مؤلف كتاب "أوراق قطر" في حوار لـ"الوطن": الدوحة متورطة في تمويل حفيد مؤسس الإخوان

كتب: عبدالله مجدي

مؤلف كتاب "أوراق قطر" في حوار لـ"الوطن": الدوحة متورطة في تمويل حفيد مؤسس الإخوان

مؤلف كتاب "أوراق قطر" في حوار لـ"الوطن": الدوحة متورطة في تمويل حفيد مؤسس الإخوان

مجموعة من الوثائق تكشف أسرارًا جديدة تتعلق بطارق رمضان، حفيد مؤسس جماعة الإخوان، الجماعة الإرهابية التي كانت أعلنت مصر حظرها في عام 2013، ضمها الكتاب الذي جاء بعد دراسة استقصائية في 6 دول أوروبية و10 مدن فرنسية، أثبتت تلقي "رمضان" مبالغ مالية من قطر، بالإضافة إلى العديد من قضايا الفساد المالي والسياسي في فرنسا.

كتاب "أوراق قطر"، من تأليف الصحفيين الفرنسيين كريستيان شيسنو وجورج مالبرونو، وأعلنا عنه في 4 أبريل الجاري، ويرصد كيفية تمويل تنظيم الإخوان للجماعات الإسلامية في فرنسا وأوروبا، بمكافآت مالية كبيرة، حصل عليها "رمضان" من قطر.

كما أظهر الكتاب دلائل عن تمويل قطر لمؤسسات ومشاريع بناء مساجد مرتبطة بشبكة الإخوان المسلمين في أوروبا وكذلك تبرعات لبعض المؤسسات والجمعية مثل "المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية" و"اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا" الذي يعتبره الصحفيين، بمثابة الفرع الفرنسي لجماعة الإخوان المسلمين.

حاورت "الوطن" جورج مالبرونو أحد مؤلفي كتاب "أوراق قطر"، وفيما يلي نص الحوار:

- كيف بدأت تأليف "أوراق قطر" ؟

كانت بداية تأليف الكتاب مطلع عام 2017، واستغرق العمل عليه عاميين، العام الأول كان لترجمة المستندات التي نجحنا في الحصول عليها من عدد من المصادر، والعام الثاني للتحقيق فيها، فيما تتطلبت عملية التحقيق السفر إلى 5 دول هم سويسرا وبريطانيا وألمانيا وجمهورية كوسوفو وقطر، كما تطلبت عملية التحقيق السفر إلى عدة مدن فرنسية منها ميلوز، وليل، ولوهافر، وليون و بوردو.

- ما هي مصادر المعلومات والمستندات التي حصلت عليها وبدأت التحري عنها؟

أُرسلت لدينا من قبل شخص مجهول لا أعلم هويته، تلقيت طردا به "فلاشة"، مرفق بخطاب كُتب عليه "أفعلو شيئا مهمًا بهذه المعلومات"، وبدأت فحص محتوى "الفلاشة"، وكانت تحوى مئات من الأوراق والمستندات عن تحويلات مالية وطلبات تمويل من مؤسسات إسلامية في فرنسا وعدد من الدول الأوروبية، بالإضافة إلى ردود المؤسسة القطرية على طلبات التمويل، والشروط التي وضعتها لتمويل مشاريع تقدمها الدوحة للعالم باعتبارها مشاريع خيرية لخدمة المسلمين في أوروبا.

التمويلات القطرية بلغت ما يقرب من 72 مليون يورو في 6 دول أوروبية

- من واقع مستندات "أوراق قطر".. ما حجم تمويلات الدوحة للعدد من الكيانات الإسلامية في أوروبا؟

المستندات حوت أرقامًا وتحويلات مبالغ مالية لعدد من المؤسسات الإسلامية في عدد من دول أوروبا، فالدوحة تدفع مبالغ طائلة لجماعة الإخوان للتسويق السياسي لعدد من سياستها في المجتمعات المسلمة بلغت 72 مليون يورو شهريًا، ومشروعاتهم البالغة 140 مشروعا، وذلك لتنفذ مشروعات الدوحة في عدد من الدول الأوروبية.

- صف لنا رحلة تحقيقك في المستندات؟

كانت تجرى عبر السفر إلى المؤسسات الإسلامية والمساجد والجمعيات المذكورة في المستندات، ومحاولة الحديث مع مسؤوليها عن مصادر الأموال، وفي بعض الأحيان كان يتطلب الأمر مواجهتهم بالمستندات، ليجدوا أنفسهم في النهاية مضطرين للاعتراف بتلقيهم أموالًا من مؤسسات قطرية.

طارق رمضان حفيد مؤسس الإخوان يتلقى مبالغ مالية من قطر تبلغ 35 ألف يورو شهريًا

- من خلال كتاب "أوراق قطر".. كيف ارتبط اسم طارق رمضان حفيد مؤسس جماعة الإخوان بجماعات الإسلام السياسي في أوروبا؟

المستندات والوثائق كشفت أن طارق رمضان، حفيد مؤسس جماعة الإخوان والذي يعد وجه الجماعة السياسي في أوروبا ولد بفرنسا ولديه جميع حقوق المواطنة الفرنسية؛ استغل حقوق المواطنة لتنفيذ المخططات القطرية بدعم الإسلام السياسي في فرنسا. وأوضحت الوثائق أن طارق رمضان يعمل مستشارًا في أحد المؤسسات القطرية ويتلقى منها راتبًا شهريًا كبيرًا يفوق الـ35 ألف يورو شهريًا.

- لماذا تضخ قطر هذا الكم من الأموال للجماعات والمؤسسات الإسلامية في أوروبا؟

كشفت الوثائق أن قطر ترغب في تمويل أيديولوجية معينة من الإسلام السياسي، وهي جماعة الإخوان الإرهابية، وذلك لتعظيم قيمة دولة قطر في أوروبا، كما تستخدم جماعة الإخوان المسلمين والجمعيات والمؤسسات الإسلامية في أوربا وفرنسا للوصول إلى قلب المجتمعات المسلمة في أوروبا وترسيخ لقواعدها ومبادئها فيها.

قطر تستخدم جماعة الإخوان الإرهابية لترسيخ بعض سياساتها في المجتمعات المسلمة في أوروبا

- ماذا كان يجب على الدولة الفرنسية والدول الأوروبية أن تفعله؟

فرنسا وغيرها كانت على علم بوصول تمويلات لعدد من الجمعيات الإسلامية، إلا أنها لم تكن تعلم حجم هذه الأموال، فحسب أنظمة عمل البنوك؛ يمكنها الاحتفاظ بسرية التعاملات البنكية لعملائها، ونتيجة لذلك ازداد دور هذه الجماعات في أوروبا. ونتيجة لكل ذلك يتوجب على السلطات مراقبة نشاط هذه الجمعيات، ومراجعة مصادر تمويلها بصفة مستمرة، والتأكد من أن أعضائها على قدر كبير من الثقة والأمانة.

- بعد نشر كتاب "أوراق قطر".. هل سيكون للكتاب أجزاء أخرى أو خطوة أخرى ستشرع في تنفيذها؟

لن يكون هناك أي أجزاء أخرى للكتاب، ولكن يجرى حاليا إعداد فيلم وثائقي عن الكتاب، والذي من المرجح أن يعرض في سبتمبر المقبل على قناة "آر. تي".

- هل من الممكن أن تخبرنا المزيد عن نفسك وحياتك المهنية؟

أبلغ من العمر 57 عامًا، ولدت في 2 أبريل عام 1962، وتخرجت من المعهد العلمي للصحافة في عام 1965، وكانت بدايتي مع الصحافة من خلال كتابة المقالات في موضوعات السياسة الداخلية، وفي عام 2004، وخلال عملي مع صديقي كريستيان شيسنو في تغطية بعض أحداث العراق، جرى اختطافنا من قبل  الجيش الإسلامي في العراق خلال محاولتنا السفر إلى مدينة النجف، إلا أنه أطلق  سراحنا بعد 4 أشهر من الاختطاف.

- ما أبرز مؤلفاتك؟

ألفت عددًا من الكتب في مجال الشرق الأوسط، منها "عراق صدام حسين" في 2003، و"مذكرات الرهائن" عام 2005 وهو تحقيق استقصائي، و"ظل بن لادن" في عام 2010، وخلال هذا الكتاب تناولت شخصية الحارس الشخصي لأسامة بن لادن.


مواضيع متعلقة