سكان الدور الأخير يفرون من «الصهد» بالزراعة والتسقيف وقش الأرز

كتب: مها طايع

سكان الدور الأخير يفرون من «الصهد» بالزراعة والتسقيف وقش الأرز

سكان الدور الأخير يفرون من «الصهد» بالزراعة والتسقيف وقش الأرز

قادهم الحظ العثر للسكن فى الدور الأخير، لتبدأ معاناتهم، التى تصل إلى ذروتها مع بداية فصل الصيف، بفضل حرارة الشمس و«صهدها»، فيتصبّبون عرقاً ويتجنّبون لمس الأسطح الساخنة، ويبحثون طوال الوقت عن حلول ولو مؤقتة تهوّن عليهم جحيم الدور الأخير.

«محمد» اشترى جهاز تكييف ولم يؤثر.. و«حلمى» تعلم الزراعة عبر الإنترنت لحل مشكلته

«تسقيف السطوح بألواح خشبية»، حيلة لجأ لها محمد محسن، أحد سكان الدور الأخير بمنطقة عين شمس، استعداداً لفصل الصيف، بمساعدة نجار تولى مهمة جلب الأخشاب وتثبيتها، لتجنّب تسلل الحرارة المرتفعة لسقف الشقة: «الصيف اللى فات اشتريت تكييف، كان تأثيره ضعيف مع الحرارة العالية، وفى الآخر باظ، لحد ما سألت ناس كتير، ونصحونى بالفكرة دى».

لم يكتفِ «محمد» بهذه الحيلة، وقام بزراعة سطح المنزل، من أجل ترطيب المكان والاستمتاع ببعض النسمات: «السقف مع شوية الزرع بتمتص أشعة الشمس شوية، وبتخلى الدنيا ألطف، مابقيتش أحس زى الأول بالصهد».

«كل حاجة حواليا بتكون سخنة، حتى الكراسى نار»، واقع يعيشه حلمى عبدالعال خلال فصل الصيف، منذ أن أصبح من سكان الدور الأخير، مقرّراً هو الآخر زراعة سطح المنزل: «بقالى سنتين عامل كده، وكل شوية أزود عدد قصارى الزرع، وباختار أنواع زرع مابيكبرش ويعلى زى الصبار، علشان يمتص الشمس ويرطب الجو عندى».

تعلم «حلمى» فنون الزراعة من خلال متابعة بعض البرامج الزراعية على الإنترنت، ووجد أنها بسيطة، وتسهم فى تغيير حالة الجو إلى الأفضل: «زراعة السطح ساعدت كتير مع التكييف والمراوح، وبقيت أنا وعيلتى نقدر نقعد فى البيت، قبل كده كنا بنهرب ونخرج نروح لأى حد، ومانرجعش إلا بالليل».

قش الأرز حل مختلف لجأ له محمد على، ليتمكن من العيش فى شقته العلوية بمحافظة كفر الشيخ، فيقوم بوضع حِزم من قش الرز بكثافة 5 سنتيمتر، فوق سطح المنزل لتحميه من أشعة الشمس الحارقة: «لازم السطح يكون له سور، وفى الأدوار العالية علشان القش مايطيرش، لأنه خفيف، ويتحط حزم جنب بعضها، ويتفرش كل السطح»، الحيلة التى بدأها منذ شهر مايو الماضى، من أجل تحصين منازله من الحرارة المرتفعة، وينصح من يعيشون نفس معاناته باتباع نفس الأسلوب المبتكر.


مواضيع متعلقة