كيف يتم احتواء أزمة السودان؟.. خبير شؤون أفريقية يجيب

كيف يتم احتواء أزمة السودان؟.. خبير شؤون أفريقية يجيب
بعد مرور 6 أيام على اعتصام الآلاف من المحتجين السودانيين أمام مقر وزارة الدفاع، للمطالبة بتنحي الرئيس السوداني عمر البشير، أعلنت هيئة الإذاعة والتلفزيون الرسمية السودانية اليوم، أنّ القوات المسلحة السودانية ستُصدر بيانا مهما منذ قليل، وسط أنباء عن تنحي البشير، واعتقال أكثر من 100 من قادة النظام السوداني بينهم سياسيون وعسكريون في حزب المؤتمر الوطني الحاكم.
"هناك غموض في الموقف حتى الآن، وليس معروفا من هو الذي يقود هذه التحركات، هل هي قيادة الجيش السوداني الممثلة في عوض بن عوف وزير الدفاع وكمال عبدالمعروف رئيس الأركان، أم أنّ هناك آخرين يشاركون في هذه التحركات".. هكذا عقّب الدكتور هاني رسلان رئيس وحدة دراسات السودان وحوض النيل بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، على الأحداث الجارية بالسودان.
يضيف رسلان لـ"الوطن"، أنّ إصدار "تجمع المهنيين" و"قوى الحرية والتغيير" المتحالفة التي تقود الاحتجاجات، نداء لاستمرار الاعتصام أمام القيادة العامة للجيش وزيادة الحشود، دليل على تخوفهم من أنّ يكون ما يحدث مجرد تغيير للوجوه واستمرار لحكم الإسلاميين تحت لافتات جديدة، خاصة أنّ الحركة الإسلامية حرصت على محاولة الاستيلاء الكامل على الجيش والقضاء وقوى الأمن والخدمة المدنية.
وأكد رئيس وحدة دراسات السودان أنّ الحل الأمثل للوضع يتمثل في التعاون مع تجمع المهنيين، والاستماع لمطالب الشعب: "إذا أراد الجيش فتح مرحلة جديدة، فإنّ هذا لن يتم إلا بالتعاون مع تجمع المهنيين الذي يتحسّب بقوة من عودة (الكيزان) عبر المناورات والمؤامرات التي درجوا عليها منذ نشأتهم".
ولفت رسلان إلى أنّ الأوضاع في السودان هشة على كل الأصعدة، ولن يتضح الموقف إلا بعد إعلان أسماء أعضاء المجلس الانتقالي، والمشاورات التي ستتلو ذلك لتشكيل حكومة انتقالية، مؤكدا: "هناك تحديات كبيرة أمام الوضع الجديد، إذ حكم البشير والحركة الإسلامية 30 عاما، وقد أدى هذا إلى تمزيق النسيج الوطني وإراقة الدماء وفصل الجنوب وزرع الشقاق والفساد في كل الأنحاء، وتدمير الاقتصاد السوداني بشكل كامل، إذ لا يجد الناس الخبز، في بلد يقال إنّه ينبغي أنّ يطعم العالم العربي كله".