"ملاك الرحمة".. أستاذة بـ"تمريض الإسكندرية" تطعم قطط الشوارع يوميا

كتب: نرمين عصام الدين

"ملاك الرحمة".. أستاذة بـ"تمريض الإسكندرية" تطعم قطط الشوارع يوميا

"ملاك الرحمة".. أستاذة بـ"تمريض الإسكندرية" تطعم قطط الشوارع يوميا

مبلغ شهري رفضت الإفصاح عنه، تخصصه منى محي الدين، أستاذ بوحدة العناية المركزة والطوارئ بكلية التمريض بجامعة الإسكندرية، لشراء معلبات الأطعمة الجافة وإعداد أكلات مكونة من الفراخ بالخبز ومنتجات الألبان والجبن وتضعها في أكياس وتلقي بها على جنبات الطريق إلى قطط الشوارع، اللائي دائما ما يتجمعون حول الوجبات الموزعة، وتعتبر نفسها أنها في "مهمة إنسانية" لإنقاذ أرواح البعض لا يلتفت إليها، عادة تمارسها منذ 3 سنوات، وتثبت أن مهنتها الملقبة بـ"ملائكة الرحمة" تكن للإنسان والحيوان على حد سواء.

تروي "منى" أن البعض أهداها قطة شيرازي قبل 15 عاما، حينها تولت بنفسها تربيتها حتى كانت تصطحبها أثناء السفر، وتقول: "شوفتها وهي عيانة، وأما بعالجها، ولما بتجوع حتى أصيبت بمرض واتوفت ودفنتها من 5 سنوات"، وتشبه تربية القطط في منزلها باحتياجات الأطفال من توفير المأكل والمشرب واحتياج الشعور بالدفء.

وتصف "منى" تربيتها للقطط: "أنا مبحسبش هي كانت بتكلفني كام فلوس، لأن محدش يقدر يسأل أي أم ابنها بيكلفها كام!"، تردف أن مثلها مثل الأم تفكر فقط في إشباع الجوع والعطش لدى أولادها.

تحكي أنه بموت قطتها الوحيدة دخلت في نوبة بكاء متواصل لـ3 أيام، حتى قرر بعض زميلاتها شراء أخرى، وتضيف لـ"الوطن"، أنها بدأت بالتبرع ببعض النقود قبل 3 سنوات، مردفة: "كنت في الشارع في جو شتا بالصدفة لقيت صندوق من الكرتون وجواه 4 قطط رضع".

تقول إن الـ4 قطط، كانوا في حالة سيئة نظرا لجو الطقس البارد واستمرار سقوط الأمطار، وبالجري وراء البحث عن قطة أم لإرضاعهم لم تجد، موضحة: "ساعتها مكنش عندي خبرة في الجزء ده لأن مجوزتش قطتي ولا خلفت"، واضطرت لشراء بعض عبوات اللبن وإحضار سرنجة لإرضاعهم وإنقاذهم من الموت المحقق.

كان تتردد إليهم باستمرار وأوقات مختلفة من اليوم، وتقول: "كنت بنزل 4 مرات في اليوم عشان أرضعهم، وسبتهم في الشارع لأنه ممكن مامتهم تلاقيهم"، حيث كان يقرب مكان تواجدهم بالشارع نفسه الذي تسكن به، حتى قررت زيارة طبيب بيطري للإسراع في إنقاذهم: "فيه آلاف من البشر زي، وإحنا بنعتبر نفسنا في مهمة إنسانية لإنقاذ أرواح حية".

تختار أثناء سيرها في الشوارع تجمعات القمامة، وبعض الأزقة التي تتجمع بها القطط، كي تضع لهم الطعام، وتقول: "أنا جربت مع الكلاب ولكن هم بقوا يخافوا من كتر ما الناس بترهبهم وتضرب عليهم نيران وتضع لهم سم".

تعمل "منى" بالآية القرآنية: "وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُم ۚ"، إذ تقول إنه يجب عليها أن تتمتع بقدر كاف من الرحمة لإنقاذ هؤلاء الأرواح، فيما تأخذ من مهنتها وإسعاف المرضى بوحدة الرعاية المركزة والطوارئ لإنقاذ أرواح البشر والحيوانات.

تتابع: "أنا مهنتي علمتني إني أتعامل بالأسلوب ده مع الجميع وكل قطة لها شخصية وروح وكيان"، فيما تقضي أوقات فراغها بالتصفح مواقع التواصل الاجتماعي والرد على الاستفسارات وتقديم الاستشارات لكيفية التعامل قطط الشوارع من أجل إنقاذهم.


مواضيع متعلقة