"مسرحيات أردوغان".. فضائح الرئيس التركي عرض مستمر في انتخابات البلدية

"مسرحيات أردوغان".. فضائح الرئيس التركي عرض مستمر في انتخابات البلدية
- إجراء الانتخابات
- أردوغان
- الحكومة التركية
- حزب "العدالة والتنمية"
- إسطنبول
- الليرة التركية
- إجراء الانتخابات
- أردوغان
- الحكومة التركية
- حزب "العدالة والتنمية"
- إسطنبول
- الليرة التركية
لا تزال حالة الاضطراب والارتباك التي تعم أنحاء تركيا تسيطر على المشهد السياسي بعد إصرار الحزب الحاكم –حزب "العدالة والتنمية"- على عدم الاعتراف بخسارته في انتخابات "إسطنبول" المحلية والمطالبة أولا بإعادة فرز الأصوات بعد استبعاد الأصوات الباطلة والمشكوك فيها، ومن ثم المطالبة بإعادة الانتخابات بالكامل بعد أن تأكدت الهزيمة للمرة الثانية في إعادة الفرز لصالح مرشح المعارضة إكرام إمام أوغلو.
ودعم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مطالب حزبه لإعادة إجراء الانتخابات بالكامل في "إسطنبول"، وهو ما يضيف المزيد من الغموض على المشهد السياسي التركي، بحسب ما تؤكد مجلة "فورين آفيرز" الأمريكية.
المجلة الأمريكية أشارت إلى أن "القلق يتصاعد داخل المعارضة حول ما إذا كان حزب العدالة والتنمية سيتخلى عن قبضته على إسطنبول، للمرة الأولى منذ ربع قرن، إذا ما أكدت حصيلة الفرز النهائي فوز (إمام أوغلو)".
وأضافت: "لقد دخل الرئيس رجب طيب أردوغان في المعركة، بتصريحه أن هناك أدلة على (عمليات تلاعب) تشوب التصويت، وقال إنه يؤيد مطالبة حزبه بإلغاء مجلس الانتخابات نتائج إسطنبول، وقد نددت صحيفة قريبة من الحزب الحاكم بـ"انقلاب في صندوق الاقتراع"؛ بينما قالت أخرى إن هناك مكائد من قبل المتآمرين الدوليين وراء صعود (إمام أوغلو) المفاجئ".
ونقلت المجلة الأمريكية عن "إمام أوغلو" قوله، إن "رد الفعل تجاه ما حدث هو أمر مرير، ويؤكد أن حزب العدالة والتنمية يبحث عن علاج بعد خسارته في صندوق الاقتراع، لأنهم لم يعتادوا على الخسارة"، مضيفا: "بعد أن حكم حزب العدالة والتنمية المدينة لمدة 25 عامًا، طور الناس عقلية لن تتغير أبدًا، وهذا يدل على أن الديمقراطية لم تكن تعمل بالشكل الصحيح".
وأشارت "فورين آفيرز" إلى أنه بالنسبة لحزب العدالة والتنمية، فإن الانتخابات المحلية التي جرت في الشهر الماضي لم تكن طبيعية، حيث عانى الحزب من أخطر نكسة انتخابية منذ 16 عامًا في السلطة، وكانت هناك معارضة موحدة بشكل غير عادي تم استغلال الاستياء الاقتصادي واسع النطاق فيها، لإفقاد حزب العدالة والتنمية السيطرة على "أنقرة" وتسع محافظات أخرى.
وتابعت المجلة: "لا يزال حزب العدالة والتنمية ذو الجذور الإسلامية وشركائه المتطرفين يحصلون على أغلبية الأصوات المدلى بها وسيظلون على رأس الحكومة لمدة أربع سنوات أخرى. لكن تراجع دعم حزب العدالة والتنمية في المراكز السياسية والاقتصادية في تركيا، يكشف عن صدع في قاعدته الشعبية. ويهدد هذا التراجع أيضًا الممارسة طويلة الأمد لحزب العدالة والتنمية المتمثلة في منح مشاريع البنية التحتية المربحة للبلدية للشركات الموالية لـ"أردوغان".
خسارة "إسطنبول" –بحسب المجلة الأمريكية- لن تكون مجرد ضربة مادية لحزب العدالة والتنمية؛ وإنما ستكون بمثابة ضربة شخصية لـ"أردوغان" الذي نشأ في حي فقير، واكتسب شهرة وطنية بعد أن أصبح رئيسًا للبلدية في عام 1994، ما مهد الطريق لانتخابه رئيسا للوزراء في عام 2003، ورئيسًا في عام 2014.
وتابعت: "خلال الانتخابات المحلية، شن (أردوغان) حملة لا هوادة فيها لدعم مرشحيه من رؤساء البلديات، ما حول المنافسات العادية بين رؤساء البلديات إلى استفتاء على أسلوبه الاستبدادي في الحكم".
وعلى الرغم من "مسرحيات أردوغان"، كما تصفها "فورين آفيرز"، فإن العديد من الناخبين عاقبوا حزب العدالة والتنمية على سياساته التي أطلقت العنان لمعدلات التضخم والبطالة المرتفعة، وتابعت: "لقد تجنب الناخبون الأتقياء منذ فترة طويلة حزب الشعب الجمهوري الوسطي، الذي دفعته إيديولوجيته العلمانية الجامدة وصورته النخبوية المذهلة إلى الوراء، لكن ترشيح (إمام أوغلو)، وهو مسلم ملتزم حدد موعدًا في الحملة الانتخابية لحضور صلاة الجمعة، سمح لحزب الشعب الجمهوري بتوسيع نطاق جاذبيته، بعد أن كانت آخر مرة يدير فيها هذا الحزب (أنقرة وإسطنبول) في سبعينيات القرن الماضي، وتحول إلى المعارضة في البرلمان منذ ذلك الحين".
وقال عاكف بيكي، المستشار الصحفي السابق لـ"أردوغان": "إمام أوغلو لا يعمل مثل السياسي الكلاسيكي لحزب الشعب الجمهوري الجهود المبذولة لتشويه سمعته بالقول إنه عدو الآذان أو أنه سوف يهدم المساجد، لا تلتصق به ولا تؤثر عليه".وقال الباحث السياسي بجامعة بيلجي بإسطنبول إمري أردوغان، إن الحزب المعارض يتحرك بعيدًا عن نهجه الهرمي من أعلى إلى أسفل المتمثل في تسليم المناصب المرغوبة إلى المتعصبين للأحزاب والبيروقراطيين السابقين.
وأضاف: "في حالة إمام أوغلو، وجدنا سياسيًا بدأ عمله في السياسة المحلية، لديه ردود فعل طبيعية ويعرف حقًا كيف يتواصل مع رجل الشارع"، وقالت "فورين آفيرز": "هذا هو ما يتشارك فيه أردوغان وإمام أوغلو سويا، أنهما يقدران على الوصول إلى رجل الشارع العادي"، مضيفة: "مثل إردوغان، يعتقد إمام أوغلو أنه يمتلك الصيغة السرية للنجاح السياسي المستمر".
ونقلت المجلة عن كانان كافتانجي أوغلو، كبير الاستراتيجيين لحملة "إسطنبول" لحزب الشعب الجمهوري، قوله إنه "كان هناك تصور أن حزب الشعب الجمهوري لا يعمل بجد بما فيه الكفاية، وأنه استسلم بسهولة هذه المرة، أوضحنا أننا سنخوض هذا حتى النهاية، إلى أن يتسلم (إمام أوغلو) ولايته.
هذه الاستراتيجية لم توحِّد قاعدتنا وتحفزها فحسب، بل اكتسبت احترام الناخبين المنتمين إلى حزب العدالة والتنمية ".
وتابعت المجلة: "هذا هو الفخ الذي وجد (أردوغان) نفسه أمامه. إذا نجح في فرض إعادة انتخابات إسطنبول، فإنه يخاطر بتهديد ثقة مؤيديه في صندوق الاقتراع. وعلى الرغم من كل الانتقادات التي يواجهها أردوغان بسبب تآكل الديمقراطية في تركيا، فإن ولايته الشخصية مستمدة مما يسميه الإرادة الوطنية، وهي السبب في انتصاراته الانتخابية الـ15 المتعاقبة".
وقال محمد كايا، مواطن مؤيد لحزب العدالة والتنمية: "لا يوجد شيء يجب القيام به سوى قبول أننا فقدنا مملكة إسطنبول.. إذا ألغوا هذه الانتخابات لإجراء انتخابات أخرى، فسوف نصوت لصالح (إمام أوغلو). يقف الأتراك دائمًا إلى جانب المضطهدين".