا على سلامتهم. وأشارت المنظمة، إلى أن تسجيل، مستويات قياسية لظاهرة الإفلات من العقاب، ذلك أن فترة حكم الرئيسين كالديرون "2006-2012" وأنريكي بينيا نييتو "2012-2018"، اتسمت بعدد قياسي من عمليات القتل والاختفاء في صفوف الصحفيين "112 حالة"، وسط إفلات تام من العقاب.
وناشدت "مراسلون بلا حدود"، "المحكمة الجنائية الدولية" للتدخل، وقالت المنزظمة في تقريرها، إن الأمل في الخروج من دوامة العنف هذه تعزز بوصول أندريس مانويل لوبيز أوبرادور إلى سدة الرئاسة في ديسمبر 2018، الذي جعل من مكافحة الفساد على رأس أولوياته.
وفي 18 إبريل الجاري،أصدرت محكمة فيدرالية في المكسيك،مذكرة توقيف بحق 4 رجال، بمن فيهم حاكم سابق لولاية "بويبلا"، بتهمة خطف وتعذيب صحفية تدعى ليديا كاشو بعد أن كشفت شبكة لتهريب البشر في جميع أنحاء البلاد، وفقا لما ذكرته قناة "تيلسور". وكانت "اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان "في المكسيك، قالت في 18 فبراير الماضي إن مذيعا مكسيكيا قتل وأصيب مراسل رياضي سابق في شبكة فضائية بجروح خطيرة، في عملية إطلاق نار في ولاية "سونورا" شمال المكسيك، استمرارا لعمليات العنف والقتل الموجه إلى الصحفيين في المكسيك على يد العناصر الإجرامية، ويدعى المذيع رينالدو لوبيز والمراسل كارلوس كوتا، تم إطلاق عليهم النار في كمين في مدينة "هيرموسيلو" في الولاية المكسيكية، مشيرة إلى أن لوبيز يعد الصحفي رقم 144 الذي قتل في المكسيك منذ عام 2000، فيما أشارت قناة "تيلسور"، إلى أنه بمقتل ريناردوا فإن 3 صحفيين قتلوا في المكسيك وذلك في عام 2019.
وكانت منظمة "مراسلون بلا حدود"، أشارت في عام 2018، إلى أن المكسيك تعتبر من أكثر البلدان خطورة بالنسبة للصحفيين، فقد اغتيل 12 صحفيا في 2017.
وفي سياق متصل، عثرت الشرطة في ولاية "سونورا" شمال المكسيك في 15 سبتمبر 2018 على 6 رؤوس بشرية مقطوعة في مبرد بلاستيكي على جانب الطريق، بالقرب من مدينة "سيوداد أوبريجون" وذلك في مشهد مخيف يدل على درجة إجرامية خطيرة. وفي 11 يناير 2014، قتل 6 من زعماء العصابات المشتبه بهم في تبادل لإطلاق النار مع الشرطة، عند نقطة تفتيش على طريق ريفي بين آلتر وكابوركا في ولاية سونورا.
وكان مسؤول مكسيكي، أشار في 17 يونيو 2018، إلى أن السلطات في المكسيك، عثرت على 7 جثث مقطوعة في ولاية "سينالوا"، قرب معقل "إيل تشابو"، وأوضح نائب المدعي العام في الولاية المكسيكية، مارتن روبلز، إن الرجال السبعة كانوا يعملون في قطع الأشجار وتعرضوا لهجوم قرب بلدة "روزاريو"، التي تقع على بعد نحو 100 كيلومتر إلى الجنوب من منتجع مازاتلان على المحيط الهادئ.
وفي 19 أغسطس الماضي، اكتشف الجيش المكسيكي نفقا حدوديا يربط ولايتي سونورا المكسيكية وأريزونا الأمريكية، يستخدم على الأرجح في عمليات تهريب المخدرات، فيما أشارت وزارة الدفاع المكسيكية، إلى أن "الطاقم العسكري حدد موقع النفق الواقع في مبنى ويبدو أنه كان مستخدما في تهريب المخدرات".
وأوضحت قناة" سكاي نيوز عربية" الإخبارية، أن "ولاية سونورا" تقع على الحدود مع الولايات المتحدة وتعد موطنا لعصابة "سينالوا" القوية، مشيرة إلى أنه عادة ما تترك عصابات المخدرات غالبا رؤوسا مقطوعة كتحذير للمنافسين أو السلطات، فيما قالت قناة "روسيا اليوم"، إن"سينالوا" تشهد منافسات منذ وقت طويل بين "سينالوا" ومنظمة إجرامية أخرى يتزعمها ايسيدرو ميزا.
وتسيطر عصابة "سينالوا"، على حصة الأسد من تجارة الكوكاين والماريجوانا والميتانفيتامين المتوجهة الى الولايات المتحدة، وكانت السلطات المكسيكية قد ألقت القبض على أخطر تاجر مخدرات في البلاد يدعى خواكين جوزمان لويرا، الذي يعتبر رئيسا لإحدى أكبر عصابات المخدرات المكسيكية "سينالوا"، والمتهم في ولايتي تكساس وكاليفورنيا الأمريكيتين بتنظيم تهريب المخدرات والإتجار بها، وتم القبض عليه في المكسيك في ينايرعام 2016.
وأدانت محكمة فيدرالية أمريكية في نيويورك في 13 فبراير الجاري، بارون المخدرات وزعيم عصابة "سينالوا"، التي تهرب كميات هائلة من المخدرات للولايات المتحدة، المكسيكي جواكين جوزمان الملقب "بالقصير" وشهرته "إل تشابو" في الاتهامات العشرة المنسوبة إليه، ورأت هيئة المحلفين أن جوزمان مذنب في التهم الموجهة إليه ومن بينها توزيع الكوكايين والهيروين وامتلاكه أسلحة غير قانونية وغسيل الأموال، فيما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، إنه من المرجح أن يحكم عليه بالسجن مدى الحياة، فيما ذكرت قناة "فرانس 24" الفرنسية، إن "كارتل سينالوا" الذي يحمل اسم الولاية التي يتحدر منها "إل تشابو" شمال غربي المكسيك، لم يلفظ أنفاسه الأخيرة، فإسماعيل "إل مايو" زامبادا الذي يشارك في زعامة العصابة لا يزال متواريا ما دفع فريق الدفاع عن "إل تشابو" إلى وصف المحاكمة برمتها بأنها "مهزلة".
ووصفت مجلة "بروسيسو"، المكسيكية، جوزمان مؤخرا بأنه "الزعيم الذي نجح في تحقيق الاستغلال الأمثل للحراك الدولي لتجارة المخدرات في العالم".
وكان جوزمان، اعتقل في يناير الماضي بعد 6 أشهر من هروبه من سجن في المكسيك، إلا أنه سُلم إلى الولايات المتحدة في أوائل عام 2017، وكانت السلطات المكسيكية، تمكنت من القاء القبض على زعيم عصابة "سينالوا"، للمرة الأولى، في عام 2014، وذلك في عملية مشتركة مع قوات مكافحة المخدرات الامريكية، فيما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، في ذلك الوقت، إن "جوزمان"، كان هاربا من وجه العدالة منذ تمكنه من الهرب من السجن في سلة لغسيل الملابس في 2001.