من المدرجات إلى «السوشيال ميديا»: التعصب مستمر.. و«أمم أفريقيا» فرصة لوقف التراشق

كتب: عبدالرحمن خالد

من المدرجات إلى «السوشيال ميديا»: التعصب مستمر.. و«أمم أفريقيا» فرصة لوقف التراشق

من المدرجات إلى «السوشيال ميديا»: التعصب مستمر.. و«أمم أفريقيا» فرصة لوقف التراشق

«الكورة للجماهير».. هتاف تردد كثيراً على أذن كل متابع لكرة القدم المصرية، يعبر بدقة عن الافتقاد للهتافات من المدرجات، وأغنيات التشجيع، مر أكثر من 7 سنوات على منع الجماهير من دخول الملاعب، منذ أحداث «استاد بورسعيد 2012»، وخلت المدرجات من الضجة المحببة، إلا فى بعض المناسبات والمباريات الفاصلة، ورغم منع الجماهير من الالتفاف حول فريقها على أرض الملعب، فإن مواقع التواصل حلت محل المدرجات، دعم النادى واللاعبين والتحليلات والتعليقات والأغنيات الخاصة بكل فريق وتبادل الفخر والسخرية، كل ذلك باتت مشاركته أوسع فى «السوشيال ميديا»، لذا كان من الطبيعى ظهور صفحات ومجموعات تستقى اسمها من مفردات خاصة بالبيئة المحيطة وبتاريخ النادى وتفاصيله، تربط المشجعين ببعضهم وتحافظ على انتمائهم له، وبخاصة فريقا الأهلى والزمالك، ومن أمثلة ذلك صفحات: «غرزة ميت عقبة»، و«المختلط»، و«جمهورية الأهلاوية»، و«ماجيكانو»، وأصبحت تقود قطاعاً كبيراً من جماهير كل فريق، وتحمل على عاتقها تجميع الجمهور على تبنى مواقف معينة من الجماهير المنافسة، وتبنى رأى النادى الذى يشجعونه، والتراشق مع مشجعى الأندية الأخرى، تلك الحالة التى أصبحت ميزة دائمة لجماهير القطبين على «السوشيال ميديا».

يتخطى الأمر الانتصار لفريق ما أمام الآخر، ويتطور إلى السخرية الممنهجة باستخدام أدوات السوشيال ميديا كلها، من صور (كوميكس) ومن فيديوهات مركبة ونكات، بما اصطلح على تسميته «التحفيل»، فبمجرد هزيمة أحد الفريقين أو انتصاره، تمتلئ مواقع التواصل بـ«الكوميكس».

وعلى هذا التطور المنتقل من المدرجات للصفحات، يعلق الناقد الرياضى طه إسماعيل، لاعب النادى الأهلى السابق، بأن إبعاد الجماهير عن المدرجات ساهم بشكل كبير فى اتجاههم إلى مواقع التواصل، خاصة أن المدرج كان المتنفس الوحيد للجماهير.

"إسماعيل": منع الجماهير فتح المجال لمواقع التواصل.. و"عبدالحميد" للمشجعين: اتعلموا الأخلاق من الدقيقتين 20 و74

وقال فتحى مبروك، الناقد الرياضى والمدير الفنى للنادى الأهلى سابقاً، إن ظهور «السوشيال ميديا» مع إبعاد الجماهير عن المدرجات جعل أى شخص من حقه الانتقاد والسب والاعتراض على أى قرار، وباتت وسيلة بعض الأشخاص لنشر التعصب والشائعات، وعودة الجماهير للمدرجات خلال بطولة كأس الأمم الأفريقية المقبلة يقلل بشكل كبير من حالة التراشق، لا سيما حين يلتف جمهور الدورى كله حول هدف واحد، وهو دعم المنتخب، ويجب استغلال مواقع التواصل الاجتماعى بشكل إيجابى، بدلاً من استخدامها للحث على التعصب وإثارة الفتن.

وأكد جمال عبدالحميد، المحلل الرياضى ولاعب ناديى الأهلى والزمالك السابق، أنه من المؤكد أن عودة الجماهير للمدرجات خلال بطولة كأس الأمم الأفريقية ستقلل بشكل كبير من حالة التراشق على مواقع التواصل الاجتماعى، موجهاً رسالة لجماهير مواقع التواصل الاجتماعى: «اتفرجوا على الروح الرياضية فى المدرجات بين جماهير الأهلى والزمالك، وهما بينوروا الكشافات فى الدقيقتين 20 و74 لتخليد ذكرى الشهداء، اتعلموا الأخلاق من المدرجات».


مواضيع متعلقة